أحدث الأخبارالإسلامية

دماء الشهداء في سبيل الله تثمر نصراً، عزاً وإفتخاراً

مجلة تحليلات العصر - عدنان علامه

في يوم الشهيد نقف إحتراماً لذكرى الأحباب والأعزة الذين نفتقدهم بيننا ونحزن لفراقهم. وفي نفس الوقت نفرح للَمقام الرفيع الذي وصلوه وأوصلوا اليمن إليه.

في ذكرى الشهداء الذين أختارهم الله؛ وددت أن أذكر مقام الجهاد والشهادة في القرآن الكريم، وفي حديث خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى لسان إمام المتقين وأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام.

وقد إخترت الآيات التالية:-

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (آل عمران-169)

{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (الحديد-19)

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران-169)

{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} (النساء-69)

{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (الأحزاب- 23)

{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (التوبة-41).

وننتقل سوياً لنتعرف إلى فضل الشهداء في آحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

ــ قال رسول الله(ص): “للشهيد سبع خصال من الله: أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب، يقع رأسه في حجر زوجته من الحور العين، وتمسح الغبار عن وجهه وتقول: مرحباً بك، ويقول هو مثل ذلك لها، ويُكسى من كسوة الجنة، تبتدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة، أيهم يأخذه معه، أن يرى منزلته (في الجنة)، يقال لروحه اسرح في الجنة حيث شئت، أن ينظر في وجه الله تعالى، وأنها لراحة لكل نبيّ وشهيد”.
(تهذيب الأحكام، ج6، ص122)
ــ قال رسول الله(ص): “ما من نفس تموت لها عند الله خيرٌ يسرّها أن ترجع إلى الدنيا، وان لها الدنيا وما فيها، إلاّ الشهيد، فإنه يتمنّى أن يرجع، فيُقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة”.
(صحيح مسلم، ج3، ص1498)
ــ سُئل النبي(ص) عن قوله تعالى: {ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء …}، فقال (ص):
“أرواحهم كطير خضر، تسرح في الجنة، في أيها شاءت. ثم تأوي إلى قناديل معلّقة بالعرش. فبينما هم كذلك، إذ أطلع عليهم ربك اطلاعة، فيقول: سلوني ما شئتم. قالوا: ربنا وماذا نسألك، ونحن نسرح في الجنة أيها شئنا؟ فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا، قالوا: نسألك أن ترد أرواحنا في أجسادنا إلى الدنيا حتى نقتل في سبيلك، فلما رأى أنهم لا يسألون إلاّ ذلك، تُركوا!”.
(سنن ابن ماجة، ج2، ص936)

ــ قال رسول الله(ص):
“ما من أهل الجنة أحد يسرّه أن يرجع إلى الدنيا، وله عشرة أمثالها، إلاّ الشهيد، فإنه يود أنه يردّ إلى الدنيا عشر مرات فيستشهد، لما يرى من فضل الشهيد”.
(الدر المنثور، ج2، ص379)

ــ قال رسول الله(ص): “والذي نفسي بيده، لولا أن رجالاً من المؤمنين، لا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلّفت عن سريّة تغزو في سبيل الله! والذي نفسي بيده، لوددت أن أُقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل”.
(صحيح البخاري، ج3، ص1030).

وقال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في التحريض على القتال:-

“أيّها الناس، إن الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، وليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يُقتل مات، إن أفضل الموت القتل، والذي نفسُ علي بيده، لألف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش”.

وللإمام خطبة خاصة عن الجهاد لا يسمح المقام بذكرها وأنصحكم بمراجعتها. ولكني سأتطرق إلى تحليل ثلاث كلمات خالدة قالها الإمام علي بعد أن غدر به إبن ملجم حالة السجود في صلاة الصبح تبين عظمة مكانة الشهيد عند الله سبحانه وتعالى :-“فزت ورب الكعبة”.

فالإمام علي هو الوصي وولي أمر المسلمين بحسب خطبة الوداع في غدير خم، ولم يعبد صنماً في حياته قط، وهو معز المسلمين، وقاتل مرحب، وقالع باب خيبر وهو أبلغ البلغاء وافقه الفقهاء وأتقى الأتقياء وهو القائل :” لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً “. وبالرغم من كل هذا فإنه حين تيقن من الشهادة أقسم برب الكعبة إنه فاز. فإمام بهذا الَمقام قد عصم نفسه منذ الصغر ولم يعصِ الله يوماً قط.؛ومع هذا أراد الإمام علي عليه السلام أن يبين لنا بأن. الإنسان يضمن الفوز إلا بالشهادة. وإذا تمعنا بشخصية الإمام علي عليه السلام وبسعة علمه الحصولي والحضوري لأدركنا بأن الجنة مثواه لا محالة؛ ومع هذا أكد لنا بأن الشهادة هي الفوز الحقيقي.

فهنيئا للشهداء بالمقام الذي حظوا به. وأقول لكل لمن يشيع شهيداً : “‏لا تبكِهِ فاليوم بدء حياته، إن الشهيد يعيش يوم مماته”.

وإن غداً لناظره قريب

31/12/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى