الصحةشؤون اوروبيية

رؤية تحليلية مختصرة من عمق تداعيات جائـحة ڤيروس كورونا على العالم الغربي

مجلة تحليلات العصر

بقلم: صالح الصريفي

23Apr2020

يبدو ان جائحة كورونا ستمثل تحولا تاريخيا هاما وخطيرا في تاريخ البشرية المعاصر وفي المستقبل وعلى كافة المستويات والصعد ، والسبب يعود لأربعة عوامل ؛

1- من خلال الكثير من التلميح والقليل من التصريح سواء لمنظمة الصحة العالمية والسياسيين أو في تقارير الاطباء والمختصين ان السقف الزمني لجائحة كورونا سيتجاوز العام أو العامين وربما الى ثلاثة اعوام أو أكثر !!
2-جائحة كورونا حدثت في ظل ثورة وطفرة كبيرة في المستوى المعرفي والعلمي العالي جدا وفي ظل تطور نوعي وتقني هائل ، وصل اليه الانسان المعاصر أو الذي سيصل اليه انسان المستقبل
3- الاستخدام السيء والتوظيف القذر لأصحاب هذه الثورة المعرفية والتقنية
النوعية ، من اليهود والصهاينة وحلفاؤهما خدمة للمصالح الضيقة والجشع المطلق والرغبة الجامحة في السيطرة على العالم وعلى ثروات الكرة الارضية والتحكم في مصير البشرية
4 – الطغيان والغطرسة والتنمر وفرض الوحدانية الفردانية للولايات المتحدة الامريكية ودول الناتو ، واصحاب البنوگ الدولية ورؤوس الاموال والصناعات والتقنيات المتنوعة ، الذين ملؤوا الدنيا ظلما وجورا وقهرا واستعبادا وجوعا وحرمانا وتضليلا وتجهيلا وفسادا وإفسادا وحروبا وقتلا وتقتيلا ودماءا في هذه الارض .

وعليه يمكننا القول بأن جائحة الكورونا جاءت نتيجة لما تقدم ، ولكن هذه النتيجة لم تأتي مجردة وانما حملت معها الكثير من التداعيات والتحولات والمخاطر والالام التي ربما ستغير وجه وماهية مستقبل الانسان والبشرية .
وليس من السهل حصر التداعيات والاخطار أو التحولات في البنى التحتية والافكار والفلسفات ، لانها تحتاج الى كتب عديدة ولكننا سنحاول ذكرالمفيد والمهم بقدر مانستطيع من الاختصار من دون أعادة وتكرار ( ماذكرته وسائل الاعلام والتقارير والصحف اليومية المواكبة لتداعيات الجائحة ، سواء الازمة الاقتصادية وتداعياتها الكارثية على البلدان والشعوب أو عن هشاشة البنيى التحية الصحية أو السياسات الانانية والارتباك والتخبط في القرارت أ و انعدام الرؤية الواضحة في الخطط والبرامج لمواجهة جائحة الكورونا في الدول الصناعية العظمى ).

1- الجائحة أوجدت صحوة من الوعي في أذهان الغربيين من الاوربيين والامريكيين وغيرهم وأوقظتهم من غفلتهم وحركت الضمائر في نفوسهم على حقيقة النظام الرأسمالي والنيوليبرالي وسياساته اللاإنسانية والحدود اللامتناهية لوحشيته وانانيته وجشعه وبالتالي أكتشفت هذه الامم ان العدالة خدعة وتعني ( عدالة الحفاظ على مصالح الرأسمال وليس الحفاظ على عدالة مصالح الانسان ) ، والحرية كذبة كبرى وتعني ( حرية ممارسة الجنس والدعارة وتناول المخدرات والهوس بالصخب الموسيقي ) والسياسة عبارة عن برامج ومشاريع لتغييب الوعي ، والاعلام وسائل للتجهيل والتضليل وان النظام النيوليبرالي هو نظام السوق الاستهلاكي المغلف بزركشة الاسواق ( المولات ) والسلع ومهمته الاساسية تحويل المرأة الى سلعة رخيصة في التسويق ، وتحويل الأسرة الى مدمن في الاستهلاك والتسوق .
2- لم تتوقف صحوة الانسان الراضخ تحت وطئة النظام الرأسمالي النيوليبرالي في حدود ماذكرناه بل تجاوز الاكتشاف الى حدود الوصول الى العمق والجوهر بأن الرأسمالية ظاهرها حرية وعدالة ، وباطنها ظلم وعبودية !! ، وان الانسان الغربي ماهو الا عبد مستعبد وتابع للبنوگ ولأصحاب رؤوس الاموال والشركات والمصانع ، ومهما بلغ هذا الانسان من مرتبة علمية ووصل الى درجة أكاديمية طالما انه يعمل ( أجير ) فمرتبه الشهري أو مرتبهما ( الزوج وزوجته معا ) مهما بلغ لايؤهله أو يؤهلهما من شراء مسكن متواضع أو أثاث أو سيارة من دون الحاجة والاستدانة من البنوگ !! التي تبقى تنهش مرتبه وتسرق قوته لايقل عن مدة (30-40سنة)بل الى سن التقاعد !!
على الرغم من قانون العمل الذي يفرض عليه ( 40) أربعين ساعة عمل في الاسبوع !!
3- على الرغم من عدم قناعة الغالبية العظمى من الغربيين واتباع الديانات السماوية أو الوضعية ، بعقيدة الكنيسة وزيفها ولكنها وجدت نفسها مضطرة للعودة الى التفكر في الغيب والمخلص والمنقذ !؟

4- بدأت حلقات الدرس والحوار والنقاش الفكري والفلسفي واللاهوتي بالمراجعة والكتابة والحوار والبحث عن النظام الاصلح للانسان !؟
بعد ما تأكد بأن أزمة الكورونا ستمتد الى عدة أعوام وان تداعياتها الاقتصادية ستطيح بدول وبنوگ وشركات !!
وان الحوار اتسع وطال البحث عن العلة والسبب الحقيقي لخلق الانسان ووجود الانسانية وماهية هذا الخلق ومستقبل هذه الانسانية وكيفية الحفاظ على الكرة الارضية و وضع الاستفهامات والنقاط الحقيقية على حروف جدوائية المعارف والعلوم والتكنولوجيا وحقيقة العدالة والحرية وحدودهما وسقوفهما الانسانية !؟
4- أكتشف الانسان الاوربي والغربي عموما ان العدالة الانسانية مفقودة بالمطلق وانه يمثل الحجر الاساس في زواية نشر الظلم والحروب والجوع اللامتناهي للانسانية المعذبة بسبب صمته وغفلته ومساهماته الغير مباشرة سواء كان من خلال العمل في مصانع وشركات صناعة الموت أو من خلال مساهماته في دفع الضرائب التي تذهب لتمويل الحروب والقتل الجماعي وتدمير البلدان .
5- واخيرا اكتشف الانسان الغربي المسيحي أن زيف الكنيسة لم يتوقف على تسويقها الترهات العقائدية والاكاذيب اللاهوتية فقط ، بل الكنيسة شريك فعلي وأساسي ومهم في بنيوية النظام الرأسمالي ومشاريع العولمة والنيوليبرالية ، وقد آن الأوان لمناهظة هؤلاء الاشباح والاشخاص الذين أدمنوا على نشر الظلم وتشويه العدالة وتغييب الاخلاق والقيم والمثل الانسانية .
وان الخاسر الوحيد هم هؤلاء المتوحشون وحلفاؤهم ومؤيدهم والمتعاونون معهم وان الخاسر الوحيد ايضا هم من يصمتون ويسكتون عن ممارساتهم وسياساتهم التخريبية ومشاريعهم وبرامجهم التدميرية للانسانية جمعاء .
وان الرابح هو من يقاومهم ويناهظهم ويفضحهم ويبين حقيقتهم ومدى خطورتهم على الانسانية جمعاء
وأنه لابد للقيد ان ينكسر والحقيقة ان تنكشف ولابد للأمل والمنقذ والمخلص ان يظهر .

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون أيضاً المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية :

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى