أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

حيدر العبادي يقترح حل الحشد الشعبي

مجلة تحليلات العصر الدولية

في امسية سبت خريفية من العام ١٩٩٠ كان الدكتور حيدر العبادي قد حل ضيفا على منتدى ديني للجالية العراقية في مانجستر. الذي كان يعقد جلساته الاجتماعية الاسبوعية يوم السبت من كل اسبوع. الدكتور حيدر العبادي كان بداية كوكب تلك الجلسة الاسبوعية في تلك الامسية الخريفية التي سبقت حرب الخليج الثانية. فقد كانت له حصة كبيرة من برنامج ذلك السبت الاسبوعي. ولم لا فهو احد قيادي حزب الدعوة وكلامه له وزن في تلك الايام يوزن كما توزن ابيات شعر المعلقات. كانت محاضرته (الدكتور العبادي) عن اخر مستجدات احتلال صدام للكويت. كانت المحاضرة لم تخلو من الجهل المعتاد للمعارضة العراقية عن الهدف الامريكي الحقيقي مابعد اخراج العراق من الكويت. على مايبدو كان الظن خيرا اثناء المحاضرة ان يهمس الكثير من الحضور او ترى محيى الابتسامات واضحة على وجوههم بشعور ان نظام صدام زائل بعد إخراجه من الكويت وسوف يتنفس العراقيين الصعداء على يد النخبة الاسلامية المنتظرة التى بات ظهورها لحكم العراق امل يقدح في اذهان الجميع. كان التوقيت عند قيادات المعارضة العراقية لازالة النظام البعثي من خلال حديث الدكتور العبادي قد بدأ عده العكسي، بسبب القراءة المخطوئة للنوايا الامريكية ومشروعها الحقيقي في العراق. ختم السيد العبادي حديثه ان اكد نظام صدام زائل لا محال بعد إخراجه من الكويت.

بعد انتهاء المحاضرة اظهر الجميع ارتياحا لمادتها واسلوب طرحها التي بشرت بأكثر من خير بعد سقوط صدام. لكن سؤالا من احد الحضور افسد كل ماطرحه الدكتور حيدر العبادي. كان السؤال اذا تم اسقاط النظام بعد تحرير الكويت ماذا سيكون مصير الجيش العراقي؟ السيد العبادي لم يكلف نفسه بالتفكير وكأنه عالم بالنوايا الامريكية قبل ثلاثة عشر عاما من تنفيذها اذ قال ان مصير الجيش هو ان يتم حله بعد اسقاط النظام. بعد ثلاثة عشر عام او اقل من من هذا الحديث أوفى بول بريمر بوعد حيدر العبادي بحل اقدم مؤسسة عسكرية عريقة في الشرق الاوسط وهي الجيش العراقي التي دمرها القائد الضرورة في حربين دفعته الاوامر امريكا لتنفيذها. الاولى كانت الحرب العراقية الايرانية التي كان جل هدفها هو ازالة النظام الفتي للجمهورية الاسلامية في ايران واعادة الشاه الى الحكم. والثانية دخول الكويت ليعطي المبرر السياسي لقدوم امريكا الى منطقة الخليج.

لاغرابة ان يصرح رئيس الوزراء الاسبق الدكتور حيدر العبادي بحل الحشد الشعبي المؤسسة الامنية العقائدية التى باتت صمام الامان حين يفشل الجيش في مهماته حين صرح بحل الجيش العراقي قبل ثلاثين عاما وتم انهائه فعلا على يد الحاكم الامريكي السفير بول بريمر ان يكرر القول بحل الحشد الشعبي فتجربته السابقة بحل الجيش العراقي قد سبقت الفعل بسنين مايعني انه بات عالما بالبرنامج الامريكي تجاه تدمير المؤسسات الامنية العراقية. ولا يخالج البعض ربما ادنى شك انه كان من المؤيدين لبريمر بحل الجيش العراقي وتبعثر قادته في دول شتى من العالم خوفا من ان تنالهم طائلة الاغتيال الممنهج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى