أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

خطة متكاملة لاقتلاع عراق وزرع اخر

مجلة تحليلات العصر الدولية

 

مصطلح “ابادة المجتمع” الذي استخدمه لأول مرة كيت داوت في كتابه (فهم الشر: دروس من البوسنه ) والذي ينطبق على عراق ما بعد عام 2003 وهو السيناريو الذي استخدمته مراكز الابحاث الغربية لتفتيت الدولة التي تعيش فيها مجاميع بشريه مختلفه منذ قرون من خلال تفجير الكراهية.

١. إبادة المنزل:
لا يتم تدمير البيوت فحسب بل هيبة المنزل.

٢. إبادة المجتمع:
لا يتم قتل النساء والاطفال فحسب بل المدينة ايضا بطقوسها ومناهج حياتها

٣. الابادة الجماعية:
لا تتم مهاجمة مجموعة من الناس فحسب
بل تاريخها وذاكرتها

الا ان من الضروري ادخال تعبير جديد محدث على حالة المجتمع في عراق ما بعد 2003:
*” حيث تم هدم كل قيم التضامن وعلاقات الجوار والأحياء السكنية والمذاهب وبناء نظام الحواجز المادية والنفسية والدينية وسيطرة الارتيابية والخوف من الاخر . وانقلاب المقاييس بحيث :
– يصبح الشاطر جاهلاً لِإسكاته من قول الحقيقة
– والنبيل العفيف غبيا لأنه لا يشارك في الوليمة العامة والنهب،
– ويصبح اللص سوياً
– والشريف منحرفاً. وغيرها من التناقضات التي تقلب منظومه القيم الأخلاقية والسياسية السوية لصالح نقيضها.

كيف يحدث هذا ؟؟
يقول كيت داوت :
( من خلال خطة منسقة لاعمال مختلفة تهدف الى تدمير الاسس الاساسية للمجتمع ونتائجها وحشية. تتضمن تدمير: التضامن، الهوية، العائلة ، المؤسسات الاجتماعية ، وعي الذات… لكي يصبح الارتياب وسوء النية التوجهين السائدين لدى الناس).

يعلق مؤلفوا الكتاب الثلاثة مايكل اوترمان و ريتشارد هيل وبول ويلسون:
التدمير المقصود للعراق وشعبه الذي قامت به الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها ابان حرب الخليج الاولى وحقبة العقوبات الدولية وحرب الخليج الثانية وخاصة في غزو العراق في نيسان 2003، شكل محاولة ابادة اجتماعية ليس للشعب انما للدولة العراقيه رغم التاريخ الطويل لهذه الدوله وتعايش مكوناتها الاثنيه .
لكن كيف تحقق ذلك خلال 17 عاما من الحروب والدمار والارهاب والنهب وتغيير القيم والمفاهيم والمعتقدات وحتى كثير من سلوك الافراد التي جعلت نزعات الانفصال لاسباب اثنيه لاتثير أي رد فعل غاضب من الحكومه والشعب، ومصرع العشرات سواء بفعل الارهاب او الحرب ضد القاعدة وداعش امرا طبيعيا وكذلك الرشوه والسرقه والاستيلاء غير الشرعي على املاك الدوله، وتدخل الدول الاجنبية السافر بشؤون العراق، واقتطاع اراضيه ومياهه وتشرد الملايين من مناطق النزاع وهجره اكثر من مليون عراقي خارج الحدود كيف تحقق هذا في ظل الديمقراطيه الامريكية في العراق ؟؟

يجيب الكتّاب الثلاثه موضحين عمليه تمزيق الكيان العراقي:
ان مشاعر الاغتراب واليأس والكابة والقلق والمشاعر السلبية هي ظاهرة سائدة بين الناس الذين تنقلب أسس حياتهم بصورة عاصفة، ويشعر الناس الذين يعرفون بعضهم قبل سنوات انهم في الحقيقة غرباء عن بعض،
ليس لأن هؤلاء خدعوا بعضهم كما يلوح في السطح،
بل لان نظرة الجميع للحياة تغيرت، تماما
والاسس الاجتماعية والثقافية والصحية والاخلاقية،
وروابط اللغة والتاريخ والقرابة والصداقة قد حرثت،
بل قلبت تماما، ولم يعد للناس ما يحكمون به على بعضهم الا بالحقد والخوف والنقص والكراهية،
وهي أعراض تدمير البنية العضوية للمجتمع وروابطه،
وزعزعة الاساس الداخلي للانسان،
وتحويله الى جيفة متنقلة، أو الى مخلوق ساخط يعوي على قمر بعيد ويتعرى سلوكاً ولغةً في الساحات والمنابر العامة بوهم أنه تحرر من كل القيود السابقة.
سوف تنهك قواكم وانتم تتصارعون فيما بينكم ويتهم كل مكون الاخر بالعماله لتلك الجهة اوغيرها وتستنزف ثروات العراق ودم الالاف من ابنائه في حروب داخليه تمهد في مجملها لتمزيق الدوله والشعب العراقي وهذا هو جوهر مشروع
الشرق الاوسط الجديد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى