أحدث الأخبارلبنان

*رسائل باريس وحارة حريك فرص أخيرة وتفاهمات ممكنة*

مجلة تحليلات العصر الدولية

وصفي الأمين

كلمة السيد اليوم تشي، بأن الرسالة الفرنسية، التي أبلغها ماكرون للحاج محمد رعد، إيجابية جداً، ولا تحمل تجاوزاً لخطوط الحزب الحمر.

وحديثه عن وضع دولي إيجابي لا يشبه ما يجري في لبنان، يعني أمرين:

الأول، تشكل قناعة أميركية بلا جدوى الحصار، وبالتالي رفعه بشكل ما. وهو ما يقتضي إيعاز الأميركي لتوابعه بدعم لبنان، لإخراجه من أزمته.

الثاني، أن الظروف ليست في صالح المعسكر الأميركي، فهي لا تشبه ظروف عام 2005، لا محلياً ولا إقليمياً ولا دولياً، وبالتالي عدم إمكانية استغلال الحدث الأخير ضد الحزب. بل احتمال انقلابه لصالح الأخير.

ما سبق يؤكده، الفرصة الأخيرة التي أعطاها السيد للطبقة السياسية والمنظومة، الحاكمة والمعارضة، في لبنان. وهذا يبدو متناغماً مع دعوة ماكرون الى عقد سياسي جديد، يلتقي فيها، أيضاً، مع دعوة الحزب إلى مؤتمر تأسيسي قبل سنوات، وهو أكثر القوى اللبنانية ثباتاً ووضوحاً، ما يجعل الفرنسي أكثر اطمئناناً لدى صياغة تفاهمات معه. وهو يشير، ربما، إلى أن توافقاً مع الفرنسي قد حصل بشأن حكومة وحدة وطنية، أشار الرئيس عون إلى إمكانية تشكيلها اليوم، قد يكون رفع العقوبات أحد شروطها.

هدوء السيد وتماسك كلمته، وقوة وضوحها أيضاً، وإيجابية ماكرون الفائضة امس تجاه الحزب، تؤكد قوة موقف الأخير أمام الفرنسي والغرب بشكل عام. فللقاء الرئيس الفرنسي الحاج محمد رعد، المصنف إرهابياً، ممثلاً لحزب مصنف إرهابياً، على أرض فرنسية (قصر الصنوبر منزل السفير الفرنسي)، معنى واحداً، هو حاجة الفرنسي الملحة للبنان، وبالتالي للتفاهم مع الحزب، من أجل الحفاظ على نقطة نفوذ مفتاحية في الإقليم، الذي تنتظره استحقاقات سياسية واقتصادية كبرى واستراتيجية.

وهو ما يقتضي بقاء لبنان بعيداً، نسبياً، عن مشاريع الصين الكبرى، فضلاً عن منع تعزيز علاقاته بإيران وروسيا.

فالحفاظ على لبنان إلى جانب فرنسا، يساعد باريس على جولات التفاوض المقبلة حول المصالح الكبرى في الإقليم. فماكرون يدرك جيداً، أن الاستغراق الأميركي في الصراع مع محور المقاومة، وعلى رأسه الحزب، يجعل من فرنسا خاسراً أساسياً، أياً كانت نتيجة هذا الصراع.

وباريس تعرف أن غياب الغرب عن لبنان، سيدفع لبنان للبحث عن بديل، والخيار الوحيد حينها، هو الاستدارة شرقاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى