الإمارات

خذلان ووعد بالنصر

مجلة تحليلات العصر الدولية

✍️محمود مرداوي

قد تستغربون اذا قلنا ان الموقف العربي الرسمي الحالي من أسوأ المواقف تجاه القضية الوطنية الفلسطينية على مدار التاريخ
لا نريد تصديق التصريحات الإسرائيلية، ولا نعتمد الوعودات الأمريكية الصادرة على لسان ترمب، لكن بقليل من الذكاء لو استحضرنا كل الإرهاصات والإشارات التي صدرت عن الإمارات قبل توقيع اتفاق العار لوجدناها تتقاطع مع إشارات وسلوكيات تصدر عن عدة دول عربية أخرى.

فهل ستؤدي في نهاية المطاف إلى ما انتهت إليه القيادة الإماراتية؟
حتى الآن لم يصدر موقف عربي يشجب ويستنكر العهر الإماراتي
تُرك الفلسطينيون في مواجهة المشروع الصهيوني وحده، ولم يصدر موقف رسمي رافض مستنكر لما جرى إلا من تركيا وإيران، وعلى مستوى شعبي فالرفض واضح من الجميع، لكن أقدام الموقف الرسمي تتحرك باتجاه التدمير، والموقف الشعبي جالس مصدوم يرفض لكن دون أن تصدر أي إشارات لقرب التصدي لهذا الانهيار الرسمي الذي لا يعبر عن وجهة نظر الشعوب ويعكس مواقفهم

الفلسطينيون تُركوا وحدهم عربيا في مواجهة الصلف الصهيوأمريكي والتخاذل الرسمي العربي، والتخلي الكوني الإنساني عن حماية حقوق شعب يرزح تحت الاحتلال، مما يعكس نفاق الموقف الدولي وإثبات أن المصالح الخاصة هي من تحكم إيقاع سياسته وقراراته وليس حقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تحمي سيادة وحقوق الشعوب على أراضيها من ظلم الاحتلال.

لحظة الحقيقة؛ إن لم تكن قويا قادرا على الدفاع عن حقك في الحياة بكرامة عاجزا عن زعزعة مصالح المنافقين ستجد نفسك أمام مخاطر وجودية دون أن تستنفذ إمكاناتك ومقدراتك .

الصمت العربي على ما جرى عهر وانتظار نتائج الانتخابات الصهيونية والأمريكية لإنقاذ الموقف سراب .
الفلسطينيون وحدهم، لكنهم يتحملون جزءاً من المسؤولية لأنهم زهدوا في بعض ما لديهم من مقدرات وإمكانيات وخبرات كان بالإمكان استخدامها، ولا زالت موجودة تنتظر قراراً سياسياً فلسطينياً.
الوحدة الوطنية في كل الأحوال الخط السريع والقصير لحماية حقوقنا وتحقيق أهدافنا، لكن أن يخرج كل اللاعبين عن قواعد اللعبة السياسية في المنطقة ونبقى الوحيدين من يلتزم فيها، ضياع للحقوق وتخل عن الواجب الوطني، فلكل مرحلة مقتضياتها السياسية والعسكرية والأمنية والمالية تحتم اتخاذ قرارات ملائمة تسهل تحقيق الأهداف في حماية الحقوق ودحر الاحتلال .
مواقف الشعوب العربية قابلة للتطور متأثرة بالموقف الفلسطيني وبأداء المقاو.مين ومواقفهم، وجزء من الدول العربية الصامتة ولا نبرر ونتفهم صمتها لكن تتقوى بموقفنا وحسن أدائنا السياسي والنضالي، وحتى الدول الأوروبية لا تفضل ما آلت إليه الأمور في مجال التطبيع وانطلاق مسار السلام مقابل السلام
ولكن لن تكون ملكية أكثر من الملك.
الفلسطينيون أسقطوا كل المؤامرات على مدار تاريخ الاحتلال التي استهدفت الحقوق الوطنية الفلسطينية، بالرغم من تخاذل ومساندة بعض الدول العربية والإسلامية لهذه المؤامرات.

لكن علينا أن نتذكر دائما أن الصراع المركزي مع العدو الصهيوني وكلمة السر لا يملكها إلا الفلسطينيون مجتمعين، ومهما تكالبت الأمم وخانت الدول ولو كانت عربية لن تغير من الواقع شيئاً طالما أن الفلسطينيين استمروا في رفضهم وواصلوا نضالهم ضد الاحتلال .

المشهد القاتم لن يدوم طويلاً ولن ينشئ واقعاً يُفرض على الفلسطينيين طالما تمسكوا بحقوقهم .
نعم سيضاعف ذلك من التضحيات وقوافل الشهداء والجرحى والأسرى، ويكثف المعاناة، لكن لا مساومة على الحقوق، لن نعط الدنية في ديننا وموطننا، سنقف ونقاتل كما قاتلنا وقاتلت الشعوب، انتصروا سننتصر، وسجل التاريخ على صفحاته مخلداً الأوفياء لأوطانهم، متجاهلاً كل العملاء، ملقياً بأسمائهم وتاريخهم في مزبلة التاريخ، سنخوض مع العدو معارك لا محال، لن تعود فلسطين إلا بالقتال، سيقاتل معنا العرب والأحرار، ستكون معارك ضارية يرتقي فيها الشهداء وتقدم فيها التضحيات، وتكلل بالنصر المبين في نهاية المطاف، هذا وعد من الله غير مكذوب، وما الخطاب القرآني في مطلع سورة الإسراء إلا عقد من الله لعباده بجوس الديار وتتبير علو واستكبار الصهاينة ومن أصدق من الله قيلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى