أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

حقيقة سياسة التطبيع الأعرابي مع العدو الصهيوني

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

تقرأ ونُطالع في هذه الأيام الكثير من المقالات عن التطبيع – كما يُسمونه – مع العدو الصهيوني وفي كثير منها اشتباه وخلط كبير لأنهم ينظرون إليها من باب السياسة والتحليل والقراءة السياسية في المنطقة وكأن الأعراب والأذناب أصحاب قرارهم السياسي، ويملكون أمورهم بأيديهم كما يُحاولون أن يظهروا ذلك للعلن ويُسوِّق لهم إعلامهم وإمبراطوريات الإعلام الصهيونية العالمية..
وهذا محض هراء وكذب وخداع ولا واقع له أبداً؛ وفي الحقيقة التي نعيشها ونراها بأم العين منهم فهؤلاء بيادق يلعب بهم غيرهم ولا يملكون فعل شيء إلا تنفيذ الأوامر التي تأتيهم من سيدهم ومشغلهم الحقيقي، فلا ينغرَّ بهم أحد أو يُصدقهم في كذبهم، فما هم إلا موظفين صغار وجواسيس بأرقام وليس بأسماء لحقارتهم وتفاهتهم عند سيدهم لمعرفته بهم وأنهم خائنون لأنفسهم، وبلدانهم، ودينهم، وشعوبهم، وأوطانهم، والخائن مهان ذليل عند كل الناس..
فهؤلاء الأعراب الذين تشغلهم الصهيونية العالمية يُنفذون مخططات الماسونية الأم في المنطقة، فهم لا شأن لهم في السياسة، ولا علم عندهم بأبسط أبجديات السياسة، والدبلوماسية، والديمقراطية، والليبرالية وما بعدها وربما لا أحداً منهم يعرف معنى السياسة، أو يستطيع أن يُعرِّف السياسة، فهل تظن أن كبيرهم الهَرم الخَرف الذي يظهر على حقيقته في كل مرة يظهر فيها على العلن مكرهاً، فالذي لا يعرف القراءة، ولا الاجتماع الذي يحضره، ولا أين وكيف ولماذا.. هل هذا له علاقة بالسياسة وإدارة البلاد والعباد؟
هؤلاء الأقزام – يا كرام – شرطة صهيونية لقمع الأمة العربية إذا طالبت بالحرية أو الحقوق، وعملهم حماية آبار النفط والغاز، والدفاع عن أمهم الحنونة الصهيونية، وهذا ملخص عملهم وما تظنون أنه سياسة ودهاء سياسي عند بعضهم، أو مبادرات، ومؤتمرات، وكل هذه الخزعبلات، هي في الحقيقة لتغطية الحقيقة التي صارت فضيحة لهم، فكل شيء يأتي إليهم مكتوباً وجاهزاً ولذا تراه إذا رفع رأسه من ورقته افتضح..
فما يجري الآن من التطبيع، والتخضيع، والتركيع للكيان الصهيوني هو مخطط قديم وكان يسير بالخفاء ولكن عندما احتاج الترامب لهم فضحهم لتعرف الأمة حقيقتهم وأنهم جميعاً جواسيس قدماء وموظفين حقراء لدى الإدارة الأمريكية وتحت القيادة الصهيونية، وربما تكون هذه من حسنات ترامب السَّيء في كل شيء، فحقيقة سياسة التطبيع الأعرابي مع العدو الصهيوني هي مخطط يضعه ويرسمه ساسة الماسون وينفِّذه الأعراب دون مناقشة لأنهم ليس لهم حق المناقشة.
فالسياسي هو الذي يحفظ بلده ويحقق له التنمية والمصلحة العامة، لأن سيد الدبلوماسية الأمريكية وثعلبها كيسنجر يقول: “في السياسة لا توجد علاقات دائمة بل توجد مصالح دائمة”، فالمصلحة العليا للبلد هي التي تُحدد سياستها وأين المصلحة لبلادنا فيما يفعله هؤلاء الأطفال في السياسة؟
هل مصلحة الإمارات العربية أن تتحول إلى مؤامرات عِبرية، ومن دولة الصناعة الرقمية إلى دولة الدعارة العلنية؟
هل من مصلحة دبي وأخواتها أن تتحول إلى مواخير ومداعر ومقامر لكل طالب فسق وفجور؟
هل من مصلحة البحرين أن تتحول إلى مكاتب للشركات اليهودية بكل ما فيها من فساد عالمي؟
وأين مصلحة السودان في أن يكون منطلقاً للعصابات الصهيونية تجاه أفريقيا؟
وأين مصلحة المغرب، في أن يتحوَّل إلى مركز من مراكز الفسق العالمي والمافيا الدولية؟
أين مصلحة الأمة العربية والإسلامية من كل ما يجري الآن من هذا التراكض إلى أحضان العهر الصهيوني، وهل ينقصكم ذلك في قصوركم التي بنيتوها بدماء وأشلاء شعوبكم؟
السياسة تحقيق المصالح وكل ما يقوم به هؤلاء الأعراب يحققون المصلحة العليا للغدة السرطانية (إسرائيل) فقط، ولا يخدمون إلا الحركة الصهيونية والماسونية العالمية، فكل ما يفعله هؤلاء ليس سياسة بل خساسة ودياثة يخدمون فيها السياسة الأمريكية المرهونة للصهيونية العالمية..
نعم؛ الصهيونية تعمل سياسة بمفهومهم للسياسة لا بمفهومنا لها، ولكن الأعراب الموظفين عندها يعملون وفق سياسة الصهاينة وينفذون المخطط المرسوم لهم من قبل مشغلهم الأساسي الذي يرسم السياسة بما يُحقق له ولشعبه وأمته المصلحة العليا التي يقودها ويسوسها..
فلا أحد يتكلم عن سياسة الأعراب وتطبيعهم، بل على الجميع النظر إليهم على أنهم جزء لا يتجزأ من السياسة الصهيونية وما هم إلا موظفين لديها وجواسيس عندها، وعلى الأمة التي عرفت حقيقتهم القذرة أن تنهض لتتخلص من عهرهم وفسادهم الذي فاق حدَّ التصور في كل شيء..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى