أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

حقيقة محاولة اغتيال الكاظمي

مجلة تحليلات العصر الدولية - ابراهيم المهاجر

الحدث كله مسرحية سياسية ليس الا، مأخوذة من وحي القصص الخالية محاولات اغتيال السيد الرئيس صدام حسين، التي كانت انذاك تكتبها المخابرات العراقية لتصنع من صدام رمزا قوميا وتباع قسرا على موظفي الدولة. على مايبدو ان مسرحية محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي لا اساس لها على أرض الواقع. فالذي سير صدام حسين سياسيا بالامس والذي يسير الكاظمي حاليا هي نفس امريكا. فكلاهما رجلا امريكا في العراق. صدام كان في الماضي وللحاضر مصطفى الكاظمي. مسرحية الاغتيال هذه هي من صناعة السفارة الأمريكية ودوائر المخابرات الاماراتية والسعودية بامتياز مع اعلام مهيئا لبث خبر الحدث ومناقشته باستعاب، بغية تكبيره. اول نتائج التكبير لحجم خبر حادث اغتيال الكاظمي ان أوجد العذر لفظ الاعتصامات قرب المنطقة الخضراء.

عملية الاغتيال وصفت اولا بسقوط صاروخ بسيط (قذيفة) على بيت الكاظمي ولم ينفجر. وعندما لم يأخذ هذا الصاروخ الكاذب دوره في تفعيل الاعلام بالشكل المطلوب تم تضخيم الحادث الى طائرة او طائرات مسيرة ارسلت الى بيت الكاظمي لرمي مسؤولية الحدث بذمة الحشد الشعبي على انه تصفية سياسية او رميه في خانة دولة مجاورة، مستغلة تصريحات الشيخ قيس الخزاعي امس الاول. ومع التفاوت في نص الخبرين لمحاولة الاغتيال فالاخبار من داخل العراق تقول لقد تزامن مع الحدث اطلاق نار من مبنى السفارة الأمريكية في بغداد.

الحدث كله هو تهيئة الشارع العراقي ربما لحدث اكبر قد لايهز الشارع العراقي فحسب بل المنطقة برمتها وهذا واضح من التساؤول الاعلامي عند بعض الفضائيات المتفاعلة مع حادث الاغتيال هو هل هناك شيئ اكبر من اغتيال الكاظمي سوف يحدث؟. الجواب الذي لايزيد عن كلمة نعم يعطي تكهنات بأحداث قادمة سوف تهز العراق ولبنان بالخصوص. فكل ما سوف يجري وجرى في لبنان تكون هناك نسخة منه في العراق او بالعكس وان اختلفت الأسباب اذ لكل من هذين البلدين خصوصيات للتعامل مع شارعه. ولكن هدف هذه الخصوصيات هو الوصول الى أبعاد ايران عن ممانعة القرار الاقليمي الذي تسير به المنطقة نحو التطبيع مع اسرائيل. اذ ان العقدة الكؤود امام مشروع التطبيع هي الديمغرافية التي تتكون منها شعوب العراق ولبنان وسورية التي يتغلب فيها عنصر التشيع او ذاك الموالي لايران.

تهويل حادث اغتيال الكاظمي المزعوم قد تم التخطيط له في دوائر مخابراتية، بدأ يتهافت اعلاميا. محاولة الاغتيال هي انطلاقة لاحداث قادمة مصنعة سيتم رميها في خانة ايران بغية إخراجها من القرار الاقليمي وعزلها سياسيا، وخصوصا بعد استبسال حرسها الثوري في استرجاع سفينة ايرانية محاطة بالمدمرات الأمريكية كانت تحمل النفط الايراني اذ تم قرصنتها من قبل البحرية الامريكية. بعد عزل ايران يتم الانفراد بالعراق ولبنان وسورية وفتح الباب على مصراعيه لتركيا الحالمة بالعثمانية الجديدة لتكون الراعية للتطبيع مع اسرائيل باسناد عربي كون تركيا هي الأقرب الى الانظمة المطبعة سياسيا ومذهبيا. لذا فالمنطقة يراد فيها مخاض سياسي لانهاء القرار السياسي الايراني فيها وفي العراق خصوصا كي تسير الامور نحو التطبيع وخصوصا فإن المنطقة مقبلة على مناخ سياسي اجوف بعد خروج امريكا من الشرق الاوسط لتتفرغ الى الشرق الأقصى الصاعد، اقتصاديا وتكنولوحيا. اذ بعد تلويح الصين باسترداد تايوان كجزء من الهيمنة على بحر الصين والتمدد في مياه المحيط الهادي جعل الأولويات الأمريكية هي مواجهة الصين على حساب الانسحاب من الشرق الاوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى