أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

حل الوضع اللبناني ممكن؛ ولكن بحاجة إلى إراداة هامات لا تهاب أحداً (7)

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

8- الحلول المقترحة- (1)

تناولت في عدة حلقات سابقة أهم أسباب الأزمة الإقتصادية في لبنان مع ذكر الأدلة والبراهين وأختتم بوضع مقترحات الحلول حسب تسلل معالجتي للعناوين :-

1- الضغط الأمريكي بكافة الوسائل على لبنان

إن من أهم أسباب الأزمة الإقتصادية والسياسية في لبنان هو التدخل الأمريكي السافر في لبنان بسبب مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشرتنا به وزيرة الخارجية الأمربكية كوندليزا رايس وقد إعتبرت عدوان تموز 2006 هو مخاض ولادة ذلك المشروع. وبكلمات أوضح كانت أمريكا المخطط الرئيسي لعدوان تموز في محاولة فاشلة للقضاء على حزب الله. فقد فتحت أمريكا مستودعاتها الإستراتيجية الإحتياطية لتستطيع القيادة العسكرية مواصلة العدوان ضد حزب الله. وأصيبت امريكا بنكسة لا مثيل لها بعد إبلاغها رسمياً بأن قادة وجنود العدو باتوا غير قادرين على تحمل المزيد من الخسائر وغير قادرين على المواجهة. وأعلنها قادة العدو مدوية “لقد هزمنا حزب الله” ، وأيدت هذه النتيجة لجنة فينو غراد
فإنتقلت امريكا مباشرة إلى الخطة “ب” وهي تشويه صورة حزب الله وشيطنته، والسعي الحثيث لإنهيار الوضع الإقتصادي وتحميل حزب الله مسؤولية ذلك.
وساذكر العناوين فقط دون الخوض في التفاصيل لأنها باتت معروفة :-
1- إعتراف فيلتمان إنه دفع مبلغ 600 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله. وتهديد لبنان “بالفقر الشامل أو الإزدهار المحتمل” .
2- تدخل الأكاديمي فضلو خوري مدير الجامعة الامريكية في مصادرة التحرك الشعبي المطلبي العفوي في 17تشرين لحرف مساره. فأصدر البيان رقم – 1 للإنقلاب على الدولة بإعطائه الأوامر من السينما البيضاوية لتنفيذ الإنقلاب على الدولة لتأليف حكومة بديلة وتسمية وزراء بديلين.

3- إعتراف وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل بأنه دفع 10 مليارات دولار كمساعدات للجيش وللجمعيات الأهلية لمواجهة حزب الله وتغيير النظام في لبنان.

4- تعيين السفيرة شيا لتشرف مباشرة على إدارة تأزيم الوضع في لبنان. وهذه نبذة مختصرة عنها:-

دوروثي شيا سفيرة حرب في لبنان

من الامور التي لا يعرفها الشعب اللبناني عن هذه المرأة وكيفية تعيينها، ومن اختارها، ولماذا تم نقلها من تل ابيب الى بيروت مطلع هذا العام 2020 بعد عملها كمسؤولة عن الملف السياسي في سفارتها لمدة اربع سنوات في الكيان الصهيوني وقنصلية القدس.
فدوروتي شيا خريجة كلية اركان حرب بدرجة ماجستير يعني رتبتها العسكرية (عميد) وبصرف النظر عن عملها في تونس والقاهرة والكيان الصهيوني؛ فالمرأة كانت تابعة لجهاز الأمن القومي الذي تولاه بولتون قبل إقالته. وعملت مع مجلس العلاقات الخارجية في الكونغرس او ما يُعرف ب”حكومة العالم”.
والذي اختار شيا لتكون سفيرة في لبنان وفرض الموافقة عليها فرضاً على الكونغرس كان لمهمة تأزيم الوضع في لبنان والاشراف على تنفيذ العقوبات وقانون قيصر خدمة للمصالح الاسرائيلية ولا شيء غير ذلك.
وهذا ما حصل منذ ان عُيّنت نيسان 2019 حتى الرئيس بايدن نفسه لا يستطيع تغييرها بدون موافقة اجهزة الدولة العميقة في امريكا.
والمرأة لا تتمتع باي حس دبلوماسي بشهادة اليزابيث ريتشارد السفيرة الامريكية السابقة التي استلمت مكانها شيا وقد اسرت ريتشارد لبعض أصدقائها اللبنانيين قبل مغادرتها كما نقل “موقع دبلوماسي” بان “شيا قادمة على حصان ترامب وستفتح عليكم باب جهنم”.
وان ترامب اشار عند تعيينها في سفيرة في لبنان ، قال الى ان مهمة شيا تغيير الاداء السياسي مع لبنان بنمط أشد من السابق.

وجاء تعيين شيا بعد فشل مشروع تشويه صورة حزب الله وإفقار لبنان في المدة المحددة. ويمهد المشروع لتسريع خطوات إنهيار الوضع الإقتصادى ويتبعه قيام ثورة شعبية عارمة بعد سلسلة حملات إعلامية تهدف إلى تحميل حزب الله مسؤولية ذلك. وقد لمسنا مؤخراً بوادر تلك الحملات المسعورة والمكثفة ضد حزب الله.
فقد خرقت شيا كل المواثيق والأعراف الدولية، وتحديداً معاهدة فيينا التي تنظم عمل الهيئات الدبلوماسية بين الدول. وقد نجحت نجاحاً باهراً في دفع لبنان نحو الإنهيار الإقتصادي بالضغط على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع اليد عن تثبيت سعر الدولار متحججاً بأنها رغبة صندوق النقد الدولي. فحين كان سعر صرف الدولار ثابتاً في لبنان وبالرغم من الكساد العالمي بسبب جائحة “كورونا” أو “كوفيد 19″ شهد لبنان إستقرارا لا مثيل له وبالرغم من شح الدولار.
وكانت شيا تتنقل بين مكاتب قائد الجيش ومكاتب القيادات الأمنية بحرية تامة وكانت تطلب بوقاحة عدم التعرض لقاطعي الطرق والمخربين في العاصمة بحجة الحفاظ على حرية الرأي؛ ولما فشل المخطط الأمريكي في جر حزب الله إلى الصدام الداخلي؛ خرجت شيا عن إتزانها وصفتها الدبلوماسية، وبدأت بالتحريض العلني ضد حزب الله غير آبهة بخرقها لمعاهدة فيينا. وتصدى لها القاضي الوطني المقدام محمد مازح وأصدر قراراً يعتبر سابقة في القضاء اللبناني منع بموجبه وسائل الإعلام تداول تصريحات السفيرة الأمريكية حفاظاً على السلام الأهلي.
وقد تدخلت السفيرة لدى القضاء اللبناني لمحاسبة القاضي مازح؛ وتدخلت أيضاً لمنع محاكمة العملاء وتحديداً جزار سجن الخيام عامر فاخوري وجعفر غضبون. ولم يقتصر التدخل إلى هذا الحد؛ بل ضغطت على كل من يحمل جواز السفر الأمريكي من سياسيين ومواطنين بضرورة إتباع أوامرها مذكرّة إياهم بقسم الولاء لنيل الجنسية الامريكية والذي ينص على التالي:-
«أعلن بموجب هذا القسم ، أنني أتخلى بشكل مطلق وكامل عن كل ولاء وإخلاص لأي حاكم أجنبي ، أو دولة ، أو سيادة أجنبية كنت من رعاياها ؛ وسأدعم دستور وقوانين الولايات المتحدة الأمريكية وأدافع عنها ضد كل الأعداء ، في الخارج والداخل ؛ سأحمل الإيمان الحقيقي والولاء لها ؛ سأحمل السلاح نيابة عن الولايات المتحدة عندما يقتضي القانون ذلك ؛ سأؤدي خدمة غير قتالية في القوات المسلحة للولايات المتحدة عندما يقتضي القانون ذلك ؛ وسأؤدي عملاً ذا أهمية وطنية تحت إشراف مدني عندما يقتضي القانون ذلك ؛ و أتحمل هذا الالتزام بحرية دون أي تحفظ عقلي أو أي غرض للتهرب ؛ فساعدني يا الله. ”

وآمل من الجميع التدقيق جيداً في قسم الولاء وخاصة في الفقرة التالية: “أعلن بموجب هذا القسم ، أنني أتخلى بشكل مطلق وكامل عن كل ولاء وإخلاص لأي حاكم أجنبي ، أو دولة ، أو سيادة أجنبية كنت من رعاياها ؛ وسأدعم دستور وقوانين الولايات المتحدة الأمريكية وأدافع عنها ضد كل الأعداء ، في الخارج والداخل”. لتتيقنوا بأن كافة السياسيين وكل لبناني يحمل جنسية العم سام لا يستطيعوا مخالفة أوامر السفيرة شيا أو أوامر الادارة. الامريكية.
5- الضغط الإقتصادي لتشكيل حكومة تكنوقراط

لقد بشرنا بومبيو في شهر آذار من العام المنصرم بالفقر الدائم وكرر فيلتمان بعد 8 أشهر نفس السمفونية لكنها أضاف “أو الإزدهار المحتمل إذا إمتثل لبنان للشروط الأمريكية. وآخر الضغوط كانت من ديفيد هيل؛ فقد أكّد وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، أنّ الوضع الاقتصادي في لبنان يواجه “كارثة فورية”، محذراً من أنّ “انهيار لبنان بات وشيكاً”.

وشدّد هيل في حديث عبر قناة “CNBC” مع المذيعة الأميركية هادلي غامبل على أنّ “السياسيين في البلاد بحاجة لإظهار الإرادة للإصلاح قبل تقديم أي مساعدة خارجية للبنان”.

أمام هذه الوقائع نستنتج أن أمريكا هي السبب الرئيسي في معاناة الشعب اللبناني. فقد سقطت أقنعة الكذب والزيف والخداع حول دروس الحرية والديمقراطية التي كانت تعطيها أمريكا حول حرية الإنتخابات وتشكيل الحكومات وإذ بها دولة إستعمارية تريد الوصاية على لبنان وتستعمل التهديد والوعيد العلني والسعي وراء الفتنة الداخلية وتهديد السلم الأهلي لتشكيل حكومة تنفذ كل الاجندة الأمريكية بتخصيص كافة الإدارات العامةَ للشركات الدولية والأهم تخصيص النفط والغاز الموعود من الحقول البحرية وتحديداً على الحدود التي يحاول الكيان الغاصب السيطرة عليها بالتآمر مع أمريكا للوصول إلى الفقر الدائم.

فامريكا هي السبب الوحيد للأزمة التي نعيشها اليوم من رفع سعر الدولار، ارتفاع الأسعار الجنوني للمواد الغذائية ، فقدان الدواء لأمراض القلب والضغط والربو وغيرها من الأمراض المستعصية، حليب الأطفال، الوقوف في طوابير الذل على محطات البنزين والحد من وصول المشتقات النفطية بكميات كافية إلى معامل توليد الكهرباء. ومع كل هذا تتآمر أمريكا مع وسائل الإعلام المأجورة لتحميل حزب الله سبب هذه المأساة والمعاناة والأزمة الإقتصادية.

لقد هزم حزب الله أمريكا وإسرائيل في العام 2006 هزيمة نكراء في الحرب الكلاسيكية بفضل إلتفاف وإحتضان فئات عديدة من مكونات الشعب اللبناني. لذا أرادت أمريكا الإنتقام من حزب الله والشعب اللبناني الدعم له ورمي التهمة على الحزب بتسببه في هذه الأزمة الخانقة. وبعملية حسابية صغيرة ولا تحتاج إلى خبراء إقتصاديين نكتشف بأن حزب الله هو من يؤخر إنهيار لبنان كما تخطط أمريكا وذلك بضخ عدة ملايين من الدولارات شهرياً في السوق لتستمر العجلة الإقتصادية بالدوران في الوقت الذي اشترى فيه أحد البنوك الأمريكية مليارات الدولارت َمن السوق اللبنانية بأغلى الأسعار وهربها إلى خارج لبنان ليسهم في تعاظم الأزمة الإقتصادية.

فبداية حل الأزمة اللبنانية وإنقاذ لبنان من الفقر الدائم هو أن يقول معظم الشعب اللبناني “لا مدوية لأمريكا والطبقة والسياسية المرتبطة بها كما قالها القاضي محمد مازح بضمير وطني مرتاح؛ والشعب كفيل بإعادة بناء لبنان بجهود ابنائه ومساعدة اصدقائه من الشرق دون أي يكون لبنان مرهوناً لصندوق النقد الدولي ومشاريعه المشبوهة.

وإن غداً لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى