أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

حق العودة مقدس ولا يسقط بالتقادم

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.أسعد العزّوني

يتشبث الفلسطينيون الذين أجبرهم ما يطلق عليه “جيش الإنقاذ “المكون من سبعة جيوش عربية تنتمي للعقيدة البريطانية،بالتنسيق مع العصابات الصهيونية،لتمكين هذه العصابات من إقامة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية فوق مساحات كبيرة من الساحل الفلسطيني ،يتشبثون بالعودة حتى بعد مرور 71 عاما على تهجيرهم .
وهم يعيشون هاجس العودة ليل نهار وفي كافة مناحي حياتهم اليومية ،فنراهم يطلقون أسماء “عائد/عائدة” على مواليدهم ،ويعتبرون عيدهم الرئيس هو يوم عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها غدرا وحيلة ،وأجبروا على ترك الساحة بعد مصادرة أسلحتهم من قبل جيش الإنقاذ ،بحجة انهم يعيقون عملية “التحرير”،وقالوا لهم :”تحملونا أسبوعا او أسبوعين وستعودون “،وها هي 71 عاما تمر عليهم بدون عودة ،لكن الأمل باق والعودة متخيلة.
ينتشر اللاجئون الفلسطينيون في بلدان جيوش الإنقاذ السبعة ما عدا السعودية واليمن ،وهناك لا جئون فلسطينيون في مصر وربما لا يعرف عن معاناتهم أحد،وليسوا مسجلين في سجلات وكالة الغوث التي أسستها الأمم المتحدة،لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وليس لعودتهم ،كما تفعل المفوضية العليا السامية لشؤون اللاجئين “UNHCR” التي تعمل على إعادة اللاجئين في العالم إلى بلدانهم ،ويتم تمويلها من قبل الأمم المتحدة ،في حين تعيش “الأونروا”على التسول والمنح العالمية.
مارست الأمم المتحدة ذاتها عملية الخداع للشعب الفلسطيني ،لأنها وافقت على قبول مستدمرة إسرائيل عضوا فيها مقابل تعهدها بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم دون قيد أوشرط،لكنها تخلت عن تعهدها ولم يحاسبها أحد،رغم قرار مجلس الأمن رقم 194 الذي يدعو لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم دون قيد أوشرط وفي أقرب وقت.
بعد توقيع إتفاق اوسلو بين قيادة منظمة التحرير ومستدمرة إسرائيل “ولهذا قصة طويلة مدبرة من قبل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين والموساد وتحالف صفقة القرن الحالية”،أصبح الإسرائيليون يقولون ان العودة لمناطق السلطة فقط،وأن الأجيال التي هاجرت ،ماتت وبالتالي لا عودة إلى مناطق الساحل المحتلة عام 1948 ،بمعنى ان هناك سلطة فلسطينية هي الأحق بحل مشكلة اللجوء الفلسطيني ،وان حق العودة قد سقط بالتقادم ،وهذه مهزلة ما بعدها مهزلة ،لأنهم إخترعوا قانونا إسرائيليا جديدا أطلقوا عليه “حق العودة اليهودي”الذي يبيح لأي يهودي أو متهود في العالم العودة إلى “إسرائيل”.
هناك لغط مقصود يتعلق بالعودة ،وقد تم ربطها بالتعويض بطريقة خبيثة ،بحيث يكون النص”العودة أو التعويض”وهذا تحايل على حق العودة المقدس الذي لا يسقط بالتقادم ،ويأتي النص الصحيح”العودة والتعويض”،والمقصود هنا التعويض عن المعاناة وإستغلال إسرائيل للأرض والممتلكات الفلسطينية.
سجل الفلسطينيون في الشتات”الضفة الفلسطينة،الأردن،سوريا ،لبنان ،العراق،وغزة”موقفهم الرافض للتوطين ،وشهدت العديد من عواصم الإقليم مسيرات ومظاهرات حاشدة نظمها اللاجئون الفلسطينيون ،رفضا للتوطين ومطالبة بالعودة ،ولا يزال العديد من كبار السن منهم يحتفظون بمفاتيح بيوتهم وبكواشين أراضيهم ،وبالكثير من الجنيهات الفلسطينية التي كانت بحوزتهم عند هجرتهم ،وظلوا يحتفظون بها ،أملا بالعودة ،ولست بكاشف سرا أن غالبيتهم تركوا أبواب بيوتهم مفتوحة ،وتركت النساء مصاغهن الذهبي لإيمانهن بأنهن عائدات إلى بيوتهن ،وقد شكلت هذه المصاغات ثروة للمستدمرين الذين قطنوا بيوت الفلسطينيين.
هناك نازحون فلسطينيون آخرون لكنهم منسيون ،وهم أصحاب العديد من القرى مثل “إقرت وبرعم وميعار”،قام الجيش الإسرائيلي بتهجيرهم منها وتوزعوا في المحيط ، رغم قرار المحكمة الإسرائيلية بعودتهم ،لكنهم ما يزالون لاجئين في الداخل، ومع ذلك يواصلون زيارات محيط قراهم لتذكير أطفالهم بحقهم ،ويقوم العديد من الفلسطينيين في الشتات بزيارة فلسطين بجوازات سفر غربية ،ويذهبون إلى بيوتهم ،وأحيانا يسمح لهم المستدمرون بالدخول وتفقد البيت ،وأحيانا أخرى يرفض الساكن الجديد فتح الباب لصاحب البيت القديم.
وأختم بان حق العودة مقدس ولا يسقط بالتقادم ،ولا يحق لأي كان التنازل عنه ،وهومقرون بالتعويض ،ولنا في مسيرات العودة الأسبوعية في غزة خير مثال على تصميم الشعب الفلسطيني على العودة إلى بلده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى