أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

رواية الرمز المفقود .. بين الكاتيوشا والدرون

مجلة تحليلات العصر الدولية - وسام الكعبي

تلقى الجميع صدمة خبر استهداف منزل رئيس الوزراء بواسطة ثلاث طائرات درون مسيرة تحمل مقذوفات متفجرة ، وتتمكن احداهن من استهداف المنزل الخاص للرئيس بينما تمكنت القوة المكلفة بحماية الرئيس من اسقاط المتبقيتين .
تفاجئ الجميع وصدم في نفس الوقت كون رأس الهرم غير امن في منزله كيف المواطن الفقير ، مع إختلاف وجهات النظر في لحظة الحادث بين تغريدة رئيس الوزراء وبيان خلية الإعلام الأمني حول آلية الالية الاستهداف فيما اذا كانت طائرات درون او صواريخ كاتيوشا ، واستقر الرأي على طائرات درون مسيرة مفخخة .
وكالعادة الروتين نفسه في كل حادثة هو ( تشكيل لجنة لمعرفة ملابسات الحادث ) واضاء النور وانقشع الظلام على زحامات خانقة .
وبدأت التصريحات الحكومية تتوالى وفقاً للأدلة وآثار الحادث ، ومنها ( إن الطائرات كانت تحلق بأرتفاع منخفض لتتمكن من تجاوز الرادارات ) و ( تحديد إنطلاق الطائرات المسيرة من شمال شرق بغداد ) و ( صور المقذوفات التي نقلتها الوسائل الإعلامية الرسمية ) و ( آثار الدمار الذي تعرض له منزل الرئيس ) .

إذا تطرقنا لكل واحدة بشكل مفصل سنتوصل إلى :
🔺المقذوف كبير وقد يصل طوله حوالي (50 سم) و وزن الحشوة المتفجرة قد تبلغ (2 كيلو او اكثر مضاف له وزن المعدن المستخدم للمقذوف) واذا افترضنا ان الطائرة تحمل مقذوفتين نستنتج أن الطائرة كبيرة الحجم استنادا لما استنتجناه عرض الجناحين مجتمعين أكبر من مترين وبالامكان رؤيتها بالعين المجردة ومن المحتمل ان تعمل بالوقود السائل وهذا يضيف إلى أن صوت مراوح الطائرة يكون عالي ومسموع فضلا عن انها وفقاً للرواية الحكومية تطير بشكل منخفض وكل ذلك يوضح ان وزن الطائرة كبير قد يتراوح مابين (50-100 كيلو) .

🔺كيف تمكنت الطائرات المفخخة من اجتياز مسافة كبيرة بلغت (12 كيلومتر) من شمال شرق بغداد وصولاً لمنزل الرئيس في المنطقة الدولية (الأكثر تشدداً امنياً) وبتحليق منخفض لتجاوز الرادارات (التحليق بأرتفاع 10 متر عن سطح الأرض تحد كبير للرادارات ووسائل الدفاع الجوي – وكالة سبوتنيك) وفقاً لما تطرقت به الجهات الحكومية بدون أن يكتشفها احد سواء خارج المنطقة الدولية او داخلها .

🔺منطقة إنطلاق الطائرات وفقاً لما أشارت له الجهات الحكومية هي من جهة الرصافة (وفق إحدى الروايات) ، فهل يعقل إن المناطق المحيطة بمدينة الصدر ( شمال شرق بغداد – 12 كيلومتر) لا تحتوي على مرابطات أمنية أو أجهزة الاستخبارات ولا حتى مصادر تتمكن من ابلاغ الجهات الأمنية ، لأننا شهدنا امور مماثلة عندما يتعلق الأمر بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية وتبادر الجهات المسلحة إلى استهداف السفارة بصواريخ كاتيوشا نجد البرقيات الأمنية تنتشر حتى في مواقع التواصل الاجتماعي مع ذكر موقع التنفيذ ونوع العجلة التي سيتم نقل المواد بها فضلاً عن خط مسير حركة العجلة ، ما الذي اختلف الأمر الان ؟؟
الكارثة (الرواية الأخرى) جنوب شرق بغداد بالمحاذاة لمقتربات معسكر الرشيد (الرستمية) !!!

🔺آثار الدمار الذي تعرض له منزل الرئيس (مبهمة) بغض النظر عن التواضع الذي يعيش به رئيس الوزراء كون منزله خالي تقريبا من الأثاث ، وبغض النظر عن كلام البعض من أن المنزل خالي من السكن .. المفاجأة ان قوة المقذوفات كبيرة لأن التصوير أوضح تشققات في الجدران من الجهة القريبة للسقف ، و الأضرار كبيرة في باحة المنزل ، لكن المفاجأة في الصورة التي انتشرت للباب الخشبي المخلوع الذي لا يحتوي على اي آثار للشضايا والطخم واللوحات لا تدل على أن إنفجار كبير حصل ، في حين من يشاهد الباحة والجدران تتضارب لديه الروايات لأن هناك آثار تعكس كل ذلك .

🔺بأي شخصية حكومية نصدق :
– الرئيس يغرد على إنها (صواريخ الغدر) .
– خلية الإعلام الأمني تقول إنها (طائرة مسيرة مفخخة)
– وزارة الداخلية تقول إنها (ثلاث طائرات مسيرة) .
– اللواء سعد معن يقول إن خط مسير الطائرة ( من شمال شرق بغداد ) .
– اللواء يحيى رسول يقول إن خط مسير الطائرة ( من جنوب شرق بغداد ) .

بالتالي الرمز المفقود لا يحسم أمره إلا من إطلع على الوقائع والأحداث ، لأن ما حصل يحتاج إلى شخص يرويه بشكل مفصل وليس كلام بيانات ومعلومات مبهمة لأن ما تم التصريح به يكاد يكون بعيد عن الواقع جداً ، في ظل تطور الاستهدافات وخلط الأوراق وتوزيع التهم بدون ادلة وبدون الإعلان عن نتائج التحقيق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى