أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

خطاب هنية لأهالي حي الشيخ جراح “لستكم وحدكم” هل يلتقط العدو الرسالة

مجلة تحليلات العصر الدولية

ماذا يمكن أن نقرأ من تأكيد قائد حركة حماس إسماعيل هنية لأهالي حي الشيخ جراح خلال اتصالهم به أمس “إنكم لستم وحدكم، وإن شعبكم معكم، وأمتكم معكم، ومقاومتكم معكم، وإن الاحتلال لم يكن ليستشعر عمق أزمته، ولم يكن ليضطر إلى طرح التسويات عبر محاكمه لولا أنه ذاق ما يمكن أن تصنعه الإرادة الشعبية حين تنفجر دفاعًا عن الشيخ جراح، وما يمكن أن تذيقه إياه المقاومة الباسلة في نصرتها للقدس وأهلها”.
هل هي رسالة مبطنة للاحتلال بأن المجال مفتوح لتكرار سيناريو معركة سيف القدس، بما أن العدو يكرر ذات المقدمات التي سبقت معركة سيف القدس، فان النهايات قد تكون متشابهة بإشعال فتيل معركة أخرى لإجباره على التراجع عن فرض الصلاة اليهودية في الأقصى، والتي هي أداة المحتل في قضم المقبرة اليوسفية التي بدأ بتجريف رفات ساكنيها على مرأى ومسمع الجميع.
لم يترك هنية المجال للرسائل المبطنة، فقد اختار توجيه تحذيره للاحتلال بكل جلاء ووضوح من خلال تأكيده لأهالي حي الشيخ جراح المرابطين فوق حقهم، الصامدين رغم جراحهم، “أن شعبنا من حولكم سيلبي النداء كما لباه من قبل، وكذلك أمتكم وكل حر في هذا العالم”.
لم يكن وعيد هنية بأن المقاومة لن نسمح لمحاكم الاحتلال أن تنتزع بالحيلة ما عجزت عن انتزاعه في الحرب، سوى رسالة باتجاهين، رسالة للاحتلال بالتقاط التحذير من التمادي برسم قصف تل ابيب، بل بقصف أمنه وهيبته، وتمريغ صلفه في وحل العجز والانكفاء.
ورسالة بالاتجاه الاخر الى مجاهدي المقاومة في ثكناتهم التي لم يغادروها، بتلقيم الراجمات وتذخير المنصات، وهو يستحضر قول عمرو بن كلثوم “أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا”
رسالة تأبى مفرداتها عرض الاحتلال لغزة، الأمن مقابل العمل، الأمن مقابل الغذاء، الأمن مقابل فتح المعابر وحرية الحركة، الأمن مقابل ادخال البضائع، الأمن مقابل ادخال المنحة القطرية، لتقول المقاومة رسالتها بأن الكرامة ليس لها ثمن، وأن حقوقنا ومقدساتنا وقداسة رفات شهدائنا في المقبرة اليوسفية وفي طول وعرض أرضنا غير قابلة للمقايضة.
ولم يفت هنية تحريض أهالي حي الشيخ جراح كيلا يتعاطوا مع عروض محاكم الكيان، “فهو كيان غير شرعي على أرضنا، ولا نرتجى منها العدالة والإنصاف، وقد جاء الزمان الذي تتغير فيه هذه الموازين”.
ولسان المقال أولى من لسان الحال، “فالمحتل ليس قدرنا المحتوم، وبتنا اليوم ندرك أكثر من أي وقت مضى أن دحره عن أرضنا هو قدره المحتوم، وأن إرادة شعبنا ومقاومته قادرة على إجباره على التراجع والانكفاء، وسيبقى حي الشيخ جراح مسيّجًا بإرادة شعبنا ومقاومته، إلى أن تأتي لحظة تحرير أرضنا، وهي لحظة نراها قريبة وليس بعيدة بإذن الله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى