أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

دعوا اليمنيين يصنعوا سلامهم بأنفسهم…الحكمة يمانية

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

حقيقة يجب ألّا تغيب عن أذهان المنشغلين بالوضع اليمني كل حسب مصالحه،وهي أن الشعب اليمني الحر هو الوحيد القادر على صنع السلام والوئام بين كافة مكوناته التي لا نشكك في وطنيتها،وإن كنا نلحظ أن الإقليم أغرى البعض بالرشا للتغاضي عما يحاك ضد اليمن وشعبه،لذلك نقول ليس كمراقبين عن بعد بل كمنخرطين في الشأن اليمني ،أن القرار اليمني هو المعتمد لأنه الوحيد الذي يصب في مصلحة اليمن والشعب اليمني،كما إن الشعب اليمني بعيدا عن المظلات الخارجية قادر على لأم الجراح ومعالجتها بالطريقة المناسبة،فقد قيل قديما أن الحكمة يمانية.
أما القرارات الإقليمية والدولية الناجمة عن وساطات غير موثوق بها،فهي مفصلة على مقاس أصحابها الجشعين واللصوص الذين يعرفون أكثر من غيرهم ما لدى اليمن من خيرات ظاهرة وباطنة ،ويعلمون علم اليقين أن اليمن يمتلك ثروة نفطية نسبتها أكثر من 25% من نفط العالم ،وهي أكبر من حجم إحتياطي دول الخليج مجتمعة ،ناهيك عن مناجم الذهب والفضة والعقيق اليماني المميز وكذلك العسل،ولا يغيبن عن البال أن اليمن هو مخزن الكرامة العربية الحقيقية،فهم يسبقون الفعل على القول،وهذا هو سر الهجمات المتتالية من البعض على اليمن وشعبه،وهذا هو السبب الحقيقي لمنع اليمن من الوئام وتحقيق السلام منذ أكثر من مئة عام.
نقولها صراحة وعن تمحيص وتدقيق عميقين أن المبعوثين الأممي الذي أعرفه جيدا والأمريكي،غير جادين في التوصل إلى وقف للحرب في اليمن ،لأن التعليمات الصادرة لهم لا تدعم هذا الإتجاه،فالأمم المتحدة لم تسجل يوما إختراقا ولو متواضعا لوضع حد لسفك الدماء وتدمير البنى التحتية هنا وهناك،وحماية أرواح البشر ،بدءا من فلسطين وإنتهاء باليمن ،وكل ما يتقنه الأمناء العامون المختارون بعناية صهيونية فائقة هو التعبير عن قلقهم إزاء تطور الأحداث في هذه الساحة المستهدفة أو تلك والدلائل كثير،ولذلك يطلق عليها لقب منظمة القلق العالمية ،أما الجامعة العربية فلا حول لها ولا قوة ،لأنها مرتهنة لمن يدفع رواتب موظفيها،وبالنسبة للمندوب الأمريكي فلا ننسى أنه مرتهن لكارتيلات صناعة الأسلحة والنفط،ومن مصلحة بلاده إستمرار الحرب في اليمن ليضمن بيع السلاح والمعدات وما يلزم ،ناهيك عن أنه لا يفاوض على وقف النار لأنه لا يهمه ،بل يفاوض الجميع على ضمان موطيء قدم لبلاده كي تشفط النفط اليمني وتنهب خيرات اليمن.
هناك دلائل واضحة أن البعض المتورط في الحرب اليمنية لا يرغب بتحقيق السلام في اليمن ،ولو كان غير ذلك لأطلق سراح الحكومة اليمنية ،لتتلمس طريقها بنفسها ،وتعمل جاهدة على تحقيق السلام الداخلي،وعلى الجميع أن يعوا جيدا أن المفاوضات من أجل السلام الداخلي يجب أن تكون يمنية- يمنية ،بعيدة عن المظلات الخارجية،وكذلك ليست بين طرف بعينه والتحالف،ونلمس عن قرب أن هذه المشكلة قد تم حلها ،بعد إنبثاق الإئتلاف اليمني للسلام والوئام برئاسة الشاب د.علي الخولاني وثلة من النشميات والنشامى اليمنيين ،الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل تحقيق السلام والوئام في وطنهم اليمن ولمصلحة شعبهم،وبحسب ما يصل إلينا من هؤلاء النشامى فإنهم بدأوا بإجراء مفاوضات يمنية –يمنية،لوقف الحرب بدون شروط ونسج سلام يمني قائم على العدالة والمواطنة الحقة وعدم التهميش والإقصاء لأي طرف،ويتميز هذا الإئتلاف أن يضم كافة الأطراف اليمنية ،وهذا سيكون سبب نجاحه إن شاء الله.
مطلوب من الحكومة اليمنية أن تحرر نفسها وتعود إلى الوطن بطريقة أو بأخرى لتشارك في المفاوضات الداخلية ،وحبذا لو كانت المفاوضات داخل اليمن ،لكن وفي حال توفرت النية الصافية والرغبة الحقيقية في تحقيق السلام والوئام الداخليين ،فإن عاصمتنا الحبيبة عمّان مستعدة لفتح أحضانها مجددا للأخوة اليمنيين الجادين في تحقيق السلام ،فنحن مجربون وإحتضنا مناسبات مصالحة يمنية-يمنية ،وتم التوقيع على وثائق مصالحة بين الأطراف المتخاصمة ،لكن أعداء اليمن لم يسمحوا للسلام أن يمر إلى اليمن ،وقد شهدت في مايو،أيار في بغداد إبان عقد مؤتمر القمة آنذاك محاول فاشلة للسلام.
إن اعتماد الإئتلاف اليمني كمظلة سلام تجمع الجميع ،هو بارقة أمل لأنه منحاز فقط لليمن ويمثل الشعب اليمني،ونتمنى على كافة اليمنيين إعلان فك إرتباطهم بالخارج ،والجلوس فورا وبدون شروط مسبقة حول المائدة المستديرة بعيدا عن الوصايات الخارجية،من أجل التوصل لسلام داخلي يمني دائم وشامل،يضمن للجميع حقوقهم،فهناك من يسعى للإحتفاظ باليمن لشفط نفطها وحرمان الشعب اليمني من خيراته،فمأرب مدينة الحضارة والنفط ،ويجب ان تبقى بأيدى اليمنيين فهم أولى بخيرات بلادهم،وعلى اليمنيين رفض التدويل رفضا مطلقا ،حتى لا يضيع اليمن من أيدينا إلى الأبد،وعليهم إعلان المصالحة ،قبل ان يتصالح الإقليم مع نفسه ويتفق عليهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى