أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

رئيس الموساد يلمح لوجود صراعات داخل الأسرة الحاكمة بالسعودية: ابن سلمان ليس قادراً على التطبيع لأن “الأمر بالمملكة معقد جدًا” واتفاقيات السلام تعطي “إسرائيل” عمقا استراتيجياً بالغ الأهمية

مجلة تحليلات العصر

يُواصِل يوسي كوهين، رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) الإدلاء بأحاديثٍ صحافيّةٍ لوسائل الإعلام الإسرائيليّة، وذلك خلافًا لمن سلفوه في هذا المنصب،ووفقًا لمصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ في تل أبيب، فإنّ السماح له بالتعامل مع الإعلام بشكلٍ علنيّ، هو بمثابة جائزة ترضية من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأنّه تمّ إبعاد رئيس الموساد عن حفلات ومهرجانات التطبيع الأخيرة مع الدول الخليجيّة، رغم أنّه كان أحد أهّم عرّابيها، كما أكّدت المصادر. يُشار إلى أنّ الموساد تابع مباشرةً لرئيس الوزراء، وفق القانون المعمول فيه بالدولة العبريّة.وعاد رئيس الموساد الإسرائيلي ليؤكِّد مرّة أخرى وجود اتصالات عديدة مع دول عربية، لافتاً إلى أنّ هناك أجواء جديدة تمنح إسرائيل أفقا إستراتيجيّاً، وتفتح أمامها التحرك بشكل غير عادي وبجرأة غير مسبوقة، مُعبِّرًا عن أمله في أنْ تباشر دول أخرى بالمنطقة بإقامة علاقاتٍ رسميةٍ مع تل أبيب.وقال كوهين في مقابلة حصرية مع قناة “كان” في التلفزيون العبريّ قا في معرِض ردّه على سؤال المراسلة السياسيّة، غيلي كوهين، إنّ الموساد على اتصال بعدد كبير من الدول العربية في المنطقة وخارجها، خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وآمل بشدة أنْ تنضج هذه الجهود، وشدّدّ على أنّه لا ينبغي أنْ تكون المفاوضات مع الفلسطينيين عقبة في نظره، ولا شرطًا لاستمرار اتصالات تل أبيب بهدف إقامة علاقات ثنائية بينها وبين دول المنطقة، مثل السعودية، طبقًا لأقواله. وأكّد رئيس الموساد أنّه بعد شهر من توقيع الاتفاقيات مع الإمارات والبحرين، هناك إمكانية لرؤية المزيد من البلدان تتواصل مع إسرائيل في المستقبل القريب، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ عملية النضج طويلة وناتجة عن طهي بطيء ومنظم للغاية في الموساد وأجهزة أخرى، للوصول إلى علاقات ثنائية مع دول المنطقة، على حدّ توصيفه.ومضى قائلاً للتلفزيون العبريّ إنّ السودان قد يكون أحدها على سبيل المثال، لأنّ إسرائيل على اتصال مع أي جهة ودولة مستعدة للتحدث إليها حاليًا، مُضيفًا أنّ هذه فترة مختلفة بالنسبة لي، ونحن بصدد عقد اتفاقيات تاريخية لها أهمية إستراتيجية للعمق الاستراتيجيّ لإسرائيل على جميع المستويات: الأمن، والاستخبارات، والاقتصاد، والزراعة، وما إلى ذلك، والكثير من الأشياء يمكننا القيام بها مع تلك الدول، وتم بالفعل توقيع بعض هذه الاتفاقيات، كما قال. ورأى كوهين أنّها فرصة مناسبة لتهنئة كلّ من تعامل مع هذه المسألة الحساسة المتعلقة بإقامة العلاقات مع الدول العربية، بما فيها مجلس الأمن القوميّ، وديوان رئيس الوزراء، ورئيس الوزراء، ورئيس الولايات المتحدة، لقد عمل العديد من الأشخاص على هذه القضية من وراء الكواليس لسنوات عديدة، وها هي قد تحققت، من خلال اتفاقيات مهمة تمّ التصديق عليها الآن من الحكومة الإسرائيلية والكنيست.وأشار كوهين إلى أنّ هناك أجواء جديدة تمنح إسرائيل نموذجًا استراتيجيًا لنموذج مختلف لم نكن نعرفه من قبل، لأننا نفتح آفاقا جديدة على المستويين الاقتصادي والأمني، وهذه الآفاق تفتح لنا منابر أخرى للتعاون على جميع المستويات، ما يعطينا عمقًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، وهيمنة على المحور المعادي، سواء إيران أو الجماعات المسلحة أوْ الدول الطامحة للتوسع الإقليميّ. وأكّد أنه عند الحديث عن السعودية، وربط التقدم المستمر بالتطبيع مع إسرائيل بالمفاوضات مع الفلسطينيين، فإنّه لكي تنضج أيّ علاقاتٍ مع دول كانت تُعرّف سابقًا على أنّها دول نزاع أوْ لها علاقات عدائية مع إسرائيل، وتتحول إلى دول سلام فعلية، فنحن خارج خزانة الدبلوماسية الرسمية، حينها أتوقع حدوث أي أمر مستبعد في علاقاتنا الثنائية.ومضى قائلاً إنّ  إسرائيل ترحب بأيّ تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، لكن هذا لا ينبغي أنْ يكون عقبة ولا شرطًا لاستمرار تواصلنا لمواصلة العلاقات الثنائية بيننا وبين دول المنطقة، وبغضّ النظر عن وجود محمد بن سلمان حاكمًا فعليًا للسعودية، فإنّ الأمر في المملكة معقد للغاية، لأنّ القادة الذين اتخذوا القرار حتى الآن، ملك البحرين وولي عهد الإمارات، اتخذوها بطريقة غير عادية، على حدّ قوله.جديرٌ بالذكر أنّ صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية كان كشفت (18.09.20) عن أنّ ولي العهد السعوديّ بن سلمان أراد أنْ يوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين، لكنّ والده الملك سلمان عارض ذلك، مؤكّدةً وجود خلافات بين بن سلمان والعاهل السعوديّ بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأنّ الملك صُدِم بشدة خلال إجازته عند إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توقيع إسرائيل والإمارات اتفاقاً للتطبيع الكامل لعلاقاتهما. وذكرت أنّ سبب الصدمة يعود لعدم إبلاغ ولي العهد السعوديّ والده مسبقًا بالاتفاق بين تل أبيب وأبو ظبي.

 

المصدر: كان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى