أحدث الأخبارالعراق

دعوة عاجلة لإعادة النظر برؤساء بعض الجامعات في العراق

د. محمد العبادي
في مرّة قام أحد المدرسين بإعطاء واجب مدرسي يتعلق بمادة الرياضيات، وفي اليوم التالي طالبهم بما كلفهم به، وكان جميع الطلاب قد كتبوا الواجب المتعلق بالمادة الدراسية ، ماعدا اثنين منهم؛ فسألهم عن سبب تخلفهما عن أقرانهم ( ليش ما كاتبين الدرس) ؟! فأجاب الطالب( ب) وهو في حالة خضوع ومسكنة بأنّه نسي الواجب ، وأجاب الطالب الثاني بمثله .
المدرس وبلهجة حازمة قال يافلان أئتني بالعصا. وبادر الطالب(ب) متوسلاً باستاذ هذه آخر مرة .
لكن المدرس قال لطالب أمسك العصا ، وتفاجأ الطالب من هذا التصرف ، وفتح مدرس المادة يديه وأمر الطالب الذي تهاون بكتابة الدرس ان يضرب يده؛ فأبى الطالب واستعصم، لكن الاستاذ نهره بأن يفعل ما يأمره ، وضرب الطالب الاستاذ بالعصا وفي أثناء ذلك قال الاستاذ لو كنت مدرساً ناجحاً لحببت إليكم المادة الدراسية ، ولشغلتكم عن شواغلكم الأخرى .
توجد مفاهيم خاطئة في مجتمعاتنا بأن النظير يقرن بالنظير وأن الإنسان العاصي يقرن بنظيره العاصي ويحاسب العاصي دون الإنسان الصالح المعاصر له ، والحقيقة هي أن الإنسان العاصي أو ( شارب الخمر مثلا) يُقرن معه الإنسان المسؤول والعالم والمربي ليُسأل لماذا لم تعلمه أو تنصحه؟!



ما دعاني إلى رص هذه التوطئة هو مشاهدة بعض طلاب الجامعات العراقية وهي يقيمون حفلات غناء ورقص لا تفرق في شيء عن ما يجري في النوادي والملاهي الليلية .
وتساءلت مع نفسي لو ان واحدة من الطالبات الراقصات قد تحرش بها أحد أبناء الشوارع بكلمة أو ( تصچيمه) يرميها عليها بعد إنتهاء حفلة الرقص كأن يقول لها ( راگوصه) أما كانت تقيم عليه دعوى عشائرية،وتنتفض العشيرة وتتحرك عندها الغيرة الغافية ؟!
وأيضاً لو ان أحدهم جلس على قارعة الطريق ( وذبله احچایه) علی واحد من الشباب ( الرواگیص) وقال له بعد إنتهاء الحفلة أو في وقت آخر (انت كاولي) أما كان يرد عليه الصاع صاعين ، أو يقيم عليه دعوى عشائرية ؟!
يا اعزائنا وشبابنا ألايكفي ماتبثه القنوات والفضائيات الإعلامية الصفراء من حفلات تعجز عن وصفها عرصة الألفاظ ؟! ألا يكفيكم مايصلكم ويصلنا من مقاطع مبتذلة وهزيلة يعجز العد عن إحصائها؟! وين رايحين ( فأين تذهبون)؟!
ان المسؤول الأول هم رؤساء بعض الجامعات ومن دونهم في المسؤولية .
لا أعفي العوائل والأسر من المسؤولية بإعتبار أنها المهد الأول، لكن المسؤولية متوجهة اليوم إلى أولئك الذين جائتهم المسؤولية عفواً صفواً ، وحتى يبنى على الشيء مقتضاه ؛ أدعو إلى إعفاء بعض رؤساء الجامعات من مسؤولياتهم أو محاسبتهم على مافرطوا في جنب الأعراف الجامعية العلمية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى