أحدث الأخباراليمنشؤون امريكيةمحور المقاومة

رحلة الشوق الأخيرة لمواطن أمريكي من أصول يمنية تم قتلة في جنوب اليمن

مجلة تحليلات العصر الدولية - زهير الهناهي

عزيزي القارئ إذا كنت من أولئك الذين لا يمتلكون ضمير إنساني أنصحك عدم مواصلة القراءة لأني سأتحدث عن قصة وجع ومعاناة وقهر لشعب بأكمله إصابته صاعقة الحزن الذي أدمت قلبه لهول الجريمة المرتكبة بحق المواطن الأمريكي من أصول يمنية عبد الملك السنباني الذي تم قتلة في نقطة تفتيش في طور الباحة على أيادي قوات الصاعقة التابعة للمجلس الانتقالي أثناء عودته إلى اليمن لزيارة اسرته.
سأحاول اليوم الكتابة بشعور تلك الأم المحروق قلبها على ابنها الذي قتل في قارعة الطريق سأحاول تقمص شعور الشوق الذي تشعر به تلك الأم التي قتلتها لحظات الانتظار للحظة سماع رنة جرس المنزل كي تفتح الباب وترى ولده الذي سافر للخارج منذ 10 سنوات كي يواصل تعليمه.
بل سأجرب أن اكتب بشعور تلك الأخت المتلهفه لحنان شقيقها وسندها الذي ملات البسمة وجهها مع كل اتصال كانت فيه تسمع صوت شقيقها.
سأبذل ماوسعي كي أحاول الكتابة بشعور أولئك الأصدقاء الذين يطوقون شوقاً لمعانقة رفيق طفولتهم الذي يبعث فيهم الأمل بخفة دمه وابتسامته الوردية التي جعلتهم ينتظرونه وينتظرون تلك الهدية التي وعدهم بها والتي تذكرهم بوفائه.
سأجرب أن اكتب بشعور عبد الملك السنباني الذي هزمه الشوق لوطنه الأم وجعله يحزم حقائبه ويقرر السفر إلى اليمن لتكن هي رحلة الشوق الأخيرة بلا عودة وكانت الى السماء.
أسف أعتقد أني لا امتلك تلك القدرة أن اكتب عن كل هذا اعترف اني عاجز عن كتابة هذه القصة ولن أستطيع الكتابة إلا على شعورين.
سأكتب عن شعور ذلك المجرم وعصابته الوحشية التي تخلت عن مبادئها وقيمها ورصدت الضحية عبد الملك السنباني منذ أن حطت الرحلة على رصيف مطار الموت في عدن ورصدت الشهيد وهو يتنقل على ذلك الطريق البري الوعر الذي يسعى من خلاله للوصول إلى مسقط رأسه في العاصمة صنعاء وعند وصوله إلى إلى نقطة طور الباحة في لحج انقضت عليه كلاب الصاعقة المسعورة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التي اعترضت الملاك البريء عبد الملك السنباني ونهبت أمواله وعذبته وقتلته وباشرت وقاحتها بنشر أخبار كاذبة للإعلام الرخيص تخبرهم فيها بأنها قبضت على مجرم كبير لكن إرادة الله فضحت جريمة هؤلاء.
الآن سأكتب عن شعور ملايين اليمنيين الذين تلقوا الخبر وانا احدهم لقد إصابتنا الدهشة والرعشة التي أسقت الدمعة الحزينة على الوضع المأساوي التي وصلت إليها بلدنا نتيجة الحرب واستمرار الحصار كتبت لكم اليوم عن شعور أربعة مليون يمني ممن يحتاجون السفر للخارج وينتظرون نفس المصير الذي واجهه عبد الملك السنباني نتيجة قيامهم برحلة الموت عبر مطار عدن الذي دفع المواطنين لاستخدامه نتيجة استمرار دول التحالف الوحشية الذي يصر على حصاره لليمن وإغلاق مطار صنعاء الذي لو كان مفتوحاً لما سمعنا مثل هذه الأحداث والجرائم لكن للأسف غابت الإنسانية والضمير عند المجتمع الدولي الذي يشارك في قتل وحصار الشعب اليمني.
اعتذر للجميع لانه لا يمكنني الاستمرار بالكتابة لأن هذا الوجع والجرائم للأسف تحصل في بلدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى