أحدث الأخبارالعراقاليمنسوريافلسطينلبنانمحور المقاومة

حلف المقاومة يزداد قوة .. ولكن !

مجلة تحليلات العصر - هلال عون

اعتقد اننا نعاني على المستوى الشعبي العربي من أن تيارا واسعا (دون تحديد نسبته تجنبا للوقوع في الخطأ) بات يعيش نوعا من الهزيمة النفسية ، التي تسهّل الهزيمة الاخلاقية والسياسية والعسكرية .
يعود ذلك للإحباط المتلاحق عبر بضعة عقود من الزمن ، وبسبب حروب مدمّرة اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وحضاريا ، ليس اولها الحرب الامريكية على العراق وتدمير بنيته ونهب ثرواته ، ووضع دستور طائفي مليء بالالغام ، يجعله يسير إلى الخلف ، حتى لو أراد السير الى الامام ؛ وليس اخرها الحرب على سورية واليمن ، والحرب الاقتصادية على لبنان وخنق شعبه ماديا بتهريب أمواله خارج البلد .
يضاف إلى كل ما سبق حفلات (التتبيع) الوضيعة بين سلطات الإمارات والبحرين والكيان الغاصب ؛ يضاف الى ذلك كله الفساد المستشري في بلداننا ، وانسداد الأفق امام ملايين الفقراء والشباب الجامعيين والمتعلمين .
الاعداء الذين ساهموا بحروبهم ضدنا بما نحن فيه يستغلون الواقع ابشع استغلال اعلاميا من خلال تكريه شعوب البلدان العربية بقياداتها المقاومة ، وإفهامها أن عداء امريكا والغرب لم يجاب لنا سوى الخراب والفقر !!.
لذلك بات قسم كبير من شبابنا ينظر بعين واحدة فيرى واقعه المر ، ولكنه للاسف لايرى دور أن امريكا والكيان الغاصب والرجعية العربية فيما وصل إليه ، رغم اعترافهم بأن الاموال التي صرفت لشيطنة حزب الله بلغت 10 مليارات دورلار .
وان الاموال التي صرفت على الارهابيين وتسليحهم لتدمير سورية بلغت 137 مليار دولار ، بحسب ما صرّح به رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل خليفة .
العدو عمل عبر سنوات طويلة لإيصال المواطن العربي إلى حالة عدم العداء للكيان الغاصب ، بل وجعل العداء عند البعض يتحول باتجاه إيران الداعمة للمقاومة ، والمعادية للكيان المحتل .
لذلك لم نر شوارع وساحات العرب تمتلئ بالجماهير الرافضة لاتفاقيات «التتبيع» مع العدو .
ولم نر تلك الحشود العملاقة تهدد الانظمة الخائنة لقضية العرب ( فلسطين) .

يكاد أفق الكرامة والامل بمستقبل عزيز ينسدّ في وجه الشعب العربي لولا سورية ، والمقاومة في لبنان ، وفلسطين والعراق واليمن ، يضاف اليها اصوات عروبية اصيلة في كل الدول العربية تكاد تكون منفردة في عزفها و تغريدها ، وتعاني الحصار ، واحيانا التنكيل ضمن بلدانها .
هذا واقع نعرفه ، واظن اننا نعترف به جميعا .
ولذلك لا اظن أن التعويل على الشارع العربي يؤتي بالثمار المطلوبة للانقلاب على الحكومات العربية المطبعة والمنبطحة، في مثل هذه الظروف .
لذلك على دولنا المقاومة خلق ظروف تسمح بتشبيك لمصالح إلى الحد الأقصى ، لافشال الحصار الاقتصادي الغربي .
كما على دولنا تقديم الدعم المطلق للزراعة والحِرف والصناعات الصغيرة ، وخاصة التي تدخل في مجال الصناعات الدوائية والغذائية ، والطاقية والكهربائية ، والتكنولوجيا الرقمية ، لنستطيع الاستغناء عن صناعة الغرب الذي يحاصرنا .
حلف المقاومة يزداد قوة عسكرية رغم كل ما يقوم به الغرب واتباعه ضده .
و دورنا كمثقفين مقاومين يجب أن يتعاظم ليتناغم مع المستوى السياسي والعسكري لقياداتنا المقاومة .
والسؤال : ماهو دورنا وكيف يمكن أن يكون مفيدا ومثمرا بإعادة الروح والثقة إلى الشباب العربي بنفسه وبقضاياه ؟! .
اظن ان دورنا ، في ادنى درجاته ، هو مواجهة الطروحات الانهزامية والتيئيسية التي تتزايد في مجتمعاتنا نتيجة الظروف الصعبة لمواطني حلفنا ، ونتيجة تفوق الاعلام المعادي المحترف في صناعة الحرب النفسية .. تلك الطروحات التي تؤثر في عامة الناس البسطاء ، الذين غالبا يصدقون الكذب المحترف للاعلام المعادي ، وخاصة الاشاعات .
وكوني سوريا ساطرح مثالا عن استمرارهم بمخططاتهم القذرة لشيطنة قياداتنا .

تطالعنا قناة بني سعود ( العربية ) والمواقع التي تدور في فلكها ، بشكل متلاحق بتقارير صحفية تتحدث عن خلافات حول أن الرئيس بشار الاسد يريد الاستيلاء على اموال رجل الاعمال المعروف رامي مخلوف ، واحيانا «يخربطون» فيقولون ان السيدة اسماء الاسد زوجة الرئيس هي من تريد الاستيلاء على أمواله !.

ورغم أن تلك التقارير غاية في الضعف و الهزل والهزلية ، والعبث والعبثية ، ورغم افتقادها لأدنى دليل أو وثيقة ، بل حتى لشعرة من رأس أي دليل أو وثيقة . إلا أن قسما من البسطاء قد يصدقها حين لا يسمع القصة الحقيقية ( وهي أن رجل الاعمال المذكور متخلف عن دفع ايرادات وضرائب للخزينة العامة لمدة خمس سنوات بقيمة 134 مليار ليرة ، تمت المطالبة بها بعد تشكيل لجان محاسبية وقانونية ورقابية ، بقوة وبتصميم هذه المرة لأن اللجان التي تطالب بالاموال المستحقة للخزينة او المنهوبة من الخزينة ، مدعومة بشكل مباشر من الرئيس الاسد ، في اطار سعيه لمكافحة الفساد وتطبيق القانون على الجميع ) .

وكذلك شركة MTN بمبلغ يزيد على 100 مليار ليرة ، واعترفت بصدق جداول الهيئة الناظمة للاتصالات وتعهدت بالدفع .
ولكن البعض كان يظن نفسه فوق القانون .. ونسي أن المرحلة تغيرت وان القانون سينفذ على الجميع .

عرضتُ هذه الحادثة للقول أن دورنا هو ايصال الحقيقة للناس وشرح اكاذيب الاعداء وأضاليلهم ، وزيادة جهدنا لشد العزائم ، ولشحذ الهمم وتفنيد الاشاعات والاكاذيب والتلفيقات .
هذا طبعا في الحد الادنى .
ثم علينا تعرية وفضح المطبعين والمنبطحين من القيادات السياسية العربية . واقتراح خطط وحلول اقتصادية وتربوية واجتماعية وقانونية .. الخ وتقديمها لمراجعها لتطوير مؤسسات بلداننا .
واظن أن الامر يحتاج الى مراكز بحوث مدعومة من جهات سياسية واستخبارية للمقاومة ، والى وسائل اعلام قوية كالمحطات الفضائية .
قياداتنا السياسية والعسكرية تنتصر في ميادينها ، ويجب ان ندعمها اعلاميا ، فالاعلام جزء من المعركة ، كما هو معروف .
ويبقى القول أن هناك هوة بين القائمين على الاعلام وبين اصحاب الرأي والفكر المقاوم ، حيث نجد اسماء بعينها تتكرر على فضائيات ، وقد استهلكت ما لديها .
بينما هناك مئات الشخصيات الثقافية والاعلامية المقاومة ، يكاد لا يسمع بها ولا يعرفها احد من جمهور المقاومة ، ومعظم ذلك بسبب عدم حرفية القائمين على وسائل اعلامنا .

• هلال عون /دمشق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى