أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

حرب الحياد: موقفنا و عدم الإنحياز

مجلة تحليلات العصر الدولية - إياد الإمارة

روسيا تتقدم في أوكرانيا وإشتراطات إيقاف التغلغل الروسي في كييف واضحة ومعلنة جدا ..
ويبدو أن الغرب راغب بتصعيد الأحداث على إستحياء فهناك حديث عن نية بريطانية لتقديم العون للحكومة الأوكرانية بمستوى يتجاوز حجم المساعدات الأولى الذي كان عبارة عن قبعات محدودة الإستعمال، لكن الأخطر في هذه الحرب متعلق بالتكتيك الأمريكي/التركي القاضي بتحريك جزء من منظومة الإرهاب الوهابي التكفيري بإتجاه أوكرانيا لمقاتلة الروس هناك في حرب مفتوحة إلى أجل ما!
تركيا تدير قواعد لعبة المجاميع الإرهابية التي تتنقل بين العراق وسوريا وليبيا وأجزاء أخرى من العالم بتنسيق عالي مع أمريكا والصهيونية وأنظمة خليجية تريد أن تنشأ صراع عصابات في داخل أوكرانيا ضد روسيا، فهل سيكون أداء المجاميع الإرهابية الوهابية التكفيرية بمستوى أداء طائرات بيرقدار المسيرة المضحك؟
ما هو حجم هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية؟
ما هي قدراتها القتالية؟
وهل ستفتح أنظمة خليجية وعربية باب التطوع والتبرع لمواطنيها للقتال في أوكرانيا ضد الروس كما فعلت ذلك في العراق وسوريا واليمن؟
وكيف سيكون الرد الروسي على مثل هذه التصرفات العدوانية؟

نحن لسنا معنيين بحرب الحياد وعلينا أن نلعب دورا غير منحاز إلى أي طرف من الأطراف إلا بمقدار الجانب الإنساني الذي نرفض من خلاله أي تعدي على الإنسانية بأي شكل من الأشكال، لسنا مع الجانب الروسي وكذلك لسنا مع الجانب الأوكراني، نرفض الإعتداء من قبل أي طرف على طرف آخر كما نرفض التآمر من أي طرف على طرف آخر هذه عقيدتنا وهذا ما ينبغي أن نكون عليه في مثل هذه الظروف ..
لكن ماذا لو أن هذا الصراع أمتد بدعوة تركية لتجنيد مقاتلين (إسلاميين) يقاتلون بالنيابة عن الأوكرانيين إستجابة لرغبة أمريكية؟
كما حدث ويحدث الآن في منطقتنا في العراق وسوريا واليمن ..
هل نسمح لهذه الدعوة بالتحرك داخل العراق؟
هل أبلغ أردوغان أطرافا عراقية بهذا الأمر؟
وهل ستكون هذه الدعوة مبررا لتدخلات روسية أشد في منطقتنا؟
ثم ماذا يعني التجنيد العلني أو شبه العلني لجماعات إرهابية تكفيرية تقاتل بالنيابة لصالح (مصالح) أمريكية في المنطقة؟

لا يمكننا عزل منطقتنا (عدم إنحياز) عن مسلسل الأحداث الجارية في العالم، على إعتبار إننا نمثل مستودع الطاقة الأكبر في العالم، وطريق مرور بحري وجوي وبري مهم يربط الشرق بالغرب، في الوقت الذي ينبغي فيه علينا التمسك بخيار عدم الإنحياز لعدم الإنجرار في معارك لا تعنينا وهذا يتوقف على مبدأ أساسي هو الإرادة الحرة غير المنقادة التي تقدر مصالحنا قبل أي مصلحة أخرى خصوصا المصالح البعيدة عنا الواقعة خلف المحيط الأطلسي ..
أحداث العراق الحالية والتي ترسم على المدى القريب تريد له -كما كان سابقا- أن يكون مجرد أداة تنفيذية لسياسات إستكبارية تدخله في الحروب والصراعات التي تحقق مصالح قوى الإستكبار ..
ولإيقاف هذا المخطط الخطير يتطلب ذلك منا:
١. وعيا وقادا متقدما ..
٢. التمسك بالوحدة الوطنية ..
٣. رفض الإملاء والتدخل الخارجي من أي نوع ولا تكون الإمارات وتركيا ولا أي دولة أخرى قاعة إجتماعات عراقية تخرج علينا بقرارات تكون ملزمة التنفيذ كما حدث ذلك فعلا سابقا وعلينا تحاشيه لاحقا.
بهذا قد نتجاوز محنة الأيام القادمة ولن نتجاوزها مع شديد الأسف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى