أحدث الأخبارلبنان

خـيـارات الـراعـي أمـنـيـات الـمـفـلـسـيـن

مجلة تحليلات العصر الدولية

صالح الصريفي 24Aug2020

منذ اليوم الاول الذي اطلق فيه البطريك الماروني بشارة الراعي شعار ( الحياد الناشط) شخصنا ان هذا الشعار ليس وجهة نظر عابرة أو رؤية قاصرة ، وانما هناك مشروع مريب يطل برأسه ويقف وراء الشعار ، ومن المؤكد ان المقاومة اللبنانية سبقتنا الى التشخيص فـ “أهل مكة أعرف بشعابها ” ، ولكننا تريثنا عن كتابة هذه السطور في خطوة متعمدة منا لتجميد عقولنا وتزييف وعينا وتكذيب تشخيصنا حتى لانظلم الرجل ونستبق الاحداث ونتهمه رغم أكوام القرائن التي تدينه ، ولكن عظة الاحد الماضي ومطالبته بالسلام مع الكيان الصهيوني تماهيا مع موجة التطبيع العربي الرسمي ، أكد إن الرجل يحتل مكانا مرموقا وخطرا في مشروع التسوية العربي الصهيوني وإن مايقوم به الراعي ماهو الا خطوات تمهيدية في مشروع ومخطط جديد رسمت خريطته في يوم زيارته للسعودية ثم ثم وضعت لامسته الاخيرة يوم زار الكيان الصهيوني وقد يكون تفجير مرفأ بيروت بمثابة اطلاق إشارة البدء أو رصاصة الانطلاق في هذا المخطط المشؤوم .
ينتمي الراعي الى الكنيسة المارونية التي لايخلو تاريخها من التلوث في الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 كما لاتخلوا مسيرتها بعد اتفاق الطائف من المواقف المشبوهه. والضبابية اتجاه الاجتياح الاسرائيلي لبيروت واحتلال الجنوب ومن ثم احتلال شبعا وكفر شوبا والاعتداءات والخروقات الصهيونية اليومية المتكررة على لبنان ، فضلا عن التدخلات السياسية المستمرة وغير الموفقة المقصودة وغير المقصودة في كافة الازمات السياسية والطائفية منذ يوم الطائف والى يومنا هذا على الرغم من إدعائها المتكرر عن حياد الكنيسة وعدم تدخلها في الحياة السياسية الداخلية للاحزاب والحكومات اللبنانية .
ومن عثرات الكنيسة المارونية التي لاتغتفر اذا ما تركنا المواقف السياسية السلبية اتجاه الاجتياحات والاحتلالات والاعتداءات الصهيونية المستمرة ضد الجنوب والمقاومة ، هو موقفها السلبي اتجاه مما تعرض له رعاياها مسيحيوا سوريا على يد الدواعش من مجازر وقتل وتقتيل وهدم للكنائس والاديرة والصوامع المسيحية وغيبت الكنيسة عن هول الاحداث السورية وبشاعة صورها ضد الشعب والجيش السوريين ولم تمارس دورا مميزا يسجل لها في تاريخها الكنائسي غير الصلوات والدعاء وبعض الجهود الانسانية في ايواء ومساعدة المهجرين المسيحيين السوريين !!
واليوم يريد البطريك الراعي دخول الازمة السياسية اللبنانية من الشباك الخلفي المهشم المطل على تداعيات تفجير مرفأ بيروت ويرمي بشباكه في بحر الحملة الصهيونية ضد المقاومة والضغط عليها لأختيار احد هذه الخيارات السُمْيّة الاربعة ألا وهي ؛
إما تسليم السلاح والتخلي عن محور المقاومة
أو الحرب الاهلية
أو إفلاس لبنان وانهياره
أو السلام والشراكة الاقتصادية مع الكيان الصهيوني
ولانعلم من الذي يدفع بالراعي بإتجاه تفجير الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في لبنان ، كل الذي نعلمه والى حد اليقين هو إن الراعي لم يقرأ أوراق اللعبة التي يفتقد أصلا فنون لعبها هذا من جهة ومن جهة ثانية نسي أو تناسى الراعي إن الوطنيين والاحرار والشرفاء المسيحين العرب هم اليوم يشكلون غالبية الشارع المسيحي وهم اصحاب الفصل والكلمة العليا في لبنان ، وبالتالي لايغرنك ايها الراعي العواء والنباح والثغاء والنهيق لبلطجية الشارع المسيحي فهؤلاء سيخذلوك ويتركوك ويفرون من أول زئير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى