أحدث الأخبارشؤون آسيوية

خرافة أقوى جيش في المنطقة.. هل يُصدّقها اردوغان مثلما صدّقها صدام؟

مجلة تحليلات العصر - بريني خليفة بريني

عندما أرادوا تدمير الجيش العراقي، أوهموا شعبه ورئاسته بأنه الجيش الأقوى في الشرق الأوسط وهيئوا له حربه على الجيش الإيراني لغرض استنزافه كخطوة ضرورية قبيل تدميره نهائيا في الخطوة التالية لحرب الخليج الأولى!الضربة القاضية كانت في استدراجه لاجتياح الكويت بضوء أخضر أمريكي لإيقاع الجيش الذي لا يقهر في المصيدة!ابتلع صدام الطعم وتقدم على الكويت وهنا انقضت عليه الحية ولم تترك لجيشه ركنا يتكيء عليه إلا وهشمته!بعد الإنهاك تركوا له منافذ للإنسحاب كالأسد المثخن بالجراح ثم تقدموا عليه بصورة تلفزيونية لدبابتين امريكيتين على جسر الفرات فتبخر الجيش الذي لا يقهر وذاب في المدنيين، وسقطت العاصمة التي كتب جنرالاتها يوما ما على مداخل أكادمياتها العسكرية عبارة تقشعر لها الأبدان “لو دخلها الشيطان لطلب الرحمة” وهي عبارة لا أجزم بتحريمها ولا بجوازها شرعا!اليوم يتكرر ذات السيناريو مع الجيش المصري ومحاولة جرجرته لحرب استنزاف طويلة في ليبيا يتضعضع فيها الجيشان المصري والتركي، وحرب سيناء لم تحسم بعد، وحلايب عنوان لصراع جديد ربما تدعم فيه اسرائيل وتركيا السودان، ولا ندري إلى أين ستؤول توترات سد النهضة ومآلاتها على الجيش المصري!عندما تقدمك مؤسسات القياس المشبوهة هذه كأقوى جيش فثق أن في الأمر مكيدة تطبخ على نار هادئة!الجيش السعودي يتقدم ثمانية درجات على سلالم القياس الغربي المشبوهة بعد اغراقه في اليمن لبضع سنين ولن يخرج منها – إن سمح له بالخروج – إلا منهكا!كلما أرادوا القضاء على جيش مناويء لهم ضخموه ووضعوه على سلالم التفوق الوهمي ثم يستدرجونه خارج أراضيه للإنهاك ولأمر دبر بليل في عقر داره وهو ما حدث للجيش الأحمر في افغانستان وما آل إليه وضع الاتحاد السوفيتي من تفكيك وليس تفكك، ولولا قوة ال(كي جي بي) لضاعت حتى روسيا الاتحادية ذاتها!فعلوها أيضا وبإتقان شديد مع التيارات الجهادية الإسلامية بعد حرب افغانستان وخروجها منها متورمة تبحث عن (بدر جديدة) وعن النزال أينما كان في اعتقاد منهم أنهم سيعيدون زمن الصحابة والفتوحات، ويسروا لهم الأسباب للوصول لبرجي التجارة العالمية في منهاتن ثم انقضوا عليهم وجعلوهم شتات وخلايا صغيرة نائمة لا أكثر!أردوغان اليوم يسير على خطى صدام – متبختر – بأقوى جيش في الشرق الأوسط وثاني قوة عسكرية في حلف الناتو ؛ دخوله لليبيا ربما يكون بمثابة دخول الجيش العراقي للكويت والجيش الأحمر لافغانستان وسيتم استنزافه في حرب بالوكالة تركية مصرية وربما يتبنى الموساد الاسرائيلي والمخابرات الأمريكية فيها حركات محلية مناهضة للوجود التركي من شعب ليبيا المتعطش للدفاع عن أرضه خاصة من أنصار النظام السابق ليغرق الجيش التركي في عاصفة حزم أخرى لا ندري كم ستطول ولكن قد نجزم أنها ستنهي الثقل التركي في أوربا والشرق الأوسط إلى حد بعيد وينتهي الرئيس التركي وحزبه واقتصاده إلى مآلات قاتمة السواد حتى على الكيان التركي ذاته!خرافة أقوى جيش هي مصل قاتل  للجيوش العربية والإسلامية؛ سبق أن جرت الجيش الليبي للمستنقع التشادي وكارثة (وادي الدوم) ، وهي ذاتها التي تدفع بالجيش التشادي اليوم لحرب استنزاف في شمال مالي وفي بحيرة تشاد وأفريقيا الوسطى ولم ينج من هذا الطعم المسموم حتى الآن إلا الجيشين الجزائري والباكستاني حفظهما الله من مكائد الغرب الامبريالي!تحية خالصة مني كمواطن عربي كسير للشعب والجيش الجزائريين ثم الباكستاني الذين لم تنطل عليهما الحيلة حتى الآن وظلا متمترسين خلف حدودهما الجغرافية!

كاتب ليبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى