أحدث الأخبارالإمارات

خطورة الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي.

مجلة تحليلات العصر الدولية

✏️ د. اسعدجودة

التوقيت عن اعلان خارطة طريق اتفاق السلام الإماراتي -الاسرائيلي من البيت الأبيض ،وربطه بوقف او تأجيل تنفيذ قرار الضم، وتسويقه كإنجاز تاريخي ،يحمل مؤشرات خطيرة جدا وهي إنهاء مرحلة الوضع الفلسطيني لا دولة ولا خلافة ادارة فلسطينية مدنية ترتبط بالاردن والكيان وكينونة في غزة لها ارتباط بمصر ، والقفز لأخرى ترتيب الاقليم بما يضمن قبول اسرائيل شريك وتحجيم ايران وتركيا.

وعليه يمكن قراءة هذا الاتفاق الكارثي من عدة زوايا :

اسرائيليا: يمثل انتصار وإضافة نوعية وتطور ويعتبر أول اختراق رسمي وعلني للخليج ومع دولة تعتبر حاملة التصنيف العالي فيما يسمى مقاومة الإرهاب ومسخرة له مقدرات عالية جدا ، “بعد كامب ديفيد مصر، واوسلو السلطة، واد عربه الأردن”
ناهيك عن الدعم الكبير لنتنياهو في مواجهه شركاءه والتاجيل او التعليق للضم هو بالأساس قرار أمريكي ومن بنود صفقة القرن (ترامب) في الحكم وأيضا تساعده في عملية الملاحقة القضائية.

أمريكيا : دعم لترامب من التيار اليميني المتصهين في الانتخابات القادمة ،وأداة قوية لاقناع آخرين بسرعة تشكيل الحلف السني والصهيو -أمريكي لمحاربة أعداء جدد وايضا حث الآخرين عن الاعلان الرسمي عن اتفاقات سلام مع الكيان.

الفلسطيني( السلطة ): ايصال رسالة مفادها ان الدور الوظيفيي المطلوب قد انجز،وقصة دولة أو اجراء مفاوضات لهذا الغرض أصبح جزء من الماضي، وان الجدار العربي والمبادرة العربية غادرا الى غير رجعة ،وتحمل إشارات دعم حالة فوضى وصراعات وتصفيات تنتهي بالتخلي عن الرئيس عباس، وبالتاكيد قد يكون العدو نجح فى زرع واستنبات من يقبلون بادارة مدنية على شكل حكم ذاتي على أقل مساحة تحتوي على جل السكان.

غزة : مزيد من الضغوط على كل الصعد لاستدراجها الى جولة كبيرة معقدة تخلف لا سمح الله مآسي ،تفتح بعدها الباب للعمل الانساني والاغاثي بشكل كبير ، يكون للتيار الاصلاحي الفتحاوي -محمد دحلان -دور كبير بحكم علاقاته مع المصريين والامارتيين ، ستساعد على خلق وقائع على الأرض، وهذا سيضع غزة امام نقطة تحول استراتيجية ،وسيطرح السلاح، والكينونة الفلسطينية وشكل الحكم.
لبنان: فى ظل الوضع الاقتصادى الكارثي، والتجاذبات الطائفية الغير مسبوقة والواقع الحكومي والنيابي المهزوز ،وأثر التفجيرات المزلزلة والقرار الأممي بالنطق في مقتل الحريري ،ووصول البارجات الامريكية والايطالية والفرنسية واخرى، وهي قطع بحرية بحجة تقديم معونات انسانية يشير بوضوح أن لبنان مقدم على أخطر مرحلة منذ تاريخ استقلاله قد تنتهي بنهايات مفجعة وكارثية تدويل الواقع اللبناني ومواجهة مفتوحة مع حزب الله ،وهذه رساله لايران وسوريا واضعاف هذا المحور وقد يصل الأمر الى عدوان على ايران ينتج عنه السيطرة بعدها على مضيق هرمز والتحكم فى النفط للصين وغيرها.
بعد هذا الاستعراض للمخاطر التى قد تنجم عن هذا الاتفاق المسموم يتبادر للذهن كيف يمكن تعطيلة او نسفة.
فى هذا السياق يمكن طرح النقاط التاليه لمواجهة هذا الظرف الطارئ :
-المنظمة ولسلطة الفلسطينية تكف عن تصدير مواقف وخطب رنانة ،وتسحب الاعتراف بالكيان فورا وتوقف التنسيق الأمنى ،وتلتقى مع كل القوى والفصائل وتتفق على حكومة انقاذ وطني مركزها غزة وتقتبس من ما صدر من ثوابت عن حكومة عموم فلسطين التى تأسست عام ١٩٤٨ ،اعلان الولاية القضائية على كل فلسطين والولاية الادارية على غزة ، لتضع استراتيجية مواجهه شاملة في الضفة والقطاع وتحريك الشتات وال٤٨.
– تطالب المنظمة باجتماع عاجل لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وتضعهم اما مسؤلياتهم التاريخية وتعلن رسميا انتهاء العمل باتفاق اوسلو بكل افرازاته ،وتحمل العرب والمسلمين اي تفريط او تساوق مع الاحتلال باعتباره تنكر لكل الاتفاقات وسرق الارض وهود القدس وشرع فى ضم المتبقى بعدما غير طبيعتها جغرافيا وديمغرافيا.
– الطلب بعقد جلسة طارئه للجمعية العامة للامم المتحدة لابلاغهم بالقرار الفلسطينى والمدعوم عربيا ومطالبتهم بالاعتراف بالحكومة الفلسطينية ورفع مكانة فلسطين لدولة وحقهم فى المقاومة لجلاء المحتل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى