أحدث الأخبارشمال أفريقيامصر

حكمنا بتعاليم أوسلو … فضاع الوطن

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

بلغت فجوات الثقة الواسعة بين الأخوة الأعداء في حوار القاهرة، حد استبعاد الدخول في الانتخابات المرتقبة بقائمة وطنية، أو قائمة مشتركة، فهل يمكن لهكذا أجواء أن تؤسس لمرحلة جديدة في العمل الفلسطيني المشترك!!.
وهل يرتجي الشعب أن تشكل السلطة بوضعها الحالي مظلة حقيقية للتوجه نحو التحرر الوطني!!.
وعليه هل تهدف هذه الانتخابات الى تطليق برنامج الحياة مفاوضات لصالح خيار المقاومة، ام ستكون الانتخابات مجرد ارادة دولية وحاجة محلية لتجديد شرعية السلطة الوظيفية كمقاول أمني!!.
دخلت حماس السلطة ببرنامجها برنامج المقاومة، لكن وبعد 15 عاما في الحكم، لم تفلح حماس في جر السلطة الى مربعها مربع المقاومة، فيما تسود الخشية ان تنجر هي إلى مربع السلطة التي بات الخروج منه مستحيلاً.
لم تفلح حوارات القاهرة على امتدادها في تحقيق أي اختراق سياسي نحو الاتفاق على برنامج مرحلي يضع الأرضية لوحدة حقيقية بين الفرقاء الفلسطينيين، تعلو فيها المصالح الوطنية العليا على مصالح الفصائل الخاصة.
فيما من المتوقع أن تعمق مجريات ونتائج الانتخابات التشريعية المرتقبة من حدة الأزمة الوطنية، ما دامت أهافنا الوطنية مختلفة، في الوقت الذي يتمدد فيه كيان العدو على أرضنا عرضا وطولا، الأمر الذي بات يهدد وبشكل جدي وحقيقي وجود الشعب الفلسطيني على هذه الأرض.
سجل التاريخ العالمي سابقة فلسطينية، بتولي حركة تحرر وطني السلطة قبل أن تتمكن من تحرير أرضها، أو جزء منها، فتولت سلطة لا تعرف حدودها، وتمارس طقوس حكم بلا أي سيادة سوى العلم وجواز السفر، فهل يمكن لهكذا سلطة أن تنطلق نحو استكمال تحرير بقية أراضيها!!.
سلطة لا تملك من أمرها شيئا وهي ترى وتسمع كل يوم قطعان المستوطنين وبرعاية جيش العدو وحكومته يقوم بمصادرة وابتلاع وتهويد وقمع وقتل وسحل شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وتحول شعبنا معها في الضفة المحتلة من مطارِد للاحتلال ومغتصبيه الى مطارَد مرعوب من شذاذ الآفاق، غير آمن حتى داخل بيوته وشوارع مدنه ومخيماته.
وفي الوقت الذي لا تقوم فيه السلطة بدورها الطبيعي بحماية شعبنا والدفاع عن أراضيه، تكمل السلطة دور الاحتلال عبر قيامها بقمع وملاحقة واعتقال كل من يفكر بمقاومة هذا العدو الارهابي.
فكيف يمكن أن يصمد اتفاق مع هكذا سلطة في حوار القاهرة أو غيره، على قواعد صراع على بقايا وطن وأطلال سلطة، تحت يافطة الانتخابات التي تستبعد نحو سبعة ملايين فلسطيني في اللجوء والشتات من حقهم في المشاركة في اختيار من يمثلهم!!.
فهل ستوقف حصيلة الانتخابات القادمة قطار التطبيع الذي يغزوا العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى!!.
وهل ستغير حصيلة الانتخابات المرتقبة الموقف الاوربي من القضية الفلسطينية لجهة فرض تحقيق دولة ولو على حدود 67!!.
أم هل ستقنع حصيلة الانتخابات المتوقعة، الولايات المتحدة بالتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، والامتناع عن مباركة التوجه الصهيوني لإتمام ابتلاع وتهويد ومصادرة كامل اراضي الضفة المحتلة وتشريد شعبها، والاكتفاء بإعطاء الفلسطينيين دولة في غزة!!.
يا سادة: أوسلو وافرازاتها ليست آية في كتاب الله تعالى، والسلطة ليست فرضا وطنياً ولا حتى سنة حزبية، والانتخابات ليست تطعيما اجباريا لفيروس الانقسام الذي يجتاح مفاصلنا، وفضاء الخيارات أكبر من أن تحتويه حوارات القاهرة أو غيرها من محاولات الحشر والتقزيم.
اكسروا القمقم أيها الأبطال، فما فوقكم ليست صخور بل مجرد قشرة لا يتطلب تحطيمها سوى قرار، قرار بالانعتاق، فمن يفكر بالعواقب لا يصبح بطلاً ولا يحرر وطناً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى