أحدث الأخبارشؤون امريكية

ديمقراطية التوحش الأمريكية

مجلة تحليلات العصر - الحسين أحمد كريمو

الديمقراطية الترامبية والناطق الرسمي بها ذيله بومبيو، أما آن لهم أن يتوقفوا عن الكذب المفضوح والدَّجل بصوتهم المبحوح؟ أما يستحون على أنفسهم من أن العالم أجمع يعرفونهم بالكذب والدَّجل حتى أن بعض الدول الأوربية رفضت استقباله مؤخراً في جولته الإجرامية الأخيرة له في حياته البائسة لأنه سينتهي به المطاف مع معلمه وترامبه إما إلى السجن، أو لا أقل إلى مزابل التاريخ، ينتظرون القصاص العادل من أبناء الشهداء القادة الذي قتلهم ظلماً وعدواناً..
هذا الذي يتشدَّق بأنه فرض عقوبات على معمل السلاح التقليدي الإيراني وبالحرف قال: ” الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات في إيران بسبب أنشطة تتعلق بانتشار الأسلحة التقليدية.. ويُسوِّق كذبته فيقول: “وندعو جميع الدول إلى حظر عمليات بيع، أو توريد، أو نقل الأسلحة، أو المواد ذات الصلة؛ إلى إيران أو منها”.
أما يخجل على نفسه هذا الرجل، وهل من سائله يسأله؛ هل مكتبة الحرم الرضوي مصانع سلاح حتى فرضتم عليها العقوبات؟، وهل مكتب التوجيه الديني والإعلامي في مكتب المرجع الديني السيد علي الخامنئي معمل صواريخ تقليدية؟، وهل الدكتور الذي توصل بأبحاثه العلمية والطبية إلى تركيب لقاح لوباء الكورونا الذي صنعتموه لتقليل البشر كما صرَّح سيدك بنفسه، يصنع أسلحة؟ أي سلاح يصنع هؤلاء أيها الرجل، مكتبة حرم مقدس كمكتبة الكونجرس المدنس فهل مكتبة الكونجرس تصنع أسلحة نووية؟
أي كذبة تلك التي تحاول أن تسوقها إلى العالم ولكن ليس العتب عليك بل العتب على هؤلاء الذين عرفوا أنك كذاب أشر ويستمعون إليك وبعض أعراب الخليج يصدقوك أكثر من أنفسهم لأنهم من كثرة شرب بول البعير تحولوا إلى بعران سائمة وفي الصحراء هائمة لا تعرف الصدق من الكذب والعدو من الصديق، هؤلاء فقط يُصدِّقوك ويصفقون لك ويدفعون لك ثمن الكذب والدجل من ثروات شعوبهم، لأنهم بقر حلوب كما سماهم الترامب وصدَّقوه فيها أيضاً.
والعجيب أنه يصر على دجله ويقول: “سنواصل العمل مع شركائنا في المجتمع الدولي للضغط على النظام الإيراني لتغيير سلوكه”، فيا أيها الديمقراطي الأمريكي مَنْ الذي يجب أن يُغيِّر سلوكه الجمهورية الإسلامية أو الإدارة الأمريكية؟ الذي قام عليكم نصف الشعب الأمريكي ليسقطكم فحاولتم استغلال النصف الآخر لاحتلال رمزكم، ومقرِّ قيادتكم وفخركم “الكابتول” فأين أنت من ذلك كله وها هم كل أهل المنطق في أمريكا يُطالبون بمحاكمتكم على سوء إدارتكم، فمَنْ الذي يجب عليه أن يُغير سلوكه إلى سلوك سياسي منطقي تحكمه المصالح المشتركة لا العصبيات الدينية، ولا الألوان البشرية، ولا العنجهيات الترامبية، ولا الجنون في الكوبوي الأمريكي.
سياسة الدول لا تسير بأهواء الأشخاص المجانين كترامب، أو المخرفين كصاحب مملكة الرِّمال، السياسة الدولية تجري بالدبلماسية، والديمقراطية تعني التساوي في الحقوق والواجبات أما الديمقراطية الأمريكية فهي ديمقراطية الكوبوي ومن طرف واحد هم يُملون وعلى العالم أن يُنفِّذ إملاءاتهم وأوامرهم حتى لو كانت بمنتهى القسوة بحق الشعوب، وخارجة عن الأعراف الدولية، والقيم الإنسانية، فتلك هي ديمقراطية التوحش والجريمة المنظمة وليست ديمقراطية البشر العادلة.
تلك الديمقراطية التي كانوا يضحكون بها على شعوب العالم لأكثر من سبعين سنة انكشفت الآن وانفضحت في عقر دارهم، وبممارساتهم وما سنشهده خلال هذا الأسبوع سيُعطي للعالم أجمع المعنى الحقيقي للديمقراطية الأمريكية والكوبوي وراعي البقر الأمريكي وسيظهر وجههم الإجرامي الذي أباد شعوباً بأكملها حتى توطن في مكانها وجاء الدور ليتفانوا فيما بينهم، لأن ديمقراطيتهم قامت على الدماء والأشلاء وستنتهي كذلك وتلك هي سنة الله في أمثالهم..
والقادم قاتم لديمقراطية التوحش الأمريكية، وإن غداً لناظره قريب..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى