أحدث الأخبارالثقافة

دور خطاب الكراهية في تهديد المجتمع

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد كريم الخاقاني / مرصد طه الإخباري

🔸من المواضيع المثيرة للجدل في الآونة الاخيرة، الخطابات التي تدعو للكراهية وهي تستهدف فئات في المجتمع بسبب بعض الخصائص التي يتميزون بها عن غيرهم، فتعد خطابات الكراهية تعبيراً عن مواقف التمييز العنصري المعادي للنفس البشرية سواء كانت تلك الخصائص تتعلق باللون او العرق او الجنس او غيرها،طه ومن المقاصد التي تستهدفها خطابات الكراهية، إلحاق الأذى ببعض المجموعات داخل المجتمع والحط من قدرها وترهيبها، وتتضمن تلك الخطابات نظرة إستعلائية تجاه الآخرين، ولا يقتصر ذلك الخطاب في بلد ما، بل يتجاوز الحدود الجغرافية ليمتد الى غيره من البلدان، وظهر المصطلح بصورة علنية في وسائل الإعلام في الولايات المتحدة في عام ١٩٨٩ ليشمل المشاكل التي تتعلق بالخطاب التمييزي والذي يسبب اضراراً لبعض الفئات داخل المجتمع الامريكي والتي كانت مخفية بموجب القانون تحت عنوان حماية التعبير عن الرأي.

▪️ويستهدف خطاب الكراهية مجموعة من المواطنين توسم بأنها مجموعة غير مرغوب بوجودها بين بقية المجموعات داخل مجتمع دولة ما، فيعد خطاب العداء إزاءها بموجب القانون شرعياً وموجهاً نحوها، اي بمعنى آخر، إطلاق دعوات العداء المباشر لمجموعة او فئة ما تمييزاً لها عن بقية الفئات مما يعزز من نفور المجتمع وتغذية حالات الإنقسام بين افراد الشعب الواحد.

🔸ويمنح القانون الدولي الحق في حظر خطاب الكراهية كالتحريض على الإبادة الجماعية والقيام بمجموعة من الافعال التي تؤدي اليها، كقتل شخص معين او مجموعة من المواطنين تحت ذرائع شتى، وغالباً من تؤدي وسائل الإعلام دوراً فاعلاَ في بث خطاب الكراهية والذي يأتي بنتائج مدمرة، إذ تستغل بعض الجهات، الحرية الإعلامية التي اتاحتها تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة والعمل على نشر خطابات الكراهية في مختلف الوسائط الرقمية ومواقع التواصل الإجتماعي،لذلك لابد من وضع تشريعات قانونية تراقب تلك الخطابات وتعقبها لمنع نشرها في الفضاء الإلكتروني ومحاولاتهم المستمرة لبث خطاب التفرقة داخل المجتمعات، فضلاً عن وضع خطط إعلامية تثقيفية تعمل على تنسيق الجهود المشتركة للقضاءطه علي تلك المحاولات التقسيمية التي تقوم بها بعض الجهات الرافضة لوجود بعض الفئات وتمييزها، وهو يتطلب العمل على وضع الحلول والآليات اللازمة لتنمية ثقافة العيش المشترك والمصير الواحد لمحاربة الخطابات التحريضية والتي تهدف الى تمييز المواطنين إعتماداً على بعض الصفات كاللون والجنس والعرق والقومية وغيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى