أحدث الأخبارشؤون امريكية

رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

فخامة الرئيس جو بايدن
تحية وإحتراما
جاء فرحنا بفوزك ليس حبا بك طبعا،بل كراهية وتشفيا بالمقاول ترمب الذي باع الجمل بما حمل لمستدمرة إسرائيل الصهيونية الإرهابية التلمودية،مع أننا مقتنعون أن معظم رؤساء أمريكا ومسؤوليها الكبار لا يعملون لتحقيق المصالح العليا الأمريكية،بل يكرسون جل وقتهم وجهدهم للعمل من أجل “إسرائيل”التي تدعمهم وتوصلهم إلى مناصبهم على حساب الوطنيين الأمريكيين،وقد لمست ذلك عمليا كصحفي خلال لقاءاتي العديدة مع الكثير من المسؤولين والبرلمانيين والمرشحين للرئاسة الأمريكيين وفي مقدمتهم جون ماكين والرئيس السابق أوباما.
بداية نزجي شكرنا لفخامتكم على قراركم الصائب بوقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب العبثية الدائرة في اليمن الشقيق،وهز العصا أمام زعران الخليج الذين نهبوا اليمن ودمروا بناه التحتية ،ولم تسلم حتى المقابر وصالات الأفراح من قصفهم الوحشي،ناهيك عن تجويعهم للشعب اليمني ومساعدة الأمراض الفتاكة لتنخر أوساط الشعب اليمني وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن،ونتمنى عليكمم إعلان رفع الحصار البغيض المفروض على الشعب اليمني ،وفرض التعويضات اللازمة على من شنوا عدوانهم على اليمن.
فخامة الرئيس
دعوت إلى توحيد العالم من أجل الدفاع عن الديمقراطية،وهذا أمر جميل،ولكن عليكم الإنتباه لوضعكم الداخلي المخترق من قبل اللوبيات الصهيونية أمثال الإيباك و معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية “ميمري”MEMRI،اللذان يتحكمان في مفاصل صنع القرار الأمريكي،وقد تسبب ميمري على سبيل المثال بفصلي من عملي في جريدة العرب اليوم عام 2012،بسبب كتابتي مقالا بعنوان”إسرائيل والسلام لا يتفقان”،وقايض بقائي في العمل بالمساعدات الأمريكية،بمعنى أنه تصرف وتحدث وضرب بسيفكم ،وهذا إختراق خطير للديمقراطية ،وتشويه للسمعة الأمريكية،ولذلك عليكم تنظيف بيتكم من الداخل والعمل من أجل بلدكم وتحقيق مصالحكم بدلا من المصالح الإسرائيلية التي تدافع عنها كثيرا وتقول أن إسرائيل مصلحة أمريكية ،وهذا غير صحيح،لأن هذه الإسرائيل ستحطم أمريكا قريبا لصالح الصين ،كما فعلت مع بريطانيا العظمى.
فخامة الرئيس
لا يستقيم الحديث عن العدالة والديمقراطية في ظل انحياز أمريكا الاعمى لإسرائيل،وغضها الطرف عن إرهابها وسلاحها النووي ،في حين تعادون إيران على سبيل المثال ،وتعارضون برنامجها النووي السلمي ،علما أنكم منحتم الموافقة للشاه المقبور كي يمتلك السلاح النووي ،وهذه ليست عدالة أو ديمقراطية،كما أنكم تسهمون في عذابات الشعب الفلسطيني وتشاركون إسرائيل في مأساة الشعب الفلسطيني.
فخامة الرئيس
الديمقراطية لا تترسخ بطائرات البي 52 ،والعدالة لن تتحقق بدعم أمريكا للديكتاتورية العالمية وانتهاجها سياسة الغزو والعقوبات والقنابل النووية كما فعلتم في ناغازاكي وهيروشيما اليابانيتين عام 1945،وعليكم مراجعة ملفاتكم بدءا من جرائمكم ضد السكان الأصليين وضد اليابان وفيتنام وكوريا وأفغانستان والفلبين والعراق والخليج وسوريا ولبنان وفلسطين ،ولتعلم فخامة الرئيس أن أمريكا إلى انهيار بسبب المؤامرة الصهيونية عليها.
وكما قال الخليفة المسلم هارون الرشيد في رسالته إلى عامله في خراسان الذي إشتكى وضع الناس عنده :”داو جرحك لا يتسع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى