أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

دروس من معركة سيف النصر

مجلة تحليلات العصر الدولية - د .علي الطويل

ان معركة سيف النصر بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي هي من المعارك النادرة التي فرضت معادلة جديدة ، ومتغيرات مهمة ستفرض واقعا جديدا في الصراع مع الكيان الإسرائيلي، ومن الدروس التي تستخلص منها :
1.انها نسفت نظرية التفوق الإسرائيلي التي طالما افتخرت بها إسرائيل، واستخدمتها كادات لابتزاز الاخرين ،ولخداع الرأي العام ،وذلك عبر الترويج الاعلامي المكثف، وكثيرا ماسمعنا عن القبة الحديدية وصواريخ الباتريوت ،التي حولها المجاهدون في غزة إلى مجرد أدوات لاقيمة لها ولا تأثير ،وذلك باستخدام تكتيكات جديدة في إطلاق الصواريخ ، ، ولأول مرة تستجدي فيها إسرائيل الهدنة ،بسبب ما أصابها من الوهن ، وبعد كسر غرور القوة والتفوق من قبل المقاومة الفلسطينية .
2.كشفت المعركة عن تقدم كبير إمكانيات الفصائل المقاومة للاحتلال منذ آخر معركة في عام 2014 ،فقد أظهرت هذه المعركة عن اعداد هائلة من الصواريخ والطائرات المسيرة ،وبمديات طويلة ودقة عالية وقدرات تفجيرية كبيرة ،فلاول مرة منذ عشرات السنين يتم قصف مناطق شمال إسرائيل من غزة ،فطال القصف تل أبيب وحيفا وغيرها إلى مدى 220 كم ،واعلان الفصائل بأنها لم تظهر كل قوتها الامر يستدعي القول ان المعارك القادمة في حال قيامها، ستكون أقسى وأمر على إسرائيل.
3.اظهرت المعركة فشل عمل الاستخبارات الإسرائيلية وتخبطها وتناقض معلوماتها كنتيجة لهذا الفشل ،فلا تعلم كيف وصل هذا الكم الهائل من السلاح ،ولاتعلم بأماكن تصنيعه ولا بطريقة نقله ،ولا أماكن إطلاق الصواريخ والمسيرات،كما انها وبخلاف المعتاد لم تستطع طائراتها ولامسيراتها من تتبع قادة المقاومة او قصفهم واغتيالهم ، كما أن أنفاق المقاومة أظهرت عجزا كبيرا لدى أجهزة إسرائيل في ان تستدل على مجمل حركة المقاومين
4.ان معركة سيف القدس أظهرت التلاحم الكبير في الجبهة الداخلية الفلسطينية ،فيما بين الفصائل ذاتها ،او بين أبناء الشعب الفلسطيني في كافة مدنه،فقد سعت إسرائيل وبكل قوة إلى زرع الفئوية بينهم عبر حربها الناعمة المكثفة ،وعبر الفواصل والموانع التي احدثتها،فتلك الضفة الغربية وهذه غزة وتلك مدينة القدس ، واولئلك هم سكان المناطق المحتلة عام 1948 وهكذا ،لكن الذي حصل هو ان تلاحم الشعب الفلسطيني من رأس الناقورة شمالا حتى ام الرشراش جنوبا، ووقفوا وقفة واحدة خلف الفصائل المقاومة ضد إسرائيل ،فكانت صدمة كبيرة للعدو لم يتوقعها.
5.اظهرت المعركة حجم المساعدات التي قدمتها الجمهورية الإسلامية لفصائل المقاومة ،وتطوير إمكانياتها كما ونوعا، فمن بناء الإنفاق إلى صناعة الصواريخ والطائرات ،إلى التدريب والخطط والمساعدات المادية والسياسية والاجتماعية وقد قدم قادة الفصائل شكرهم وامتنانهم لوقفة الجمهورية الإسلامية مع قضية القدس ،وعزوا الفضل إليها في انتصارهم الذي سجلوه على إسرائيل في هذه المعركة .
6.افشلت هذه المعركة سنوات من الحراك التطبيعي سياسيا واعلاميا شعرت إسرائيل من خلاله ان الساحة قد اخليت تماما لها ولحلفائها ،وخاصة بعد هرولة التطبيع الخليجية ،كما انها ضنت ان جماهير الأمة قد استسلمت للأمر الواقع،ولكن الذي حصل ان القدس لازالت حاضرة في قلوب أبناء الأمة لأنها إحدى مقدساتهم التي لايمكن التنازل عنها،فقد نقلت الوكالات ومواقع التواصل حراكا جماهيريا كبيرا في كل أنحاء العالم لمساندة المقاومة في تصديها للمحتلين ،وتنديدا بالكيان الصهيوني واساليبه الاجرامية.واقيمت المظاهرات والمهرجانات والمؤتمرات لهذا الغرض .
7.كشفت المعركة مقدار الخيانة والخضوع لبعض الحكام العرب ، حيث تخلوا عن فلسطين و القدس وذهبوا بعيدا فسلموا للصهاينة بكل مقدراتهم ،الا انهم أصبحوا في مواجهة الرأي العام العربي والإسلامي واحتاروا بكيفية معالجة الامر ،
8.إن معركة سيف النصر قد وضعت القدم الأولى في مسيرة زوال إسرائيل في نصابها ،وأن الصهاينة بدأوا يستشعرون الخطر القادم ،دل على ذلك تزاحمهم على المغادرة والهروب عند بداية المعركة .
9.انها احدثت شرخا كبيرا في الجبهة الداخلية للكيان الإسرائيلي، واظهرت معارك اعلامية وسباب وشتائم وتخوين فيما بين المسؤلين الصهاينة ،مما سيزيد من التصدع الإسرائيلي وتعطيل تشكيل الحكومة المتأخرة بالاساس،في وقت أراد نتنياهو استثمار المعركة ليحقق نصرا من خلاله يستطيع اقناع خصومه بتشكيل الحكومة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى