أحدث الأخبار

خواطر عن الامن القومي العربي

كتب /منصور عبدالله الحرازي

قيل ان الامن القومي العربي هو جملة السياسات والاجراءات المناسبة التي تتخذها الدول العربية (كلا على حده) لتحقق الامن الشامل للامة العربية ..

سنقوم هنا بتقييم هذا الامن من عدة جوانب:
١. يعتبر النفط من اهم ركائز الامن القومي وظهر تاثيره اثناء حرب اكتوبر ١٩٧٣ ، الا انه الان محاط باتفاقات وتعهدات وقواعد عسكرية .

٢. تعتمد كثير من الدول العربية على دعم امني ودفاعي خارجي لضمان استقرار الانظمة السياسية فيها وبالتالي فقد اصبحت رهينة لعلاقاتها مع الدول الداعمة.

٣. تشهد المنطقة العربية مزيدا من التدخلات الخارجية الاقليمية والدولية سواء بطلب من الداخل او بقرارات دولية مما زاد من اطماع الخارج فيها مما اضعف من قوة تاثيرها.

٤. تعرضت عدد من الدول العربية لانتفاضات داخلية تمثلت في ثورات الربيع العربي مما ادى الى تفكك النظام السلطوي فيها وانتهت بحروب اهلية وطائفية.



٥. عدم احترام السيادة ومبدا عدم التدخل في الشؤن الداخلية بين الدول العربية، بل لوحظ ان عدد من الدول العربية ضالعة في الحروب الاهلية لدول عربية اخرى مما عمق من عدم الثقة والروابط العربية.

٦. معروف ان المياه تعتبر من مصادر القوة للامن القومي العربية الا ان عدد من الدول تسعى الى التاثير فيها سواء في مياه نهر النيل او في مشروع القناة التي تزمع اسرائيل اقامتها من خليج العقبة الى البحر المتوسط لتقليل من تاثير قناة السويس ، او من خلال التاثير على الملاحة في البحر الاحمر …كل ذلك في ظل تراجع في اداء سياسات الدول العربية حيال ذلك.

٧. اصبحت المنطقة العربية بعد احداث ١١ سبتمبر منطقة استقطاب للجماعات الارهابية بكل اشكالها ، وبدلا ما كانت عملياتها تستهدف كل ما هو خارجي قبل تلك الفترة ، فقد تحولت ١٨٠ درجة نحو الداخل العربي مما زاد من حالة الخوف وعدم الامن للمواطن العربي.

٨. تفاقمت اوضاع الجامعة العربية بشكل كبير وخطير رغم انها كانت امل كل مواطن عربي تنصهر فيها جميع الارادات العربية ، وبدلا من ان تكون اداة اقليمية نحو مزيدا من التكامل ووحدة القرار ، اصبحت وسيلة لاستدعاء ومناشدة الخارج في حل الخلافات الداخلية واستخدام القوة بل انه تم استخدامها من الداخل العربي في تعزيز العداء وزرع الفتن بين الدول العربية، وبدلا من يكون لها دورا في طرح وفرض خطة السلام العربية بشان القضية الفلسطينية في المحافل الدولية ، اصبحت لاتجرؤ حتى على ادانة اتفاقات السلام المبرمة مؤخرا مع اسرائيل.
…ولا زالت هناك الكثير من الجوانب التي تؤثر على الامن القومي العربي مثل البطالة والفقر واوضاع التعليم والصحة التي تؤثر على بناء الانسان العربي اولا واخيرا ….



في الاخير ، وامام هذا التراجع والتخاذل ، نتمنى من جميع الدول العربية انقاذ ما يمكن انقاذه ، كما نتمنى ان لاتتحول جامعة الدول العربية الى جامعة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى