أحدث الأخبارالعراق

حشد الجهاد الكفائي.. عالم مَدين للمرجعيةِ بأمنهِ !

حسين فلسطين

ثمان أعوام ولا زال العالم يتذكر مشاهد تقدم التحالف البعث وهابي في العراق، واحتلال أراضيه بسرعةٍ فائقة وصلت إلى مراحل الانهيار المفاجئ حتى مع البُعد الجغرافي لبعض المناطق عن دائرة الخطر ، ولظروف عصيبة استثنائية ابرزها وجود قواعد شعبية وتنظيمية وكيانات من أهالي المحافظات الغربية ذوات ايدلوجيات فكرية تحرم وترفض الوجود الأمني تنفيذاً لسياسات دول وأنظمة إرهابية سواء إقليمية او دولية انهار العراق وبدأت دول العالم ليس بمقدورها الاّ سماع الأخبار التي تنقل “فتوحات الدولة الوهابية” قبل أن يقطع بث تلك القنوات من قبل ابو بكر البغدادي واستبداله ب”راوي حديث” !

وفي الوقت الذي تسارعت فيه الأحداث وسط ضجيج الدواعش الذين لا شغل شاغل لهم الا التهاني والتبريكات فيما بينهم لأتساع حكم الولايات الداعشية صدح صوت الحوزة وقائدها المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني بفتوى كان عنوانها “الجهاد الكفائي” ، هذا العنوان الذي تتسع مضامينه ومعانيه الإنسانية جمعاء لم يتسع الأمواج البشرية الهائلة التي أعلنت ولائها وطاعتها للمرجعية العليا.
وشكلت الفتوى نقطة تحول مهمة في مسار الأحداث العراقية، وأدت الفتوى التي صدرت في 13 يونيو/حزيران 2014 إلى تشكيل قوات (الحشد الشعبي)، بهدف مواجهة تمدد تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على أجزاء من البلاد حينها وفي ساعات قليلة استقبلت مقرات القوات الأمنية وفصائل المقاومة ملايين المتطوعين بأشراف مباشر من قبل قادة النصر رضوان الله عليهم الذين كانوا يقودون معارك تأمين حزام بغداد والمدن المقدسة ك(كربلاء المقدسة، النجف الاشرف، سامراء المقدسة)

نعم كانت الفتوى بحجم كرامة الإنسان وحريته وعيشه وامنه وسلامته وكل ما يؤمن الحياة ، تلك الفتوى التي شكلت علامة فارقة في تأريخ العراق والعالم، وتحولت دون غيرها من آلاف الاحداث الى نبراس تهتدي به الأجيال وتستذكره الاخيار فهي من حفظت الإنسان وعمرت البنيان وكسبت صعوبة الرهان بحشدها الذي دافع العالم بأسره وقت الذي تنكرت أنظمة عالمية ورفضت غيرها المواجهة !!

“ظاهرة الفتوى” نقطة تحول في أداء القوات الأمنية في العراق وتأمين لحدود دول العالم التي ارتعبت من خطر الاجتياح ..
ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى الجهاد الكفائي و ولادة الحشد المقدس التي تعدُّ نقطة تحول في أداء القوات الأمنية التي دافعت عن العراق والعالم كله لذلك فإن شعوب العالم وحتى انظمتها عبرت عن امتنانها وشكرها لما شكله الحشد الشعبي المقدس واطاره الشرعي فتوى الجهاد لذلك فإن العالم مدين لهذه العناوين التي توضأت الأرض بدماء ملبيها ومطلقيها وقادتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى