أحدث الأخبار

رسالة إلى الطغاة…حصار المثقف وتدميره ليس إنتصارا عليه بل هزيمة لكم

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

لو اعتاد الطغاة أينما كانوا وبغض النظر عن مكامن ظلمهم ،يسمعون صرخات ضحاياهم قبل أن تلفظ أنفاسها بموت إضطراري ،تقرر للإنسحاب من معركة فاشلة مع الطغاة،لما تمادوا في ظلمهم وحصارهم للمثقفين المعرفيين الذين رأوا أن حب الأوطان يتطلب العمل بدلا من التسحيج والنفاق سعيا وراء منصب يدر ربحا كبيرا،دون أن يعلم المنافقون والمسحجون أن ثمنهم مهما كان كبيرا في البنوك ،فإنه صغير في المجتمع لأنهم يشعرون بدواخل أنفسهم أنهم ليسوا بتلك الكفاءة التي تؤهلهم للوصول إلى ما هم فيه وعليه ،من مناصب كبيرة وأرصدة فلكية في البنوك،وما يتخيلونه زورا وبهتانا من مكانة عليا وبريستيج واضح في المجتمع.
آن الأوان لإخبار الطغاة بحقيقة واقعهم ،والتأكيد لهم إن فرض حصار على المثقفين المعرفيين المنتجين،وحصارهم ماديا ومعنويا والتشويش عليهم،وإرسال رسائل غير مباشرة لهم بأن مصيرهم إلى دمار ،ليس إنتصارا عليهم ،بل هو هزيمة للطغاة،لأن هؤلاء الطغاة يمتلكون من الأسلحة القاتلة الشيء الكثير ،وبيدهم كافة المفاتيح ،وهم الذين يزكّون هذا ويفتحون له الأبواب وهم يعلمون أن بضاعته فاسدة ،لكنه سلّم لهم إنقياده وجعل من نفسه الخسيسة أصلا دمية يلعبون بها كما يشاؤون ،وعجينة يشكّلونها كيف يريدون،فيما يحاولون منع المثقفين المعرفيين الملتزمين حتى من التنفس لخنقهم والتخلص منهم ،من أجل إرضاء الأطراف الخارجية التي تناصب هؤلاء العداء.
قل لي من تستعين بهم أقول لك من أنت،وهذه رسالة صريحة للطغاة أنهم لا شيء يذكر في حقيقة الأمر بعد تجريدهم من صلاحياتهم المغتصبة،لأن من يستعينون بهم ويشغّلونهم عبارة عن طبول جوفاء لها ربما صوت عال كونها فارغة،وقاموا بمحاربة المثقفين المعرفيين ،دون أن يعلموا أصلا أن مشغّليهم من الخارج ينظرون إليهم نظرة إستخفاف لأنهم يعرفونهم جيدا ،ويعلمون حقيقة أمرهم،ومدى إستجابتهم لتلبية طلبات ومطالب أعداء الأمة،خاصة وهم يعرفون خفايا عملهم ومن يشغّلون معهم وكيف يوظفونهم،وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على طبيعة الطغاة الذين يحكمون شعوبهم بالحديد والنار ويمارسون عليهم الحرمان والتضييق،بينما يرضخون للأعداء الذين يمتطونهم بسهولة كما نمتطي الدابة التي تترعرع معنا ،وتصبح مطواعة.
ما لا يعرفه الطغاة أن المثقفين المعرفيين الذي يهزمون أمام الطغاة بسبب عدم تكافؤ الفرص والأسلحة ،وحتى الواقع ،سوف لن يسلّموا بهذا الواقع المرير،وستواصل أرواحهم الصراخ فوق رؤوس الطغاة لتذكيرهم بحقيقتهم،بمعنى أن المعركة مستمرة بين الطغاة والمثقفين المعرفيين الملتزمين،ولن ينهيها وضع حد بطريقة أو باخرى لحياة هذا المثقف أو ذاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى