أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

حماس أكبر من أن يجسدها شعار في انطلاقتها الـ 34

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

يعلم الجميع أن الشعار هو صورةٍ أو رسمةٍ بصريةٍ إيضاحيةٍ، وهو الوجه المحدد الذي يتمّ من خلاله التعرف -في حالتنا- على حركة حماس، ويتكون الشعار من رمزٍ أو اسمٍ، أو حروفٍ مختصرة، أو رسمٍ تعبيري، ومن الضروري أن يعبر الشعار عن حماس أو أهدافها.
عموما يعتبر الشعار رمز أو علامة يحمل بين طياته رسالة نحو جمهور مستهدف، يميز الحركة عن غيرها ويدل على نشاط الحركة بشكل مبسط.
لا يقتصر دور الشعار في التعريف بأهداف الحركة أو انجازاتها وحسب، بل يتعداه لإثارة العاطفة، وخلق الرغبة، ويعكس أهداف الحركة، وقد يتجاوز دوره أحياناً نحو دفع الأعضاء أو الأنصار لسلوك معين، وهو في حالتنا استمرار المقاومة بكافة أشكالها ومستوياتها حتى تحقيق الأهداف الوطنية.
وعليه فان الشعار هنا يعتبر جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، فهو ليس كل الهوية بل جزء واحد من الهوية الوطنية، لكنه في ذات الوقت يعتبر أهم عنصر من عناصر بناء الهوية الوطنية.
فالشعار الخاص بحماس ليس مجرد علامة عادية أو شكل جميل أحببته، فهو فى أغلب الأحيان أول ما يلفت نظر الناس ويشكل صورة ذهنية لديهم.
فاذا كان الشعار بمثابة تنبيه وتذكير للجمهور المستهدف، فيجب ان يحمل دلالات ومعاني ورسالة بصرية تعكس أهداف وحقائق الحركة، والتحدي الأكبر هو في كيفية إنشاء شعار يعكس حجم الانجازات التي حققتها عبر سنوات عمرها دون الحاجة الى تغييره.
فشعار حركة حماس المعروف للجميع كان يكفي للتعبير عن حماس في انطلاقتها، لكن أن يتم تخصيص شعار لكل انطلاقة، يعني أن شعار حماس الذي يعبر عن هويتها لم يعد كافيا للتعبير عن أطوار حياة الحركة وتطورها.
شعار حماس للانطلاقة الـ 34 حمل أربعة رموز هي بالأساس ثوابت وطنية أصيلة للشعب الفلسطيني وليست خاصة بحركة حماس وحدها.
فخارطة فلسطين بحدودها التي تشمل كامل التراب الفلسطيني، ليست شعارا بل أحد الرموز التي تعبر عن الهوية الفلسطينية.
والقدس أولى القبلتين ومسرى نبينا الاكرم صلى الله عليه وسلم، ليست شعارا بل رمزا ليس وطنيا فحسب بل أحد رموز الأمة الإسلامية.
أما البندقية التي ترفعها كل قوى المقاومة، ليست شعارا، بل رمز للتعبير عن منهج المقاومة في تحقيق هدف التحرير.
فيما تمثل السلاسل المكسورة رمزا لكسر القيود وتخطي الحدود والانعتاق من ربقة الاحتلال والأسر والحصار الذي يعمل عليه الكل الوطني وعلى رأسهم حركة حماس.
أما علم فلسطين الذي يظل جميع هذه الرموز فهو بدوره أحد أشكال التعبير عن الهوية الفلسطينية التي يحرسها الملثم بالكوفية.
أما من يحتج بأن تخصيص شعار للانطلاقة االـ 34 كان واجبا للتعبير عن هذه المرحلة، فان الرموز التي يحتويها الشعار لا تعبر عن هذه المرحلة بقدر ما تعبر عن الهوية والثوابت الوطنية للكل الفلسطيني.
الشعار الذي اختارته حماس لانطلاقتها الـ 34 هذا العام هو شعار عام لا يعبر عن حركة حماس وحدها، ولا يميزها عن غيرها من حركات المقاومة، فلو اختاره أي حزب أو أي حركة فلسطينية أخرى شعارا لأي من فعالياتها لكان صالحا لها أيضا، لذلك لجأ مصمم الشعار إلى كتابة اسم حماس 34 على الشعار بخط اليد، كوسيلة لتخصيصه شعارا لانطلاقة حماس، لا أدري إن كانت هذه مثلبة، لكن يمكن اعتبارها ميزة، أن تصلح شعارات حماس بما تحتويه من رموز للتعبير عن الكل الوطني، وعن أي حزب أو حركة مقاومة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى