أحدث الأخباراليمن

دماء الضحايا وسيوف الجلادين ؟!

📝  د / احمدالقشائي

يقف الشعب اليمني مواجها لعدوان بربري همجي تجردا فيه المعتدين من كل القيم والاخلاقيات الدينية والقانونية والحضارية والإنسانية،  عدوان مشفوع بحصار بري وبحري وجوي،  حصار لا يقل همجية عن العدوان،  بل يعد اكثر جرما من  العدوان العسكري..
وفي عتبة العام الثامن للعدوان يقف شعبنا متسلحا بإرادته معتزا بكرامته مؤمنا بحقه بالعيش على تراب وطنه بحرية وكرامة وسيادة ومستقلا بقراره الوطني بعيدا عن مظاهر التبعية والهيمنة والإرتهان..
سنوات من العدوان والحصار والجرائم التي ترفضها قوانين الارض وتدينها شرائع السماء وتنبذها كل القيم والاخلاقيات الحضارية والإنسانية،  وفي ظل صمت عربي ودولي،  تخلى بموجبه الاخ قبل الصديق عن مناصرة شعبنا او استنكار الجرائم التي ترتكب بحقه على  يدالعدوان السعودي الإماراتي الصهيوني الامريكي، بكل ما تمتلك اطراف العدوان من قدرات وقوة حضور وتأثير إقليمي ودولي ورغم ذلك ومع كل ذلك ورغما عن كل هذه القدرات التي يمتلكها الاعداء وهذا الصمت المطبق المدفوع الثمن الذي يقفه المجتمع الدولي،  فان شعبنا يكرس بصموده الاسطوري حقيقة انتصار ( الدم على السيف)  .. نعم يسجل شعبنا انتصاراته متسلحا بدمه وبكرامته وإرادته ومتسلحا بما تيسر من المقومات العسكرية المتاحة متلمسا في سياق المواجهة عن كل ممكنات الردع المتاحة امامه والتي توصل لبعضها بقدراته الذاتية انطلاقا من المقولة الشائعة ( الحاجة أم الاختراع)  ..
بيد ان سنوات العدوان والحصار وتدمير القدرات المادية والمكاسب التي حققها شعبنا على مدى عقود من مشاريع البنى التحتيه التي دمرها العدوان وزهق معها الاف الارواح من الشيوخ والنساء والاطفال،  إذ لم يبقي العدو على مرفق خدمي او تربوي او صحي او مقر سيادي او معلم أثري، كل هذه المقومات طالتها يد العدوان بكثير من مظاهر الحقد والدناءة، إلى جانب حصار جائر وظالم وغير مبرر لا قانونيا ولا اخلاقيا ولا إنسانيا،  حصار دمر مقومات مكتسبة واحرم بلادنا وشعبنا من إمكانية تعويضها،  هذا الحصار الذي دمر مشافينا واحرمنا من استيراد العلاجات،  دمر مطاراتنا واغلق اجوائنا ومنعنا من تسفير مرضانا وجرحانا لتلقي العلاج خارج الوطن..


عدوان قتل الالاف من ابناء شعبنا وشرد الملايين ويحاصر الملايين ويمنع عنهم كل مقومات الحياة وخاصة المشتقات النفطية التي يعتبر حصارنا بها ومنعها من الوصول إلينا جريمة حرب مركبة لأنها تتعلق بحاجة المشافي والمرافق الصحية وتعد احدى اهم المقومات الحياتية لأي شعب.. وسائل كثيرة وجرائم أكثر ارتكبها العدوان بحق شعبنا على امل ان يستسلم شعب الحكمة والإيمان
لانظمة العمالة والارتهان التابعة للعدو الصهيو /أمريكي مثل النظامين السعودي والإماراتي اللذين لا يرى فيهما شعبنا سوى مجرد ادوات وبيادق وعبيد بيد أسيادهم الصهاينة والامريكان وهما اعدائنا الحقيقيين وليس لنا عدوا غير هم إلا بقايا مرتزقة وعملاء لا نرى فيهم ولا يرى فيهم شعبنا سوى حثالة من ( الكلافين داخل الاسطبل الصهيو / امريكي)  وهم مرتزقة بالأجر اليومي لا يملكون قرارهم وليس لهم كلمة في حضرة اسيادهم الذين يديرون العدوان على شعبنا بصورة مباشرة وليس بالوكالة بعد ان دفعهم صمود شعبنا الاسطوري الى المواجهة المباشرة وترك وكلائهم جانبا بعد ان فشل واخفق هولاء الوكلاء  في تطويع إرادة شعب، نعم لقد امتلك شعبنا قراره واستعاد دوره في تشكيل حاضره ومستقبله بعيدا عن الوصاية والهيمنة وسياسة التبعية والإرتهان لعملاء الاستعمار..!!
ورغم العدوان ومراراة المرحلة وتدعياتها المؤلمة فان رب ضارة نافعة ومن محاسن هذا العدوان هو امتلاكنا لقرارنا ورسم ملامح حاضرنا ومستقبلنا،  فالتضحيات التي قدمها شعبنا رغم ضخامتها وايلامها وقساوتها إلا ان كل هذه التضحيات جعلت(  دماء الضحايا) وعرق المجاهدين   تسجل انتصارات تاريخية على ( سيوف الجلادين)  ..!!
ان العام الثامن للعدوان يجعلنا أكثر ثقة بانفسنا وبإرادة شعبنا واكثر إيمانا بحكمة القيادة السياسية التي وبمعزل عن كل الشوائب التي تقال تظل قيادة متمكنة اسنطاعت ادارة معركة المواجهة مع العدو التاريخي لشعبنا وامتنا الامر الذي يجعل شعبنا متماسكا في هذه المواجهة التي انتزع خلالها دوره ومكانته وحريته وقراره وان كان الثمن قاسيا لكن لم يكون اكثر قساوة من البقاء في دائرة التبعية والارتهان..
لذا نجدد القول ان شعبنا هو المنتصر وان العدوان سينكسر ويسلم بإرادة شعبنا وان تضحيات شعبنا لن تذهب هدرا وان ملحمة جديدة سطرها شعبنا وسيدونها التاريخ في انصع صفحاته وهي ( انتصار الدم على السيف)  للمرة الثانية بعد ملحمة ( كربلاء)  التي كانت حجر اساس في مسار التحولات الثورية ومواجهة الغطرسة والظلم والاستبداد ولاتختلف عنها اليوم معركتنا في مواجهة دول العدوان،  اليوم وكما نمثل نحن الامتداد لثوار تلك الملحمة الثورية الاولى،  فان دول العدوان تمثل بدورها امتدادا لجلادي تلك المرحلة فيما تبقى فلسفة(  انتصار الدم على السيف) هي القاسم المشترك للملحمتين،  وكما شكلت الاولى بداية لانطلاق مسار ثوري مقاوم لكل رموز  الظلم وفقه الاستبداد، فان الثانية ستكون باذن الله بداية لانطلاق مسيرة رد الاعتبار للاولى ومدرسة ثورية تنشر قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وملهمة لكل عشاق الحرية في مواجهة غطرسة القوة وهيمنة الاستبداد والمستبدين.
,,,,,,,,,,,,,,,,

✍️….. د /
احمدحسن القشائي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى