أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

“حقيقة الدولة واللادولة”

مجلة تحليلات العصر الدولية - ماجد الشويلي

لابد أن نقف على حقيقة النزاع الحاصل بين القوى التي تطلق على نفسها قوى الدولة، والقوى الأخرى التي يصمونها بقوى اللادولة ؛ قبل أن يتحول هذا النزاع الى صراع جوهري لاينتهي إلا بنهاية أحد الطرفين .
والحقيقة أن الخلاف يتمحور حول شكل الدولة ومضمونها وطبيعة المهام التي ينبغي أن تضطلع بها.
وليس لأن هناك من يريد دولة والآخر لايريدها.
فالكل يريد الدولة ولا غنى له عنها ، غير أن هناك من يريد الدولة على مقاساته هو وحده ، دون أن يشرك أحداً معه في بنائها،
بل ويدعو لإقصاء كل من تتعارض رؤيته معه في بناء الدولة.
ولايريد الإحتكام الى شئ يمكن أن يكون أرضية مناسبة لبناء التصورات المشتركة عن الدولة التي تستوعب الجميعبما في ذلك الإنتخابات وإنما يسعى للإستقواء بالخارج ليس لشئ إلا لأن تلك القوى الخارجية تؤيده في منحاه .
حتى وإن أتضح له يقيناً أن تلك القوى ليس لها من هم الا تحقيق مصالحها ولو على حساب مصالحه.
وهناك جزء آخر من هذه القوى آنفة الذكر ليس له من رؤية تتعلق بشكل الدولة ، ولا يهمه على أي نحو تكون .
بل يعمل على كونه مرآة تعكس شكل الأجندات التي صاغتها الولايات المتحدة تحديداً.
أما القوى التي حاولوا أن يصمونها بقوى اللادولة؛ فهي تتمسك بخيار استئناف بناء الدولة على أسس خالية من كل منافيات الدولة الحقيقية ، وأولها خلوها من الإحتلال والتواجد العسكري الأجنبي.
وهم يعتقدون أن هذا هو الأصل الذي يبنى عليه كل شئ في الدولة ، ولامانع من أن تكون لهم رؤية مشتركة مع مناوئيهم لبناء مؤسسات الدولة والإنجازات العمرانية ،
فلا خلاف من جهتهم حول ضرورة أن يتمتع العراق بمايكفيه من الطاقة الكهربائية ، وأن يتم القضاء على البطالة ، وأن تكون هناك علاقات متكافئة مع المنظومة الدولية وغير ذلك.
لكن أيضاً من لوازم الدولة عندهم هو استحضار البعد المعنوي ، ومنه عدم المساواة بين الدول التي وقفت طوال خط التأريخ ضد العراق ، والدول التي وقفت معه في كل محنه التي مر ويمر فيها.
ولا أظنهم يقصدون بعدم المساواة هو الدخول في مواجهات مسلحة معهم، وإنما على أساس استرداد الحقوق منهم والتعاطي معهم بحذر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى