أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

رسالة من على قناة العربية

مجلة تحليلات العصر الدولية - المحامي مهدي عبدالرضا الصبيحاوي.

بعد سبعة عشر عاماً من سقوط أعتى أنظمة الشر والطغاة بثت قناة العربية لقاء حصري من سلسلة حلقات مع رغد أبنة صدام حسين وأصبح اللقاء قضية رأي عام
وأن ما لفت نظري وجعلني أكتب عن هذا اللقاء بعد أن كنت من المعارضين للكتابة عنه هو رأي الشعب العراقي الذي يحب أن يلدغ مرتين كما يبدو.
رغد التي تتوسم بعراقيتها كما تقول لماذا تظهر على قناة تابعة لجهاز المخابرات السعودي والمعروف عنها لا تبث أي شيء دون أخذ موافقة رئيس الجهاز وبطلب لولي العهد السعودي أو لماذا تسكن الأردن ؟!!
ما أردته السعودية ورغد بهذا اللقاء هو إيصال رسالة من الجانب السعودي للرئيس الأمريكي الجديد بايدن بعد أن أهمل السعودية وولي عهدها ولم يعر له أي اهتمام بقراراته ولقاءاته وخاصة بعد القرارات الأخيرة تجاه الحوثيين وأيضاً نيته تجاه العقوبات الإيرانية، وكذلك هو رسالة الى سياسيين الشيعة والمقاومة وهو أن السعودية ستعمل على دعم حزب البعث وتؤيد عودته واستلامه للحكم من جديد، والظاهر أن السعودية لا تحب أن تنزع ثوب العبودية كما هو حال بعض العراقيين .
أما رسالة رغد هو جس نبض الساحة العراقية بقولها (كل شي جائز ومحتمل والخيارات المطروحة كثيرة) أي تقصد أنه في حال ترشيحها للانتخابات هل ستجد من ينتخبها ويرحب بفكرة عودة حزب البعث، والنتيجة شاهدت الكثير من يطبلون للعودة لنظام كان من أشد الأنظمة بأساً وظلماً من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وأفضلها أمنياً كما يتحججون بقولهم (على الأقل كان أمان) نعم أفضلها أماناً لأنه يفقتر للقتل على الهوية يفتقر إلى المفخخات يفتقر للذبح كالنعاج يفتقر إلى أسامة ابن لادن وابو مصعب الزرقاوي وداعش وغيرهم من امثالهم، إلا أنه كان فاقداً للأمان في سجونه ومعتقلاته والمقابر الجماعية والحروب الغاشمة التي شنها، فهو كان يقتل أكثر مما تصوره لنا اليوم وسائل الإعلام ممن يقتل بالمفخخات.
رغد التي تسير على نهج والدها صدام بتغيير الحقيقة بواقع مغاير من خلال بعض جهلة الشعب العراقي بتلميع صور صدام السفاح بقولها (بابا ماچان يحب الدم) نعم صدام لم يحب الدم لأنه كان يحب المقابر الجماعية لذلك ترك أكثر من 300 مقبرة دفن ضحاياها أحياءً.. صدام كان كيوت لذلك ترك أكثر من أربعة مليون بين شهيد ومفقود ومعاق نتيجة الحروب مع جيران العراق وغيرهم من الملايين نتيجة أحواض التيزاب والمثرامات.
ولو تسائلنا عن سبب ظهورها بهذا الوقت لوجدنا أن الجواب أسهل ما يمكن تصوره وهو الأرضية الخصبة التي كونتها الحكومة الحالية بدعمها لحركات تشرين ودخولها مع التيارات المدنية الأخرى والحركات الدينية المنحرفة للعملية السياسية، وهذا ما وجدناه جلياً حينما لم نجد من الحكومة برئيس وزرائها وجمهوريتها ووزير خارجيتها أي إدانة أو استنكار أو رد فعل نتيجة هذا التدخل السافر بخصوصية وسيادة العراق.
فيا أبناء العراق أما آن الأوان أن نقف ضد الباطل ونرفض كل معالم الذل والخنوع والخضوع والاستبداد الم يحن الوقت لنعرف من يريد الطائفية ويتكلم بلغة التمييز بين جنس البشر والعراقيين لنميز بين الخير والشر ونختار الأنزه والاكفأ.. فإذا لم نميز سنجد هند وشمر ويزيد وأمثالهم بثوب جديد.. إذا لم نعمل على مصلحة العراق فإننا سنقدم دمائنا على طبق من ذهب لاعدائنا، وحينها ولان حين مناص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى