أحدث الأخبارشؤون آسيوية

دور الأردن محفوظ…ولا داعي لحرق الأوراق

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

هناك من يظن أن التحالف القائم بين مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ،وبين البترودولار العربي تحت عنوان “إتفاق أبراهام”الماسوني ،قد انعكس سلبا على الأردن ،رغم حقيقة ذلك ظاهريا ،وقلنا سابقا أن الأردن حاليا وجد نفسه بين سندان مستدمرة الخزر في فلسطين ومطرقة البترودولار العربي ،لكن واقع الحال يقول غير ذلك ،لأن الأمر الحاسم في قضية هو ليس منطق القوة بل قوة المنطق،والأردن محمي منذ أن خلق الله الكون ،إذ اوحى لهذه الأرض الطيبة أن”كوني أرض الحشد لنصرة أرض الرباط” وهي فلسطين بطبيعة الحال.
حاول العبرانيون منذ القدم النيل من هذه الأرض ولكنهم وجدوا من يصدهم ويلقنهم درسا لن ينسوه أبدا وهو الملك ميشع ،وهذا هو منبع حقدهم التاريخي على “شرق الأردن”،إذ قام ملك مؤاب العروبي الحر بدحرهم وإلحاق الهزيمة بهم ،بعد أن طبق الإستراتيجية المطلوبة وهي ضمان موقف الشعب ،إذ أصدر أمرا لجميع سكان مملكته الشاسعة الممتدة من أطراف فلسطين إلى السعودية ،بأن يطبخوا اللحم مع اللبن،مخالفة للعقيدة اليهودية التي تحرم ذلك،وبث عيونه في كافة انحاء المملكة لمراقبة تنفيذ الفرمان ،وعادوا إليه بأن الجميع قد إلتزموا وطبخوا اللحم باللبن ،وعندها أيقن الملك ميشع انه سينتصر على العبرانيين لأن شعبه معه.
وحادثة أخرى لن ينساها صناع القرار في مستدمرة الخزر بفلسطين ،وهي عندما نفذ الجيش الأردني بقيادة مشهور حديثة الجازي تحالفا مع قيادة فتح،وصدوا الهجوم الإسرائيلي في 21 آذار عام 1968 ،وكان موشيه دايان وكما أخبر الصحفيين، يهدف إلى تطهير الأغوار من المقاومة الفلسطينية وإحتلال جبال السلط وتناول الشاي في عمان ،وقد حضر تلك الواقعة التاريخية الراحل الحسين ،وقال من على ظهر إحدى الدبابات “:كلنا فدائيون وأنا الفدائي الأول”،وبذلك يكون الله قد نفذ وعده الخفي بتحريم هذه الأرض الطاهرة على الصهاينة .
وانطلاقا من ذلك نقول أن بعض التحركات التي شهدها الأردن بعد إتفاق “أبراهام”الماسوني قد جانبها الصواب ،فلا العلامة الأمير حسن الذي نحترم كثيرا ،أصاب عندما بعث برسالة إلى المستدمرين الخزر في فلسطين وقدم لهم العروض السخية ،وأعاد إلى الأذهان إتفاق فيصل –وايزمان المرفوض أردنيا قبل أن يرفضه الفلسطينيون ،ولا كذلك زيارة الأمير حمزة إلى السعودية للبحث عن “الجدة”.
لن تنفع مثل هذه التنازلات المجانية الموقف الأردني ،لأنه سيخسر الدعم الداخلي والتعاطف الخارجي ،وسوف لن تصله الإستثمارات الموعودة ،لأن القصة التي نحن بصددها وأحدثت تحولا كبيرا ،مبنية على باطل وما بني على باطل فهو باطل،وهام “قطاريز”ترمب يتأرجحون في الهواء بإنتظار السقوط الممنهج،لأن القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده ،بل هي قضية ربانية ،وسننتصر في نهاية المطاف،بإذن الله.
بقي القول أن تخوف صانع القرار من تداعيات إتفاق أبراهام الماسوني ليست في غير محلها ،فنحن أصحاب حق ،وعلى الجميع الحفاظ على الحبل السري بين القيادة والشعب ،قبل أن ينفلت عقالها ونصرخ ليتنا لم نفعل ذلك،وليعلم الجميع أنه بدون الأردن ،لن ينجح أي حل ينال من الحقوق الفلسطينية ،لأن هذا الحل في نهاية المطاف سينعكس سلبا على الأردن….اللهم اني قد بلغت أللهم فأشهد أننا منصورون في نهاية المطاف بدون التنازلات المجانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى