أحدث الأخبارشؤون امريكية

دبلوماسي أمريكي: القضاء على داعش تماما أمر صعب… وبايدن سيواجه تحدي الحركة الجهادية عموما

مجلة تحليلات العصر الدولية

تدور تساؤلات مع بداية عام 2021 بعد أيام قليلة حول النشاط المستقبلي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية والعراق ، وأهدافه – من الأفراد، والأماكن ، والمؤسسات، والحكومات.ويرى الدبلوماسي الأمريكي جيمس جيفري أن داعش يسعى جاهدا للحفاظ على عملياته على طول خطوط الصدع العرقية الكردية- العربية في العراق وكذلك على طول نهر الفرات في شمال شرق سورية، حيث يشارك في محاولات تمرد منخفضة المستوى، مع قدرة محدودة على السيطرة على أراض أو شن هجمات كبيرةويقول جيفري مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد ويلسون الأمريكي إن داعش أكثر نشاطا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية ، خاصة في صحراء البادية جنوب نهر الفرات وشرق مدينة تدمر، حيث يسيطر من حين لآخر على بعض الأراضي هناك ويستطيع أحيانا قطع الاتصالات المحلية. وأهدافه الرئيسية هي القيادات القبلية المحلية وقوات الأمن المحلية. وبغض النظر عن الهجمات، تتمثل أنشطته الرئيسية في الترويع والابتزاز المالي للتجار والمزارعين المحليين.ويضيف جيفري في تقرير نشره معهد ويلسون أن داعش يحاول أيضا تحقيق إمكانيات دولية ، مثل تدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى مناطق غير العراق وسورية. كما أنه من الصعب القضاء على داعش تماما، في ضوء التعاطف الذي يحظى به من السكان العرب المحليين وترويعه لهم.ويقول جيفري الذي كان مبعوث الولايات المتحدة السابق للملف السوري والتحالف الدولي ضد داعش إن قادة داعش يعتبرون كل العراق وسورية جبهة واحدة. إذ تتدفق الأفراد، والأسلحة، والأموال بسهولة تماما في أنحاء المنطقة. ويقدر أن داعش يضم ما بين 8000 و16000 من المقاتلين، وأغلبيتهم من السكان المحليين من الخلافة السابقة، أو من مناطق أخرى في العراق أو سورية. وقد انخفضت نسبة المقاتلين الأجانب في داعش منذ الفترة ما بين 2013 و.2016وما زال داعش يتمتع بمنصات تواصل اجتماعي متطورة للغاية. وتبدو جاذبيته بالنسبة للمجندين المحتملين مماثلة لفترة الخلافة. وهو يتميز عن تنظيم القاعدة بالتركيز على المشاركة في الكتابات الحديثة والجهادية التي تخدم قضيته.ومما يعزز عملية تجنيد داعش لمقاتلين محليين في العراق وسورية أيدولوجيته المعادية للشيعة ومعارضته للحكم(الذي يصفه بأنه مرتد) في دمشق، والحكم في بغداد( الذي يرى أن الشيعة يهيمنون عليه).ويحصل داعش على تمويله أساسا من عمليات الابتزاز المحلية، والتهريب وغيره من الأنشطة الاقتصادية التي تقوم بها خلايا داعش.وفيما يتعلق بزعيم داعش الجديد محمد سعيد عبد الرحمن المولى، يقول جيفري إنه لا يعرف عنه سوى القليل. ويتمثل الافتراض العام في حملة هزيمة داعش في أن القيادة العليا أضعف كثيرا منذ مقتل البغدادي في عام .2019 ولكن داعش ما زال يفرخ مساعدين متوسطي المستوى لديهم الدافع والخبرة الكافية لمواصلة العمليات على مستوياتها الحالية.وحول كيفية عمل داعش بعد تشتته واللجوء للعمل سرا الآن، يقول جيفري إن هناك ما يمكن أن يكون بمثابة مجلس شورى ، ولكن دوره غامض. ومن المؤكد أن لديه خطة استراتيجية، مع التركيز على العمليات على طول الجبهة العراقية- السورية، وبوجه خاص في محافظة ديالي بالعراق.وهناك سؤال يثار الآن وهو: إلى أين تتجه الجهادية ؟ فقد كانت هناك حوالي ثلاثة أجيال من المقاتلين الجهاديين العابرين للحدود : المقاتلون في أفغانستان في الثمانينيات، والقاعدة في التسعينيات من القرن الماضي ، وداعش والجماعات التابعة لها في بداية القرن الحالي . وكل منها كان أكثر من الأخرى تشددا، وتجنيدا، والتزاما بأهداف أكثر خطرا. ويقول جيفري إن التساؤل عن اتجاه الجهادية في المستقبل، تساؤل ذو طابع إجتماعي، ويحتاج إلى إجابة خبراء الإرهاب عليه. ولكن من المعروف أن داعش كان نتاج كل من الربيع العربي في عام 2011 وفشل آليات الأمن التقليدية لوقف امتداد إيران والإسلام ذو الطابع الشيعي إلى المناطق العربية ذات الطابع السني.ويضيف جيفري أنه ربما لن يكون هناك جيل رابع من المقاتلين الجهاديين، في ضوء الوضع الحالي- حيث الاستقرار النسبي في أنحاء المنطقة بالمقارنة بالفترة ما بين 2011 و2020، والاحتواء النسبي للمحاولات الإيرانية للتقدم في العالم العربي؛ وفرض قيود أكبر على نشر الأيدولوجية الجهادية.وحول ابرز التحديات التي ستواجهها إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالنسبة لداعش والحركة الجهادية عموما يقول جيفري إن هناك أربعة تحديات واضحة، وتحديا جامحا. والتحدي الأول هو داعش والقاعدة في غرب أفريقيا؛ والتحدي الثاني هو داعش والقاعدة في أفغانستان؛ والتحدي الثالث هو قوة داعش في المناطق السورية التي تسيطر عليها الحكومة؛ والتحدي الرابع هو الخطر الدائم في المناطق في العراق من احتمال اندلاع مقاومة جهادية ضد الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة . أما التحدي الجامح فهو وقوع حدث يسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح -من تدبير أو تنفيذ داعش أو القاعدة- خارج منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى