أحدث الأخبارالإسلامية

درس قرآني ليوم الجمعة المباركة في 29 جمادى الثاني 1442 للهجرة، الموافق في 12-2-2021

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. أحمد الزين

🌿بسم الله الرحمن الرحيم
📗{ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} ﴿ فاطر – آية 43﴾

📚تفسير الكلمات:
🔺استكبارا: بيان لعلة “النفور” اي التباعد المعطوفة (من الآية السابقة) وابتعادهم عن الحق.
🔺مكر: بمعنى البحث عن حل سواء كان خيرا أو شرا، لذا فإن هذه الكلمة تطلق كصفة لله سبحانه {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ..} ﴿٥٤ آل عمران﴾.
🔺مكر السيّىء: تحصر في نوع خاص منه، وهو الاحتيال.
🔺لا يحيق: لا ينزل ولا يصيب ولا يحيط.
🔺ينظرون: ينتظرون، النظر والانتظار بمعنى التوقع.
🔺سُنَّةَّ الأولين: سنّة الله فيهم من تعذيبهم بمكرهم وتكذيبهم رسلهم.

🦠سبب نزول الآية: ورد في تفسير “الدر المنثور” و”روح المعاني” و”مفاتيح الغيب”: بلغ قريشا قبل مبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم فقالوا: لعن الله اليهود والنصارى أتتهم الرسل فكذبوهم، فوالله لئن أتانا رسول لنكونن أهدى من إحدى الأمم. فلما أشرقت شمس الإسلام من أفق بلادهم، وجاءهم النبي (ص) بالكتاب السماوي، رفضوا، بل كذبوا، وحاربوا، ومارسوا أنواع المكر والخديعة. فنزلت الآية وما قبلها تلومهم وتوبخهم على ادعاءاتهم الفارغة، وهي إشارة الى المشركين ومصيرهم في الدنيا والآخرة.

📚تفسير الآية: عطفٌ عليه من الآية السابقة { فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا}، [نذير هو النبي محمد(ص)]، وبعد بعثة النبي (ص)، فان اهل الكتاب والمشركين ازدادوا نفورا وتباعدا واستكبارا في الأرض وبعدا عن الحق، وعلى خلاف ما يدعون، لم تكن لديهم أهلية الخضوع والتسليم لمنطق الحق بل كانوا يحتالون ويسيئون ويخدعون ويمكرون. فهل ينتظر المستكبرون الماكرون إلا العذاب الذي نزل بأمثالهم الذين سبقوهم، هذه سنّة جارية في الأمم الماضين وهي العذاب الإلهي النازل بهم إثر مكرهم وتكذيبهم بآيات الله.
ومعنى تبديل السنّة: أن توضع العافية والنعمة موضع العذاب، فلا يستطيع أحد أن يُبَدِّل. ومعنى تحويل السنّة أن يُحَوِّل العذاب عن نفسه، او أن ينقل العذاب من قوم يستحقونه إلى غيرهم، ولكن سنّة الله لا تقبل تبديلا ولا تحويلا لأنه تعالى على صراط مستقيم لا يقبل حكمه تبعيضا ولا استثناء. [الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل – الشيخ ناصر مكارم الشيرازي – ج١٤ – ص١١٢- ١١٤].

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى