أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

حرب أهلية فلسطينية في الأفق!!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

ما جرى مؤخرا وتمثل بوقف مبهم قسري لوقف إطلاق النار في غزة،لا يمكن إلا أن يسفر عن كارثة ستحل بالشعب الفلسطيني الذي إبتلي بجماعة التنسيق الأمني وأوسلو ،الذين وقفوا متفرجين على ما يجري في غزة ،بل وكانوا يشدون على يد إسرائيل ،وطالب الأصفهاني الأصبهاني ضباط التنسيق الأمني “المقدس”بضبط الأمور في الضفة الفلسطينية ،وإطلاق النار على كل ناشط فلسطيني يحمل السلاح ضد الإحتلال ،وهذه هي نفس الأوامر التي يتلقاها جنود الإحتلال صباح كل يوم.
عبث ما جرى في غزة ،لأن وقف إطلاق النار كان من طرف واحد،وإن إختلفت الساحات،إذ أن غزة أوقفت إطلاق صواريخها التي أوجعت المستدمرين وأحرقت قلوب حلفائهم في الإقليم والعالم،لكن الإحتلال وجّه مستدمريه وجنوده إلى المسجد الأقصى والضفة ،ومارس حقده المعتاد وسط صمت لا أقول يتعلق بالمجتمع الدولي والإقليم المتخاذل ،بل صمت المقاومة التي باتت تجهّز نفسها لإستقبالأاموال الدعم التي ستأتي ليس ثمنا لإعادة إعمار غزة ،بل ثمنا لإتفاق وقف إطلاق النار من جانب واحد.
لا يتقن هؤلاء فنون القراءة السياسية وربط الأمور ببعضها ولا يعرفون الإستراتيجية والتكتيك ،بل أخذتهم العاطفة ووجدوا من يدعمهم ولكنهم أساؤوا إستخدام الدعم ،بالتصرف غير العقلاني ،فهم أصلا دخلوا الحرب مضطرين بعد ثلاثة أيام من الصمت المطبق على ما كان يجري في المسجد الأقصى والشيخ جراح،وها هم يوقفون إطلاق النيران مجبرين أيضا،دون أن يقدّروا حجم الضرر الذي ألحقوه بالشعب الفلسطيني بسبب تلك السياسة،وكان عليهم عدم الرضوخ للضغوط الخارجية ،ما لم يحصلوا على ضمانات مكتوبة وتعهدات مشهود عليها.
لن تقف سلطة أوسلو على ما يجري بالنسبة لحماس ،ولن يمر الوفاق الدولي مع حماس مرور الكرام ،لأنه سيكون على حساب سلطة التنسيق الأمني التي ذاقت طعم ال VIP ،والسجاد الأحمر ومقابلة كبار المسؤولين الدوليين ،والمبالغ الكبيرة التي تأتي لدعم السلطة مقابل الإستمرار في حماية أمن إسرائيل،كما ان هذه السلطة سوف لن تسمح بسحب البساط من تحت أرجلها وفرشه لحماس التي ستأخذ دورها وتنعم بالسجاد الأحمر وبالملايين ،ظنا منها أن الأمر سيدوم لها.
سيسفر إتفاق وقف إطلاق النار الأخير عن حرب أهليه داخلية فلسطينية، يسعى إليها أعداء الشعب الفلسطيني في الإقليم وخارجه ،وربما تتطور الأمور لحرب فلسطينية مع بعض أطراف الإقليم ،ظنا من الجميع أن من يتماهى مع مستدمرة إسرائيل ،سيتسلم الجوائز والهدايا وسيحظى بالإحترام والتقدير، وسيتم رفد أرصدته الخارجية بالملايين من الدولارات نظير خيانته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى