أحدث الأخبارشؤون امريكية

حقيقة ديمقراطية النفاق الأمريكية

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

الديمقراطية الأمريكية هي ديمقراطية الكوبوي ورعاة البقر التي أبادت أمة من الحياة، (الهنود الحمر)، وسرقت الحياة من أمة أخرى (السود الأفارقة) ونقلتها لتخدمتها في مزارعها وتُجرِّب فيها طغيانها وحتى سلاحها وتاريخها الأسود مليء بتلك الجرائم التي يندى لها جبين التاريخ.
والناطق الرسمي بها وكبيرها الذي يحكم العالم باسمها “جوزف بايدن”، الذي جاء من الديمقراطيين ليُعزز الديمقراطية كما أشاعوا ولعبوا على الجمهوريين ومعتوههم “الترامب” واليوم ظهرت حقيقتهم الديمقراطية النفاقية بأعلى مستوياتها، وذلك عندما أعلن هذا الرجل على الملأ العالمي، بعد أن ملؤوا الدنيا ضجيجاً عن معاقبة المجرمين القتلة الذين لهم علاقة بمقتل الصحفي الخاشقجي، فعاقبوا الجميع وتركوا كبيرهم الذي أمرهم بالقتل والتقطيع، “أبو منشار”، حيث أعلن وبكل وقاحة: “الولايات المتحدة لا تفرض عقوبات على رؤساء الدول الصديقة”.
فمَنْ قال لك أيها العجوز أن الرجل أن أبو منشار رئيس دولة؟ هذا الصبي الأرعن ما هو إلا لعبة فرضه زميله كوشنير ترامب على أبيه ودولته وشعبه والمنطقة لضمانه له بتنفيذ كل الأوامر بكل دقة وأمانة، وبلا تردد أو تذمر وأنه يستسلم للحلب والدفع بلا رفس وتلبيط، فاشعل الدنيا بالحروب لأجلهم ودفع بكل أذنابه للتطبيع مع كيانه المغتصب لفلسطين وقدسها.
أم أنها اعتراف منك لهذا الأرعن ليُطيح بوالده الخرفان في ليلة ليلاء ويعتلي على عرشه بإعطائك له الضوء الأخضر واعترافك بأنه “رئيس دولة صديقة” لك عدوة لشعبها ومنطقتها كلها؟
أما آن لكم أن تنطلقوا من واقعية عالمية وتُزيحوا عن أعينكم النظارات الصهيونية؟
فسياسة الدول لا تسير بأهواء الأشخاص المجانين كترامب، أو المخرِّفين كصاحب مملكة الرِّمال، السياسة الدولية تجري بالدبلماسية، والديمقراطية تعني التساوي في الحقوق والواجبات أما الديمقراطية الأمريكية فهي ديمقراطية الكوبوي ومن طرف واحد هم يُملُون وعلى العالم أن يُنفِّذ إملاءاتهم وأوامرهم حتى لو كانت بمنتهى القسوة بحق الشعوب، وخارجة عن الأعراف الدولية، والقيم الإنسانية، فتلك هي ديمقراطية النفاق والتوحش والجريمة المنظمة وليست ديمقراطية البشر العادلة، فأين القصاص من المجرم الذي ثبتت جريمته، ولماذا يُعاقب المنفذ ولا يُعاقب الآمر، وهل يُعفي المجرم إذا كان رئيس دولة صدقية لك، وعدة للعالم والإنسانية؟
تلك الديمقراطية التي كانوا يضحكون بها على شعوب العالم لأكثر من سبعين سنة انكشفت الآن وانفضحت في عقر دارهم، وبممارساتهم وما سنشهده خلال هذا الحكم الديمقراطي الذي أدخل رئيسها مصطلحاً جديداً لم يعهده العالم من النفاق الدبلماسي المفضوح، فلماذا عاقبوا القذافي، والبشير، وصدام، وميلوسوفتش، وغيرهم من الرؤساء الذي عاقبوا شعوبهم لأجلهم؟.
فهذا سيُعطي للعالم أجمع المعنى الحقيقي للديمقراطية الأمريكية والكوبوي وراعي البقر الأمريكي وسيظهر وجههم الإجرامي الذي أباد شعوباً بأكملها حتى توطَّن في مكانها، لأن ديمقراطيتهم قامت على الدماء والأشلاء وستنتهي كذلك وتلك هي سنة الله في أمثالهم..
فأبسط معاني الديمقراطية أن تُفسحوا المجال لمحاكمة هذا المجرم على جريمته الشنيعة التي قلَّ نظيرها في التاريخ البشري، ومن أبجدياتها أيضاً أن تُعاملوا جميع المجرمين المشتركين بالجريمة بنفس القانون فلماذا الكيل بمكيالين؟ وأي تبرير هذا الذي تُسقطون فيه العقاب عن المجرم بحجة أنه رئيس دولة صديقة، وتسعون لمعاقبة رئيس وشعب بريء لأنه رئيس دولة غير صديقة لكم؟ هل هذا هو مقتضى الديمقراطية، أو أنها النفاق في الديمقراطية الأمريكية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى