أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

رسالة وجواب؟؟

مجلة تحليلات العصر - د. أحمد الزين

ارسل لي صديقي غسان من بلدي لبنان رسالة مختصرة بلا عنوان ولكن فحواها تفجّر ثورة وبركان.. جرحت قلبي وخدشت الضمير والوجدان.. وتلعثم الكلام وامسك اللسان.. على الرزية التي وصل لها حال الانسان، من ويلات الفقر والعوز والحرمان..
جاء فيها: (انا يا صديقي من دولة لم تستطع ان توفر السمك لشعبها ولكن جعلت من شعبها طعامًا للسمك تبًا لكم يا حكام وطني.. ).
فكتبت له رسالة مواسيا الشعب ضحية الحاكم السلطان، معانُ عُرفٍ ومعرفة وعرفان، اغرفها من غور المعاناة بين الذّل والعنفوان.. واقارن ما ذاقت الشعوب بين طهران وحوران.. ومن غزو واحتلال لفلسطين والجولان.. ومن حصار وحروب على محور مقاومٍ من إيران الى لبنان، قلت له:
يا صديقي العزيز:
انا من لبنان بالهوية.. ولا اؤمن بالفوارق القومية والحدود الجغرافية.. ولا بمسميات سايكس – بيكو التقسيمية.. لان وطني لبنان ليس من البلاد الذي أفتخر به حضاريا وإنسانيا… لانه ينخر نظامه الطائفي والسياسي النهب والفساد، والتحدي والعناد، من الزعيم الجلاد، في ظلم الافراد وقهر العباد..
فانني اخترت موطني وانتمائي بعقلانية.. وفضّلت ان انتسب الى بلد الفكر والعلم والحضارة والحرية… المرتبط نظامه بقيم السماء والانبياء والانسانية.. والذي يمثل امتداد حكم محمد وعلي والذرية.. ومن يكّنون لاهل البيت الاطهار الحبّ الولائية… ومن ينتسبون الى روضة الإسلام الفيحاء.. ومن انتجت حضارته النخب والنجباء والعلماء والشعراء.. ونشروا علوم الطبّ والكيمياء والحساب والفيزياء.. ومن قامت ثورتهم من اجل التحرر والاستقلال والبناء.. ومبادئهم الدفاع عن قضايا المستضعفين والفقراء والضعفاء.. من رفعوا عنهم الظلم و الظلماء والجرم والاعتداء.. ومن حققوا لهم العزّة والكرامة والآباء.. ومن يملك بيده استقلالية القرار والقضاء.. ومن نصر الحق والقدس الشريف والشرفاء… ومن تخشاه الغرب والعرب والخصوم والاعداء.. هل عرفت من أعني يا من تعاني؟
ذلك الذي من حروفه انار الكون تنويرا وضياء.. اوله الالف الذي قهر الغزاة والممالك والامراء.. وغاص في جوف البحار والجبال وطوى الصحراء والبيداء.. وثانيه الياء الذي أحسن وابدع واخترع وامتلك النووي وطوّع النانو والانواء.. وما بقي من حروف “ران” فقد ران بغطاء ثقيل ورداء.. وسخّر خزائن الارض طولا وعرضا ووصل الى القمر والفضاء.. فخافت منه الاعراب والاغراب والصهاينة الجبناء.. هو من هزم وافشل مخطط الإرهاب وسفك الدماء.. وهؤلاء يرعدون ويهددون ويخافون النزال السفهاء.. شيمتهم الغدر والجبن والتحصن وراء جدر وبالعملاء.. وأخر جرمهم قتل زاده وسليماني ومهندس وقادة اوفياء.. أخطأوا الحساب فالقتلة يضرّون بأنفسهم وينفعون المظلومين والابرياء.. فهؤلاء عند بارئهم شهداء أحياء.. أما هم فالويل والهلاك في جهنم موتى نزلاء… وفي الدنيا يلاقوا انتقاما وثأرا والنار والبلاء… تزلزل الارض من تحتهم وتقضي على مضاجعهم الجوفاء.. لتعاقب الايدي المجرمة والنفوس الرعناء… وعد ربّك حق، لمنتقمون من المجرمين والاشرار الجنفاء.. والعاقبة تترا على محور الشرّ الخبثاء.. وهم حتما الى سقوط وزوال وفناء…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى