أحدث الأخبارالخليج الفارسيةايرانقطرمحور المقاومة

حصار قطر …وأحجية تركيا وإيران والقواعد

مجلة تحليلات العصر - أسعد العزّوني

صحيح أن المصالحة القطرية –السعودية قد تحققت ،بغض النظر عن ظروفها وتبعاتها وحيثياتها،وما يهمنا هو فرحة الشعوب بلم الشمل،ونترك القضايا المتعلقة بالحصار والحقوق القطرية إلى أصحاب الشأن ،ونقول أننا نحن الذين كتبنا ضد الحصار وإنتصرنا لدولة قطر،ليس لشيء وإنما لأنه وقع ظلم شديد عليها ،مع أنها خرجت من الحصار أقوى مما كانت عليه،ولذلك قلنا رب ضارة نافعة،وقد نالنا من الشتائم والمسبات والتهديد وقذف الأعراض الشيء الكثير ،لأننا رفضنا الإنحياز لمن فرض الحضار،من منطلق المبدأ ،ولو أن قطر هي التي فرضت الحصار على السعودية على سبيل المثال ،لتجاوزنا الموقف من السعودية ووقفنا معها ،ليس طمعا في شيء لا سمح الله ،فقد حاولوا معنا كثيرا وقدموا الجزر قبل أن يهددوا بالقتل وممارسة قذف الأعراض،ولكن مبادئنا تحرم علينا ذلك.
ما يحير العقل الحصيف هو أن دولة قطر التي حوصرت في شهر رمضان الخير والرحمة ،ومنع أهلها من زيارة الحرمين الشريفين ،وكانت الخطة تكرارا للمؤامرتين السابقتين ،تقضي بغزو قطر عسكريا لتغيير قيادتها وتنصيب دمية يحركونها بأصابعهم ،بعد الإستيلاء على ثروات قطر ومصادرة قرارها السياسي،عقابا لها لموقف قيادتها المشرف في قمم الرياض الترمبية منتصف 2017.
سنركز في نقطة واحدة من حيثيات الحصار الغاشم على قطر الذي كان إمتحانا لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا،وحصلوا جميعا على علامة كاملة مع مرتبة الشرف ،لدفاعهم عن كرامة وطنهم وشعبهم ولم يفرطوا في حقوقهم،بحجة أن الكثرة غلبت الشجاعة،وقد أبدعت القيادة القطرية في فنون الدفاع عن القطر من حيث بناء التحالفات والثبات على الموقف،وإثارة الغبار في عيون المحاصرين الذين تفككت شبكتهم هذه الأيام،وباتوا أعداء بعد أن تظاهروا بأنهم حلف واحد موحد ضد قطر،ناهيك عن هزيمتهم في المحافل الدولية وتحقيق انجازات ترفع الرأس ،بينما هم كانوا منبوذين عالميا ومطلوبون للعدالة الدولية .
من أبرز التهم التي كيلت لدولة قطر أنها تحالفت مع إيران ،علما أن قطر قبل الحصار تماهت معهم وسحبت سفيرها من طهران تضامنا معهم ،لكنهم فرضوا عليها الرجوع لإيران بعد حصارهم ،وكانت إيران خير سند لدولة قطر ،علما أن الإمارات والغة في التعامل مع إيران في المجال الإقتصادي ،وتعد الإمارات بوابة إيران العالمية إبان الحصار الأمريكي المفروض عليها،ولا ننسى بطبيعة الحال أن الجزر الثلاث “طمب الكبرى وطمب الصغرى وأبو موسى”بيعت قبل عشرات السنين للشاه المقبور بعشرين مليون روبية وعشرين سيارة مرسيدس،ومع ذلك تحاول قيادة الإمارات تسول موقف معها إزاء هذه الجزر.
أما بخصوص تركيا التي تحالفت معها دولة قطر في ظل الحصار،ووقفت تركيا مع قطر وقفة رجولية ،فقد كال المحاصرون بكسر الحاء التهم لقطر بانها أدخلت تركيا إلى الخليج ،وهم لا يعلمون أن تركيا لها اتفاقيات دفاعية مع غالبية دول الخليج،وللتذكير فإن الإمارات قبل يومين عادت إلى الحضن التركي وكالت المديح لتركيا بعد أن قالت بحقها ما لم يقله مالك في لخمر وجندوا جواسيسهم للعبث فيها،وجاء ذلك نكاية في السعودية شريكتها في الحصار التي قامت بدورها بإرسال قوات سعودية إلى اليونان لمحاربة تركيا؟؟؟؟؟!!!
وثالثة الأثافي فإن قطر تعرضت لإتهام أكبر وهي أنها تحتضن قواعد أمريكية،ناسين أو متناسين لا فرق، أن صحاريهم تعج بالقواعد الأمريكية وغيرها وأنها مشاع ،ولا يستبعد أنها أيضا تؤوي قواعد عسكرية إسرائيلية بحجة تهديد إيران.
مجمل القول أن قطر “الصغيرة جدا جدا جدا،صمدت في وجه الحصار الغاشم،وإنتصرت على المحاصرين “الكبار والأغنياء جدا جدا جدا”،وجاء قبول سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بالمصالحة مع ولي العهد السعودي ضربة معلم،أتت أكلها فورا وضربت التحالف في مقتل ،وها هم يمارسون فنون الردح على أصوله ،وكانهم لم يتفقوا على قطر بالأمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى