أحدث الأخبار

خبراء يُجيبون عن سؤال الساعة: من أحرق لبنان؟..

مجلة تحليلات العصر الدولية

من أحرق لبنان وجدد آلامه، وأثخن جراحه؟ سؤال بات يتردد بقوة في الساحة السياسية المصرية، بعد حادثة تدمير مرفأ لبنان أمس.

الغالبية العظمى من المتابعين أكدوا أن أصابع الاتهام تشير إلى “الأفعى” الإسرائيلية التي تتربص بالأمة العربية والإسلامية وتقعد لها كل مرصد، وتتحين الفرصة للانقضاض على الفريسة.

آخرون أكدوا أن الانفجار الهائل الذي ضرب لبنان يستحيل أن يكون مصادفة، وأن وراءه شيطانا رجيما لا يريد للبنان خيرا، ولا لأهله استقرارا.

ضربة استباقية

د. اسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة أسيوط يرى أن ما حدث في ميناء بيروت من تفجيرات بهذا المستوي من الضراوة والعنف، اقرب في حقيقته لان يكون ضربة استباقية اسرائيلية محسوبة بعناية فائقة، ومخططة بدقة شديدة ضد هذا الهدف الاستراتيجي الحيوي المهم إما من خلال عملاء اسرائيل وجواسيسها في لبنان كما تعودنا منها ، او باستخدامها لاسلحة اشعاعية سرية موجهة من طائرات مسيرة بدون طيار لمخازن اسلحة ومواد شديدة الانفجار تابعة لحزب الله في هذا الميناء الذي يعج بالحركة والحياة، مشيرا إلى أن الشواهد تميل الى ترجيحه في هذا التوقيت بالذات وبالاخص مع تصاعد التوترات والتهديدات المتبادلة في الفترة الاخيرة بين اسرائيل من جانب وحزب الله والحكومة اللبنانية من جانب آخر.

وأضاف مقلد أنه اذا كانت اسرائيل قد سارعت الي نفي اي دور لها في ما حدث في ميناء بيروت مساء اليوم فان هدفها من هذا النفي والتظاهر بالابتعاد عن هذا المشهد الذي كان له وقع الزلزال علي اللبنانيين ، هو تهيئة المناخ النفسي والسياسي الذي يتيح لهذه الضربة تحقيق النتائج الاستراتيجية بعيدة المدي المستهدفة منها ، وهي تكتيل كل القوي المناوئة لحزب الله في لبنان في جبهة واحدة ضده باعتباره المسئول الاول عن كل ما لحق ولا يزال يلحق بلبنان من كوارث ومصائب واهوال ، وانه من يتحمل المسئولية عن تخزين مواد شديدة الانفجار في ميناء هو احد اهم شرايين الحياة الاقتصادبة في لبنان وانه لا يبالي بالمخاطر الامنية الشديدة التي يجلبها بتصرفاته علي لبنان ويجبر اللبنانيين علي تحمل كامل تبعاتها وتكاليفها ، وانه لا مستقبل ولا امن ولا استقرار للبنان في وجود حزب الله باسلحته وميليشياته وقراراته المتهورة.

وخلص مقلد إلى أن إشعال هذا الصدام الداخلي بتوفير اسبابه وتضخيم حساسياته باستغلال تداعيات الانفجارات الاخيرة في شحن مشاعر اللبنانيين العدائية ضد حزب الله ، وفق هذا السيناريو الاسرائيلي ، قد يدفع بلبنان، وهذا هو المطلوب، إلى حرب اهلية مدمّرة قد تكون فيها نهايته كدولة مستقلة وليس الحل لمشكلاته وازماته المتفاقمة التي اوصلته الي حافة الانهيار والافلاس ،او بعبارة اخري فانه يمكن القول انه بالتفجيرات التي وقعت مساء أمس في ميناء بيروت سوف يصبح من السهل بالنسبة لاسرائيل تفجير لبنان كله من داخله وبسرعة دون أن يكون هناك ثمة ما يضطرها للدخول في حرب شاملة ومكلفة ضد حزب الله.

وتابع: “فمهمة تدمير هذا الحزب وتصفية دوره ونفوذه في لبنان سوف تتركها للبنانيين انفسهم ووقتها سوف تكون اسرائيل قد نجحت في ضرب عدة عصافير بحجر واحد وحققت هدفها الاستراتيجي الكبير في لبنان باقل الخسائر والتكاليف المادية والعسكرية والبشرية… فسيناريو التفجيرات العنيفة مجهولة المصدر هو السيناريو العملي البديل للحرب المباشرة دون وجود دليل يدين اسرائيل عن هذه الجريمة الارهابية الشنيعة او يثبت مسئوليتها عما حدث..فهي تقف الآن وكأن الامر لا يعنيها”.

واختتم مقلد مؤكدا أن تفجيرات اليوم تؤشر باحداث وتحولات اخري خطيرة قادمة في الطريق، مشيرا إلى أن الأمر قد لا يقف عند لبنان وانما قد يتعداه الي مسارح اقليمية اخري قد تنفجر في اي لحظة وربما بصورة اعنف بكثير، داعيا مصر لأن تكون في قمة الجاهزية واليقظة والاستعداد اذ تبقي كل الاحتمالات واردة، وأردف مقلد: المتآمرون لا ينامون!

وغابت عن “مقلد” نقطتين هامتين وهما:

-المواد شديدة الإنفجار في مرفأ بيروت لا تخص حزب الله ولا سيطرة لحزب الله على المرفأ فهو يقع بالكامل تحت سيطرة قوى 14 آذار المناوئة للحزب والموالي بعض اطرافها لأمريكا والكيان الصهيوني.

-لا يوجد للحزب سلاح ولا بأي حال من الأحوال في مرفأ بيروت فدوريات اليونيفيل تقوم بتفتيش كل سفينة تدخل المرفأ ولا يمكن بحال ادخال اسلحة الى لبنان عن طريق المرفأ دون اكتشافها من دوريات الأمم المتحدة وابلاغ أمريكا واسرائيل بالمعطيات.

تكسيح لبنان

المؤرخ الفلسطيني الكبير عبد القادر ياسين قال إنه مع ترامب هذه المرة ،فهو الوحيد من بين كل حكام العالم بمن فيهم اللبنانيون والعرب الذي أكد أن هذه الجريمة هي بفعل فاعل وكاد أن يقول اسم إسرائيل.

وتابع ياسين: “هناك شهود عيان أكدوا وجود طائرتين إسرائيليين كانتا تحومان فوق مرفأ لبنان ،وأنا أرجح الفرضية التي تقول إن إسرائيل هي التي تقف خلف هذه الجريمة ،لأنها لا تعدم معرفة أماكن المواد شديدة الانفجار التي تم تخزينها في الميناء عن طريق عملائها وما أكثرهم! وهناك قادة أحزاب عُرفوا بتعاملهم المفتوح مع إسرائيل ولم يعتذروا ولم يتراجعوا”.

واختتم ياسين مؤكدا أن هذه ضربة لتكسيح لبنان، وهو هدف قديم لإسرائيل!

هدم المعبد

برأي عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق فإن حالة الضيق الداخلية والخارجية بهيمنة حزب الله تشبه الضيق بهيمنة المقاومة الفلسطينية قبيل الحرب الأهلية.

وتساءل حماد: هل بادر طرف بهدم المعبد أملا في الخلاص؟!!

المصدر: راي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى