أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

حرب أمراء الفصائل

مجلة تحليلات العصر الدولية - ضياء ابو معارج الدراجي

لا بد ان نشخص كل شيء ونحن نعيش الواقع العراقي الحالي المر ونتحدث بكل صراحة رغم قسوتها .
نحن نفتخر تماما بما تحقق من نصر على داعsh بفضل الفتوى والحshد الshعبي ونتعبره صمام امان العراق عامة والشيعة خاصة لكن في نفس الوقت لا نستطيع ان نخفي خطر متنامي اخر ظهر كالعشب الضار بين سنابل الحshد المثمرة وبين طيات قادة الكتل السياسية والمناصب الحكومية العليا من رئاساتها الثلاث الى اصغر فراش في دائرة حكومية تقبع في ريف نائي،هذا الخطر وضع العراق على فوه بركان قابل للانفجار في اي لحظة و هو تنامي قوة ونفوذ امراء الفصائل السياسية والعسكرية والمالية والحكومية الذين كرسوا جهودهم لكسب ولاء فصائلهم المطلق حسب مصالحهم الشخصية بعيدا عن الولاء للوطن ومصلحة الشعب العليا بالاضافة الى تنافسهم وصراعهم لتوسيع نطاق نفوذهم السياسي والعسكري والشعبي والمالي مما قد يؤدي الى تحول هذا التنافس من سباق نحو الفوز بالسلطة الى حروب اهلية تسقط فيها الاف الضحايا.
كان لحرك تشرين عام ٢٠١٩ الدور المهم لاظهار تنافس امراء الفصائل على السطح السياسي العراقي بوضوح بما حدث فيه من احداث خطيرة من قتل وحرق منذ انطلاقه و محاوله تجيره لصالحهم و بنصب خيمهم الخاصة في ساحات الحراك مع تصفيات جسدية للمنافسين ومن يعتبرونه خطر على مصالحهم وكذلك دعمهم لشخصيات فيه ماليا و اعلاميا وسياسيا لصالحهم الشخصي ولا نستثني منهم احد ممن كان في السلطة او خارجها معها او ضدها .
كان حراك تشرين حراك مطلبي واضح المعالم ضد فساد امراء الفصائل بكل صنوفهم السياسي والحكومي والعسكري والمذهبي والقومي والمعارض والموالي، لكن ما تعلق به من شوائب بنسبة ٩٠% شوه هذا الحرك فجلس الشرفاء على حافات الرصيف وتسلق امراء الفساد سلالم السلطة لتنتج لنا حكومة هزيلة مشوهة اعتبرت من نتائج تشرين رغم اعتراض البعض لكن هذا هو الأمر الواقع الذي لا يمكن انكاره.
واصبح اسم تشرين مرتبط بكل فشل تحصده حكومة الكاظمي وخصوصا ما نمر به اليوم من ازمات الماء والكهرباء والوقود و ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملة المحلية و ارتفاع حجم مبيعات البنك المركزي الى اعلى المستويات عن الحكومات السابقة وصعود اسعار المواد الغذائية و حجب مواد البطاقة التمونية رغم ارتفاع أسعار النفط العراقي باربع اضعاف اسعاره عن أسعاره في حكومة عبد المهدي التي خرج عليها التشرينيون.

ان صراع امراء الفصائل سيكون واضح وفي اعلى ذروته في الانتخابات التشرينية القادمة وخصوصا بعد تقسيم العراق الى دوائر مناطقية تحدد نفوذ الامراء والكتل السياسية بسبب قانون الانتاخابات المناطقي المغلم وما سوف ترافقه من عمليا تهديد واغتيالات محتملة للمنافسين في الانتخابات لبسط النفوذ المطلق على تلك الدوائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى