أحدث الأخبارالعراق

حديث في الاقتصاد فقط … عن (فاولات) كاظمي في واشنطن بعد التدقيق والتحقق في تفاصيل الزيارة

مجلة تحليلات العصر الدولية

سلام عادل /

يتحدث لي أحد الخبراء في شركة جنرال إلكتريك (GE) عن عقد كاظمي مع الشركة الذي جرى الحديث عنه في واشنطن، يقول لي الخبير : إنه عقد عمل بسيط، وقد سبق للشركة أن نفذت اعمال مماثلة في العراق خلال السنوات الماضية.

ومن المتوقع ان تقوم شركة (GE) بربط شبكة توصيل الكهرباء من محافظة الانبار الى الاردن فقط، عبر ناقل وحيد، وليس ربط محافظات الجنوب مع دول الخليج، كما يشاع، وسيتم التنفيذ عبر شركات محلية وليس عبر كوادر شركة (GE) مباشرة، مثلما يحصل عادة في تنفيذ مثل هكذا اعمال من قبل الشركة في العراق.

ويؤكد لي الخبير أن كل اعمال شركة (GE) السابقة في العراق تم تنفيذها من قبل شركات آسيوية، مثل الشركات الصينية او الهندية، أو عبر وسيط تنفيذي عراقي، لان الشركات الأمريكية لا تنفذ الاعمال بنفسها إلا حين تتوفر عقود كبيرة مغرية، فالشركات الامريكية، بحسب قول الخبير، من الشركات ذات الحركة البطيئة، فالكوادر في الشركات الأمريكية يشترطون توفر دعم لوجستي كبير قبل العمل، يبدأ من الأجور العالية، الى التأمين، ووصولاً الى (المبوبلايزيشن) وحتى (السيفتي).

ويضحك الخبير بشركة (GE) على توقعات العراقيين بنزول مهندسين وعمال اميركيين قريباً، مع آلياتهم، على الإرض العراقية، في مثل هكذا ظروف، ويؤكد على أن ما جرى في واشنطن بحضور كاظمي في غرفة التجارة الأمريكية، هو مجرد (حفل ترحيب) وليس (جلسة توقيع عقود).

ومن الملاحظ في الأسواق العالمية، بحسب المراصد التجارية، أن شركة (جنرال إلكتريك) الامريكية، على وشك ان تُعلن عن إفلاسها، في ظل أزمات عدة سابقة عززتها جائحة كورونا، وأن عقود بسيطة من العراق قد تعتبر بمثابة حبل النجاة للشركة.

ويبدو أن شركات أميركية آخرى، غير (GE)، كانت قد رحبت بالكاظمي في واشنطن، من باب الظفر بعقود مربحة، إلا أن هذه الشركات، مثل (هونويل) أو شركة (بيكرهيوز)، غير مستعدة هي الأخرى لتنفيذ أعمال مباشرة على الأرض العراقية، فهذه الشركات لن تصل للأرض العراقية هي الآخر، ولن تنفذ شيء إلا عبر وسطاء، ولذلك يبدو أن كل ما جرى الترويج له إعلامياً حول تعاقدات كاظمي الجديدة مع الشركات الأمريكية بمبالغ تصل الى 8 مليار دولار، إنما هي (تقييمات سوقية) وليست (أثمان تعاقدات) حقيقية.

وأمام هذه الخيبات، أو الترويج الإعلامي الحكومي الذي سينتهي مفعوله قريباً، سوف لن تجد بغداد بديلاً مفيداً غير اتفاق (النفط مقابل البناء) الذي صاغه السيد عادل عبد المهدي اثناء حكومته، والذي تقدر قيمته السوقية بمقدار 500 مليار دولار ، فضلاً عن افضلية اتفاق الصين من ناحية كونه (تمويل مقابل نفط) وليس مجرد (قروضاً مالية).

(كاظمي) الذي غرق في عالم الصور منذ توليه السلطة قبل ثلاثة أشهر، يبدو أنه لا يرى فرقاً بين الاعمال الاجنبية وبين الاستثمار الأجنبي، ربما لكونه يستمع لنصائح غرف استشارية غير متخصصة، لذلك يبدو أنه غير مدرك حتى هذه اللحظة للدور المهم الذي تلعبه الشركات الأوربية في بناء العالم، أو حتى الآسيوية، التي تعتبر المنفذ الأول والأساسي في دول الخليج، علاوة على بعض (الشركات الايرانية) التي تقدم خدمات افضل بكثير من الشركات الأمريكية، ومنها على سبيل المثال (شركة مبنى).

حيث تبدو (شركة مبنى الايرانية) من الشركات الرصينة وذات الجودة العالية في المنطقة، فهي تعمل بمعايير شركة سيمنس الألمانية، فضلاً عن كونها شركة غير تابعة للحرس الثوري الإيراني، بما يجعلها بمعزل عن العقوبات او أي تفاصيل وضغوطات سياسية أخرى.

في الختام … ليس هناك من أهداف مهمة في زيارة كاظمي الى واشنطن، ولا يوجد غير (الفاولات)، هذا من الناحية الاقتصادية، أما ما دون ذلك، فمجرد (صور)، ومن الواضح أن المستفيد الوحيد من هذه الجولة هو (ترامب) الذي يبدو أنه يستغل الموضوع العراقي في حملته الانتخابية، لا أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى