أحدث الأخبارشؤون امريكيةشؤون اوروبيية

خسائر أوربا جراء التبعية لامريكا !

� عبد محمد حسن

يقال أن عمر بن عبدالعزيز قال يوما في وصف الحجاج الثقفي ، بأنه لو أتت باقي الامم يوم القيامة بمجرميها وأتينا بالحجاج وحده لغلبناهم !
وأقول لو أتت باقي القارات بمجرميها وعلى مدى التاريخ وأتت أوربا بمجرميها لقرن واحد لغلبتهم .
من رحم أوربا خرج المجرمون الى امريكا الشمالية ( الولايات المتحدة وكندا ) فأبادوا سكانها وجلبوا السود عبيدا وكذلك فعلوا في نيوزيلندا واستراليا وفي اي مكان حطت اقدامهم ، ليشيعوا القتل والاجرام والنهب والسرقات والاستعباد . ولكنهم في السبعين سنة الاخيرة ارتدوا اقنعة وقفازات والتي سرعان ما يخلعوها عند أي طارئ وهذا واضح من تحركات أمريكا شمالا وجنوبا شرقا وغربا يتبعها الاوربي في غزواتها وعدوانها على باقي الامم . أوربا هي الام العجوز وأمريكا هي الابن الشقي المستهتر ولكنه مع ذلك يحفظ لهذه الام حصتها من كل مشروع اجرامي وتخريبي في العالم . دور أوربا واضح وجلي في دعم أمريكا في كل مشاريعها ، عسكريا من خلال الناتو ، سياسيا ودبلوماسيا من خلال مجلس الامن والامم المتحدة والمؤسسات المنافقة الكثيرة على أراضيها والتي تعمل ضمن الاجندة الامريكية ، أما إقتصاديا وهذا هو الاهم وهو سبب تعاونهم فيتم من خلال إنتفاع الطرفين من الفوضى والاجرام الذي تقوم به أمريكا في العالم !



فأمريكا تحافظ على سعر منخفض لموارد الطاقة عالميا ، وهي تقوم على تدمير إقتصاديات دول العالم الاخرى بأساليب كثيرة وهذا يصب بصالح شركاتهم وايضا لها يد في ابقاء الكثير من الدول متخلفة ومجرد مصدر للمواد الخام الرخيصة وسوق للبضائع الاوربية والامريكية . والحصص توزع كل حسب حجم وطبيعة الدور الذي يقوم به ، والحصة الاكبر بالطبع هي للامريكي. إذن هي المنفعة المتبادلة ما يبقيهم يدا واحدة وإن ظاهريا .
اليوم نرى الاوربي يدفع الثمن الاكبر في الحرب على روسيا من خلال أوكرانيا ، وذلك بالتضخم الكبير والمتصاعد والذي لايعرف سقفا حتى الان والى اين سيؤدي اذا استمرت هذه الحرب المجنونة وهو بلاشك سيكون كارثيا بتبعاته على استقرار هذه الدول ، وهزاته الارتدادية عنيفة على كل جوانب الحياة في اوربا !
اما إذا تطورت هذه الحرب عسكريا وخرجت عن نطاق ما رسوم لها واتسعت فلا احد يعلم او يقدر درجة تدميرها لهذه الكيانات المترفة !
في جائحة كورونا تعرفنا على الوجه القبيح لاوربا حيث وجدناهم يسارعون لابتزاز وسرقة بعضهم البعض وذلك للاستحواذ على اقنعة الوجه او بعض الادوية وتبين ان التضامن والتكاتف الاوربي مجرد ادعاء اخرق كاذب وهو حالة كارتونية سريعة التمزق والتحلل .
السؤال الذي يطرح نفسه عميقا وبصورة ملحة ، ماهذا الاصرار الاوربي العجيب ،وهم على مرمى حجر من صواريخ روسيا النووية وباقي أسلحتها الاقتصادية والمالية وحتى الغذائية .
ماهذا الاصرار على الاستمرار في المشروع الامريكي المميت هذه المرة ؟
فهذه الحرب قد تؤدي الى مسح نصف اوربا بالكامل وابادتها وتحويل باريس ولندن وبرلين ومدريد وروما الى بقع سوداء على الخارطة لاتصلح للعيش لمئات من السنين !
بقاء أوربا وإمتداداتها الرحمية يعتمد على نتائج هذه الحرب ، ستخسر كا إمتيازاتها اذا خسرت امريكا قطبيتها وتتراجع على كل الصعد المالية والاقتصادية والسياسية وتتحول الى دول بلاوزن او مميزات ويطويها النسيان بالاضافة الى مشكلتها الديموغرافية المزمنة التي تهددها بالانقراض ! .


لكن يبقى سؤال اخر بحاجة لاجابة ،
هل ستستمر أوربا على موقفها هذا أم تتراجع ؟
او هل سيتراجع قسم ويبقى قسم ما يؤدي الى شرخ وانقسام أوربي عميق وتفكك ما يسمى بالاتحاد الاوربي وحلف الناتو ؟
ربما سيكون ذلك ، ولكن تبقى الاشهر الثلاثة القادمة الفيصل في الاجابة على هذا السؤال او حتى نهاية هذا العام والعلم عند الله !

كل ما يهمنا هو أن نرى زوال الهيمنة الامريكية وان نعيش في عالم متعدد الاقطاب أكثر عدلا وأنسانية هذا على أقل تقدير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى