أحدث الأخبارشؤون آسيوية

دق ناقوس الخطر للمياه

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد فخري المولى

الرئيس التركي افتتح بشكل رسمي سد أليسو على نهر دجلة كأكبر مصدر للمياه والشروع بمشروع السد الجديد أسفل سد اليسو ، أشار اردوغان إلى أن افتتاح السد هو « أفضل رد يمكن تقديمه لأعداء تركيا »
هذا الامر سرعان ما تحول إلى رسالة مفتوحة لدول الجوار ، دق ناقوس الخطر للمياه في العراق خصوصا للاعوام القادمة .
لا نعترض على المشاريع الاستراتيجية للبلدان لكن يجب أن ننظر تأثيرها على دول الجوار وخصوصا التفاصيل المرتبطة بأساسيات الحياة منها المياه العذبة للاستخدامات الاساسية .
قضية المياه لها من جهة أخرى منظور أخر ، البلدان التي تجاور بلدان المنبع عليها أن تضع خطط ومشاريع لمحاولة تجنب اي نقص او مشكلات قد تحدث نتيجة تقليل الحصص المائية ، كل ذلك منعا لما قد يحدث نتيجة الامتعاض من النتائج المترتبة على بناء السد او تحويل مجرى الأنهار التي اوصلت الاوضاع ببعض الأحيان الى استخدام القوة الصلبة او التلويح باستخدامها لبعض البلدان ، لذا تلجأ الدول والحكومات التي تنظر للمستقبل بلا قوة صلبة وحروب وتشنجات ان تضع خطط حقيقة مستقبلية لمنع ذلك منها الخطط الاروائية والزراعية ، هنا نود الإشارة الى اننا مقبلين بالعام القادم على نهاية اتفاقية لوزان مع الجانب التركي التي يجب التوقف عندها كثيرا .
الخطط الاروائية ترتبط بموضوع أعم وأوسع الخطط الزراعية اضافة الى الجزء الاهم الماء الصالح للشرب . الخطط والبرامج الزراعية والاروائية تطورت بشكل كبير ملحوظ فهناك الان المساحات المحمية الخضراء المستدامة والمزارع الذكية اضافة الى التقنيات الحديثة للري وسقي المزوعات كل ذلك وفق استخدام تقنيات جيوتقنية ومنظومات بإمكانها تقليل نسبة الهدر بالمياه والارض الى أقل ما يمكن ومنع التلوث باعلى إنتاجية زراعية للدونم الواحد . لنعيد صياغة المشهد محليا لم تضع وزارة الموارد المائية اي خطة حقيقة كذلك وزارة الزراعة لم تضع خطط ومشاريع مستقبلية مستثمرة التقنيات الجيوفضائية هنا نتحدث عن عمل واقعي لا تنظير .
طبعا هناك جزء مرتبط بموضوع المياه يجب النظر اليه بجدية الا هو توليد الطاقة الكهربائية من المصادر المائية كمورد طاقة واقتصاديات . اذن هواجس ومعاناة حقيقية تنتظر الزراعة والمياه العراقية .
الامر لا يتحمل المجاملة لذا
سنورد لكم أهم التوصيات الختامية التي ترتبط بموضوع المياه تمخضت عن مؤتمر ابسو الذي عقد بمشروع سد الموصل وبالتعاون مع منظمة ابسو لاستدامة المياه :
1. العمل على انشاء قاعدة بيانات موحدة وتحت سيطرة وزارة الموارد المائية يتضمن كافه المعلومات المتعلقة بالسدود من حيث خرائط طبوغرافية زلزالية جيولوجية هيدرولوجية او تحديثها وان تكون هي المصدر لكل مايتعلق من ابحاث ودراسات ومشاريع.
2. تعزيز اليات التعاون والتبادل في المعلومات والخبرات مابين مناطق المنبع والمصب خاصة فيما يتعلق بالنواحي التقنية والتي تشمل امن السدود ومايدار او يترشح حولها من معلومات.
3. تطوير سيناريوهات للمخاطر والاثار الناجمة عن الكوارث في حال حدوثها وتبعاتها أو اثاراها على السدود وتعزيز اليات تبادل المعلومات مثل كميات التدفق وسرعتها لتقليل الاثار .
4. العمل على تطوير مايعرف ب Safety index مؤشر السلامة التي تعتمد عليها محددات الامان وفقا للمعاير الدولية .
5. ضرورة العمل على تطوير انظمة المراقبة والادارة الالكترونية smart Technology وبرامج التنبية المبكر Early warning .
6. اشراك الجامعات ومنظمات المجتمع المدني والخبراء في الاعمال التطويرية وتبادل الخبرات والابحاث مع الدول المجاورة ويتضمن ذلك اشراكهم في النواحي الفنية في برنامج التعاون العراقي التركي على سبيل المثال .
7. تدريب كادر علمي واداري مؤهل على أدارة ومراقبة أمن السدود وفقا للطرق والمعايير الدولية الحديثة .
8.اشراك الموسسات الدولية ومنظمات الامم المتحدة لتولي مهامها في مايتعلق باليات حماية السدود ضمن اليات قانونية محددة ، هذه التوصيات اعدت بنظرة مهنية ورؤية مستقبلية .
نتمنى النتمعن بمواصفات سد أليسو حيث تبلغ سعتة التخزينة 11 مليار متر مكعب ، كذلك تصل القوة المركبة المنتجة 1200 ميغا واط .
هنا لابد من الإشارة أن حجر الاساس وضع لهذا السد عام 2006 قبل ان يكتمل البناء في تموز 2019 ، ومع نهاية 2020 تم تشغيل وحدات أخرى في السد وإنتاج 3.7 مليار كيلو واط من الطاقة منذ نهاية عام 2020 وحتى الآن .
يعتبر السد ، الأول من نوعه على مستوى العالم من حيث حجمه وارتفاعه وسطحه الخرساني ، كما انه يحتل المرتبة الثانية بعد سد أتاتورك من حيث الحجم .
السد يصنف الرابع من حيث إنتاج الطاقة بعد سدود أتاتورك وقره قايا وكيبان ، يعتبرالسد ايضا أكبر سد لإنتاج الطاقة الهيدروليكية على نهر دجلة .
يعد هذا السد من أكبر السدود الذي تم إنشاؤها على نهر دجلة ، بطول 1820 مترًا ، وارتفاع 135 مترًا ، وعرض 2 كيلومتر ، وتقدر مساحة بحيرته بـ300 كيلومتر مربع ، وفي الوقت الذي تخفض فيه تركيا من التدفقات المائية فقد يواجه العراق أكبر تهديد قد يفوق تهديد الجماعات الارهابية خلال السنوات القادمة نتيجة انخفاض التدفقات المائية لنهري دجلة والفرات ،
لنذكر اخيرا ان حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا ارتفع لاكثر من 20 مليار دولار خلال سنة 2020 فيما تسعى تركيا لزيادته لأكثر من 50 مليار اعيوني هذا تنويه متواضع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى