أحدث الأخبارالاقتصاد

حقوق العامل فــي ظل الهيمنة الرأسماليـة

مجلة تحليلات العصر الدولية

م: آدم أمير المزحاني

دائماً قوة العامل تضعف كلما أنتج وإجتهد أكثر هذا ما جاء به في خلاصـة كارل ماركس في ظل تنامي دور الرأسماليـة على حساب العمال البُسطاء الذين هم طاقة مُستنزفـة مع تضاعف الجهد اليومي وما ينتجونه في المصانع وميادين العمل أي أن كل ما يقوم به العمالـ هو لغيـرهم ولا يستطيعوا من خلالـه تحقيق رغباتهم وتطوير دخلهم ليعود عليهم بالنفع أو الفائدة.

دائماً العامل أو المُـنتج هو حبيس أفكار غيره لا يستطيع أن يتصرف مهما كانت طبيعة عملـه أو شغلته إلا بعد إفراض إملاءات وتعديلات من هو معني بالأمر، رغم بأنه جوهر إتزان المُعادلة ومفتاح الإثبات للحل، ما ينتجه العامل ويصنعه بأدق مهارات الإتقان دائماً يذهب للأغنياء وهوامير المال، لا يذهب للبسيط العادي، العامل يشيد وينتج ويصنع الجمال لغيره لا لنفســه هذا هي فلسفة العمل المعمولـ بها.

تنامي قيمة العامل المادي على حساب قيمة العامل الإنساني هو من صنع فوضوية في ضياع الحقوق والهدر بالمُستحقات، ما أقصده أن العملية عكسية ضاعف جُهدك وإحصل على فتات ما تبقى مما أنتجت هكذا هي تعاملات الرأسمالية ومُضاعفات البؤس المادي الذي تنتجه بحق العمالـ العاديين، العامل أصبح أكثر فقراً وضيم نتيجة سياسة التعاملات المادية المعمول بها في أغلب مصانع وشركات العالم لا يُقدر جهداً بل يبخس ويصبح مُجرد رقم هش خارج العملية الحسابية، رغم أنه هو عامل مُشترك فعال ضاعف من رقم الربح العائد للميزانية التقديرية لمُستوى الربح السنوي للجهة الرأسماليـة.

بنود المُكافئة والتقدير لما يبذلـه العامل أصبحت مُغيبه تماماً في أغلب تعاملات الشركات والمصانع في العالم العربي، لا توجد بنود مُفعله، أو حتى قوانين بسيطة تضمن الحق لجهود العامل وما يقوم به من إنتاج وطاقة في تحسين أداء القطاع الصناعي الذي هو يعتبر مدخل وداعم رئيس لكل مقومات القطاعات الأخرى.

العامل شريك في تضاعف الثروة من خلال ما ينتجه على المدار اليومي والسنوي، بالمقابل كلما أنتج أكثر كلما زاد فقراً وهذا ما يجعله أكثر عرضه للبخس والبؤس نتيجة عدم تقاضي ثمن ما أنتجه بطاقاته وجهوده الذاتية أي لم يعطى بقدر ما أنتج ،هذا بطبيعة الحال تعبيراً صريحاً لإقصائه من حقوقـه التي يجب أن تفرض على قوى الرأسماليـة التي تستغل حاجة وعوز الطبقة العاملة بحجة تقليل الدعم نتيجة الإنتكاس الإقتصادي الذي يمر به العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى