أحدث الأخبار

رمية التماس والمشاهد المحذوفة …

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم جليل السيد هاشم البكاء

مرت علينا قبل أيام الذكرى السنوية لتوقف الحرب العراقية الايرانية، قادسية صدام اللعينة، وفي عام ١٩٨٨ وبعد توقف الحرب بأيام قليلة فقط انطلقت جمهورية ايران الاسلامية لتبني الدولة والمجتمع، وفي الجانب العراقي فقد بدأ الطاغية المقبور صدام اللعين واعوانه بالتفكير بحرب ثانية، فكانت الأنفال ضد أهلنا في الشمال، وبعدها غزو الكويت، واستمرت المعارك والحروب إلى يومنا هذا، وها هو الواقع يشهد بنتائج التفكيرين، ورغم كل هذه الوقائع والأسس نجد من يطلبون ويحتفلون بذكرى الحرب على أنها انتصار، وماهي إلا همبلات، فهم خريجوا وورثة مدرسة يامحله النصر بعون الله حتى من داخل الحفرة، وحتى بعد أن تحول القائد الضرورة كناس وينظف حمامات الأمريكان بنفس القصور التي كان يتبجح بها في الحكم، ويأكل بأيام الحصار كيكة عيد الميلاد العملاقة، لاتغضبوا ولاتغتاظوا من هؤلاء واستمتعوا بهم وكأنهم في مسرح أو عرص للسيرك، يكون فيه القرود الدور الأكبر، ولكن احذروا من شرهم وارهابهم، فإنهم خونة وماكرون غدارون … فهؤلاء كذابون ومنافقون فإنهم باحتفالتهم وافتخارهم بقائدهم ووليهم، يحذفون مشاهدا كثيرة من سيرة الطاغية، فيحذفون مشاهد لجان التفتيش التي كانت تدخل القصور وتفتيش حتى حزانات الملابس الداخلية لزوجة الطاغية، ومشاهد الحفرة وما أدراك ما الحفرة، فحص الاسنان في الحمامات، وغسل ملابس الجنود الأمريكان، تنظيف المراحيض، كنس ما يتركه الجنود بعد كل سهرة … ولكن الاعلام المفلس وأتباعه قد برمجوا عقولهم بالتفكير بطريقة المخانثة والجبناء، فعندما يصفعهم أحد على الوجه يفرغون الغضب بعنتريات ويصفعون امهاتهم وابائهم، يبرقعون نسائهم وهم ياخذونهن لبيوت الدعارة، ومازالوا يرددون يامحله النصر بعون الله والعدو ينكل بهم في ابو غريب، ومازال ذاكرة الاعلام العراقي تردد وتمجد رمية التماس التي حصل عليها الفريق العراقي في أول وآخر مشاركة ببطولة كأس العالم لكرة القدم في المكسيك عام ١٩٨٦ والدول لم تجد أماكن لتخزين الجوائز والكؤوس، العالم كان يمتلك الأجهزة الإلكترونية قبل مئات السنين، وفي المدارس يدعون بأن العراق بلد التقدم وهو الذي مازال يأخذ الكهرباء من من أم كفشة، أم كفشة هو وصفي للمولدات الكهربائية في المناطق المحلية، فان اسلاك النقل والتوزيع توحي للناظر وكأنه يرى مجنونة أو معتوهة لم تعطها الأيام فرصة للعناية والترتيب، هذا هو حال العراق بسبب البعث و الطاغية المقبور صدام اللعين ومن ورثوه في السلطة من الذين يقدمون التشريف على التكليف، نودعكم ونحن بانتظار عرض سيرك ومسرحية جديدة من ايتام البعث والطاغية المقبور، او من الورثة مع اقتراب موعد الانتخابات، احتفظوا بالمشاهد المحذوفة من كل عرض، فإنهم يسعون إلى مسحها من الذاكرة ويبقون على ذكرى رمية التماس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى