أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

دخول إيران النادي النووي هو الحل

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

المتأمل في الواقع السياسي في منطقة الشَّرق الأوسط والتي هي قلب العالم حقيقة وواقعاً يجد أن كل الأزمات، والحروب، والمشاكل التي كادت أن تُدمِّر المنطقة بل وتجرَّ العالم إلى حرب عالمية تحرق الأخضر واليابس ولا تبقي ولا تذر شيء من هذه الحضارة الرقمية العملاقة، والتقدم والتطور التقني والعلمي الذي جعل العالم قرية صغيرة بفضل هذه الثورة الرقمية في الاتصالات..
وكل مطلع وباحث، بل وكل مراقب لأحوال المنطقة وحروبها المستعرة منذ بداية القرن هذا ولم تهدأ حتى اللحظة وقد تعب الجميع منها لا سيما حربي سوريا المقاومة، واليمن البطل، عدا عن حروب العراق، وأفغانستان، وليبيا، وكل ما في هذه الملفات الساخنة عقدتها العصية على الحل: هي الملف النووي الإيراني..
نعم، أيها السادة الملف النووي الإيراني الذي وضع له حد الاتفاق النووي في ٢٠١٥ ومجموعة (5 +1) وكل ملاحقه التي وضعت آليات لحفظ حقوق الجميع، إيران في حقها بحيازة مشروع نووي سلمي صار ضرورياً لتقدم البلاد وخدمتها في مشاريعها العملاقة التي تُريد منها بناء قاعدة حضارية تُدخل إيران العصر الرقمي بقوة وجدارة وهذا حقها الطبيعي وعلى عقلاء العالم أن يقفوا معها ويساعدوها في بناء دولة حضارية قوية، فبناء دولة بهذه المواصفات لصالح العالم أجمع، لأن إيران دولة عريقة وحضارتها تعود إلى آلاف السنين، وشعبها حي وطامح ليكون له مكان ومكانة في مسيرة الحضارة الإنسانية، فعلى الجميع أن يُساعدها في تحقيق نهضتها وبناء دولتها الحرة المستقلة..
كما أنها يجب أن تسترد حقوقها وأموالها المجمَّدة في مختلف دول العالم فهي أموال الشعب الإيراني الذي صبر على الجوع والحاجة طيلة أربعة عقود أما آن لتلك الودائع الكبيرة جداً أن تعود لتُشارك في بناء الداخل الإيراني المتطور علمياً والمتقدم تكنولوجياً وهو أحوج ما يكون لها؟
كما أن الحكومة والشعب الإيراني المقاوم يتطلع إلى رفع العقوبات الظالمة التي أنهكته وظلمته ومنعته من أبسط حقوقه في التجارة والصناعة وحركة السوق والأموال لا سيما سوق النفط العالمي، وإيران من أكبر وأهم الدول النفطية في المنطقة، فكل ذلك ممنوع ومصادر فالحكومة الأمريكية الجمهورية الترامبية الظالمة منعتهم من تصدير برميل نفط واحد وجارتهم الخليجية تصدر ١٢ مليون برميل كل يوم وتصرفها على تمويل الحروب العبثية في المنطقة والإرهاب الوهابي العالمي، أليس هذا ظلمٌ غير مبرر للشعب الإيراني الذي ينتظر تنفيذ الاتفاق النووي..
ولكن عندما جاء الترامب وخرج من الاتفاق النووي وراح يضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل طريقة ووسيلة ليجبرها للخضوع له ولصبيانه الصهاينة وشركائهم في مملكة الرِّمال ومهلكة الرِّجال الذين يُريدون المشاركة في الاتفاق النووي وهم ليس لديهم إلا معامل تعليب بول البعير، ومراكز صناعة قطعان التكفير المجرمة الذين خرجوا من نجد الفتن وقرن الشيطان..
والآن جاءت الإدارة الأمريكية الديمقراطية الجديدة ويُحاولون العودة إلى الاتفاق النووي ولكن الأمر ليس بهذه البساطة والسهولة فقد وضع ترامب وإدارته الكثير من العراقيل، والأحجار في طريق العودة، فصارت بحِيرة فعلاً من أمرها لا هي قادرة على العودة إلى الاتفاق النووي، ولا هي مقتنعة بالمضي بكل هذه الحروب والمشاكل التي شغلت العالم ووضعته على فوهة بركان ينتظرون ثورانه في كل لحظة، فالجميع أيديهم على الزِّناد وينتظرون الأوامر من القادة السياسيين فالرئيس جوزيف بايدن مقتنع أنه يجب وقوف هذه الحروب التي لا طائل منها، بل ووضع حد لأطفال السياسة في الخليج العربي..
فالحل الوحيد لهذه المعضلة هو دخول إيران النادي النووي لتكون سابع دولة فيه ويقعد كل في مكانه ويرجع كل شيء إلى محله الطبيعي في الخارطة السياسية، بحيث لا يتطاول أحد فوق حجمه، ولا يرتفع فوق مكانته، والضغوط القصوى على الإيران قد تدفعها بهذا الاتجاه كما صرَّح أحد مسؤوليها الكبار مؤخراً وما يلجمهم الفتوى من السيد القائد، ولكن إلى متى يصبرون؟
فالحل الوحيد لكل هذه الأزمات، وحلحلة هذه المشكلات والملفات هو اقتحام النادي النووي العالمي بقوة وجدارة، واعتراف العالم كله بهذه القوة هو بمثابة العمل الجراحي الذي لا بد منه للتخلص من هذه الدمَّلة، أو لتضميد هذا الجرح النازف في المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى