أحدث الأخبارفلسطين

حكومة المستعمِرين تستدعي انتفاضة جديدة

✏بكر ابو بكر.

يتزايد معدل القتل والاعتقالات مرفوقًا بتغول المستعمِرين/ المستوطنين، ولا يمكن النظر للحدث عرضيًا أوأنه بلا تخطيط .
 حتى ما قبل العمليات الاخيرة داخل الكيان الصهيوني ظهر التغول في انفلات العنصرية والوحشية الصهيونية من الخليل الى جنين وفي الداخل.
 كلها مؤشرات على شراسة الحكومة اليمينية العنصرية الحالية من جهة، وعلى مأزق تشكلها الذي لا تتمكن من الخروج منه الا بممارسة تطرف وارهاب وبطش أشد مما فعلته حكومات نتنياهو السابقة أو مثيله.
حكومة المستعمرين/ المستوطنين في فلسطين أتاحت مساحات عبث واعتداء لعصابات المستعمرين بالضفة، لم يسبق له مثيل فبعد ان كانوا يقومون باعتداءاتهم مرفوقين بحراسة قوات الجيش باتوا يخرجون عن منطق الاستناد للجيش ويشنون عمليات منفصلة على الفلسطينيين.
الفلسطينيون المقاومون الذين يدافعون عن أراضيهم وأرواحهم ومستقبلهم لم ينفكوا عن ممارسة الأشكال المتعددة للنضال الشعبي، رغم تطور اعتداءات المستعمِرين لأشكال منظمة وكأنهم يشكلون جيشًا خاصًا ما سيفقد الجيش الصهيوني سيطرته لصالح جيش المستعمرين في “دولتهم” القائمة بالأمر الواقع بالضفة!
أشار نائب وزيرة الاقتصاد “يائير غولان” في مناسبة عدوانية لعصابات المستعمرين (المستوطنين) بالقول نصًا: “إنهم أشخاص حقيرون أفسدوا الشعب اليهودي، ويحظر منحهم أي دعم”، فتوحد اليمين ويمين اليمين في الحكومة الصهيونية لانتقاده وشتمه حيث قال رئيس الوزراء الارهابي المتطرف “بنيت” ردًا عليه: “إن الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) هو نشاط طلائعي في أيامنا. فنحن لم نأخذ بلاداً غريبة… وإنما أرض آبائنا”!؟. وقال “نتنياهو” بذات الصيغة تمامًا: “المستوطنون صهاينة طلائعيون يستوطنون في أرض آبائنا”!؟، مطالبة بإقالة غولان. 



الحكومة الصهيونية الحالية استعانت بذات عصابات المستعمرين لإخماد التحركات الجماهيرية بالداخل الفلسطيني أي داخل الكيان ذاته ما أعطى دفعة قوية لافعالهم، وشرعنتها، وهيأ لهم موقعًا في المشهد السياسي كقوات تدخل سريع خاصة ضد العرب واتخذوا بذلك مقعدا متقدما في السياسة الاسرائيلية.
لاتجد من القيادات السياسية الاسرائيلية اليوم من يجروء على ادانة الفعل الاستعماري في الضفة وهو الفعل المخالف للقانون الدولي من أساس قيامه وفي توسعه بل ولاتجد التمييز الصوري السابق بين المستعمرات “الشرعية” حسب وصفهم وتلك العشوائية، مايعني ان سياسة تدمير المُتاح من الارض لاستقلال دولة فلسطين القائمو تحت الاحتلال قد اصبحت مستقرة لديهم سعيًا وراء تثبيت أركان دولة المستعمرين إزاء أشلاء دولة فلسطين.
عشرات الشهداء الذين سقطوا في وقت قياسي خلال عدة أيام (بالامس القريب 4 أبطال شهداء سقطوا دفعة واحدة من الخليل الى جنين) يدلّل على العقلية الاستعمارية العدوانية التي تستغل أحداث اوكرانيا للتوسع، وتستغل شهر رمضان للتحريض الديني أيضًا (قريبا وفي رمضان الحالي تسعى عصابات “الهيكل المزعوم” لذبح القرابين التلمودية داخل المسجد الأقصى) وتمارس الشطط وارهاب الدولة  وجرائم الحرب بالقتل وسياسة الاستعماروالتهويد المزكّى بالدعوات الصهيونية الملتهبة لحمل السلاح من جميع الاسرائيليين اليهود.
فكرة نشر الأسلحة بين أيدي الإسرائيليين اليهود، ودعم الاستعمار الاحلالي، والسعي لتدنيس الأقصى بتطور مهول، ومباركة القتل من قبل الجيش و المستعمرين وحتى الجمهور الاسرائيلي على ما يبدو اصبحت سِمة الحكومة الحالية في مبارزة مع سابقتها وكأن لديها عقدة نقص من “نتنياهو” الذي اعتدى مرات عديدة على كافة مدن الضفة و3 عدوانات على القطاع وهي في كل ذلك  متجهة لاستدعاء انتفاضة جديدة، أو عدوان واسع جديد يضاف “لانجازاتها” العنصرية والعدوانية.
لا حل في المنطقة المشتعلة أبدًا، لا حل في فلسطين ولا المنطقة العربية الا بالحرية وحق تقريرالمصير للفلسطينيين فوق أرض بلادهم، ولا حل الا باستقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقانوني “تحت الاحتلال”، والقدس عاصمتها وعودة اللاجئين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى