أحدث الأخبارشؤون آسيوية

روسيا_ اوكرانيا.. الغرب وامريكا  وسياسة حافة الهاوية..؟!

“”””””
د / احمدحسن القشائي
رئيس مجلس ادارة
صحيفة الصفه اليمنيه

( 5) الموضوع

كانت واشنطن تعمل جاهدة على إفساد النخب السياسية الاوكرانية وتشجعها على الإثراء والنهب وتراكم الثروة بيد قلة نخبوية بذاتها فيما تعمل من حهة اخرى على تشجيع النزعات القومية النازية في البلاد وكانت الخلفيات الاجتماعية لسكان اوكرانيا تنقسم لفئتين متضادتين ففي مدينة ( لفيف)  المحاذية للحدود البولندية تتمركز جماعات العنصرية القومية ذات الإيدلوجية النازية والتي وقفت خلال الحرب العالمية الثانية إلى جانب المانيا النازية ضد الاتحاد السوفيتي بل وقاتل سكان مدينة ( لفيف)  ضد الجيش الاحمر السوفييتي بقياد الضابط الاوكراني ( بانديرا)  الذي يعتبره السكان الناطقين بالروسية خائنا لوطنه فيما تعتبره الاقلية ( السلافية)  التي ينحدر منها القوميون الاوكرانيون بطلا قوميا..!!
خلال الحرب العالمية انقسم سكان اوكرانيا إلى قسمين قسم موال للاتحاد السوفيتي والجيش الاحمر وهولاء هم مواطني وسكان اقليم الدونباس الذين بسببهم ومن اجل حمايتهم من الإبادة قامت روسيا بعمليتها العسكرية في اوكرانيا وهذه هي ابرز الاسباب المعلنة لما يجري اليوم في اوكرانيا لكن في واقع الامر هناك اسباب اكثر خطورة وراء العملية العسكرية الروسية ويمكن استقراء خطورة هذه الاسباب في رد الفعل الامريكي والغربي على العملية وهذه الهيستيريا التي ترافقت معها والمتمثلة بإجراءات حصار غير مسبوق وغير معقول،  حصار يكاد يطال حرمان روسيا من  الهواء والشمس واضواء النجوم والقمر لو في يد امريكا والغرب أن يقوموا به لقاموا به دون تردد..!!
إذا ما هي الحكاية؟  وما هي الدوافع الهيستيرية التي تقف وراء هذا السعار الجنوني الامريكي والغربي ضد روسيا دفاعا عن اوكرانيا؟!  لكن هل حقا امريكا والغرب حريصين على اوكرانيا؟ 
للإجابة على هذه التساؤلات دعونا نستعرض وبصورة عابرة أبرز المحطات التي اوصلت الحال إلا ما هو عليه في اوكرانيا التي كانت اولى جمهوريات الاتحاد السوفييتي التي نالت استقلالها عام 1991م لتخضع مباشرة للوصاية والرعاية الامريكية _ البريطانية على اثر مطالبة روسيا من امريكا والغرب ومقابل القبول بإستقلال الجمهوريات السوفييتية ان تمنح امريكا وحلف الناتو ضمانات لروسيا الاتحادية بعدم تمدد حلف الناتو شرقا باتجاه روسيا الاتحادية وكان هذا الطلب كافيا لواشنطن والغرب والناتو ليزرع في قلوبهم قلقا ماء من روسيا وتوجس عن نواياها المستقبلية وان يلتسن رئيس روسيا يؤمها لن يدوم وان ثمة دولة عميقة يصعب استيصالها من الواقع الروسي ولهذا اتخذت واشنطن قرارها بان تكون اوكرانيا راس حربة ضد روسيا حين يتطلب الامر ذلك،  لذا عملت واشنطن على تزكية وتلميع ترويكا نخبوية مفتونة بالقيم الغربية والسلوك الليبرالي _ الإمبريالي وانماطهما السياسية والثقافية،  وممن يحملون عداء واحقاد ضد الحقبة السوفييتية وضد روسيا الاتحادية ومن المعجبين بالقائد الاوكراني ( بانديرا)  الخاىن بنظر الاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية، وفيما دفعت واشنطن بمستشاريها وضباط مخابراتها دفعت لاوكرانيا باقذر مليونير امريكي هو جورج سايروس او سورس ثم كلف الرئيس الامريكي الحالي ( بايدن)  بالملف الاوكراني لتبدا اوكرانيا رحلة طمس كل ما يربطها بالاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية لدرجة ان تم استبدال راعي الكنيسة فغيرت اوكرانيا المستقلة دينها وثقافتها ولغتها وقيمها وانتمائها الحضاري لتفتح ابوابها للجماعات النازية التي كان من اهم أهدافها رد الاعتبار للعناصر النازية وفرض قيم التطرف القومي وتغذية الحقد والكراهية ضد روسيا الاتحادية شعبا وثقافة وقيم وحضارة وتاريخ وقيادة..


عملت واشنطن وبريطانيا على تغذية المشاعر القومية المتطرفة وتاهيل وتدريب افرادها،  في الوقت الذي اقامت قرابة ( 35 معملا بيلوجيا)  داخل الاراضي الاوكرانية تدار من قبل علماء امريكيين فيما تغلغل المستشارين والخبراء الامريكيين في مفاصل الدولة والمؤسسات العسكرية والامنية، فيما عملت بالنطاق السياسي على إفساد افراد هذه الطبقة بهدف التحكم بهم وهذا ما حدث فعلا حتى ان مدراء البنوك الاوكرانية كانوا امريكيين..؟!
فيما شركات النفط والغاز كانت تدار من قبل ( هنتر بايدن)  نجل الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن..؟!
وهكذا وعلى ثلاثة عقود تحولت اغنى واهم جمهورية سوفياتية كانت تصرف على الاتحاد السوفييتي إلى افقر جمهورية ينخرها الفساد والفاسدون والقيم العنصرية والنازية والتطرف حتى ان صحفي اوكراني يقول ( ماذا حققنا من الاستقلال؟  هل الاستقلال الذي حلمنا به وهل  فرق الرقص والملابس الملونة تعني الاستقلال)؟!
خلال فترة الاستقلال شهدت اوكرانيا سلسلة انتخابات برلمانية ورئاسية وكل من كان يفوز بهذه الانتخابات هم عشاق القيم الغربية وادوات امريكا التي كانت هي الحاكم والمتحكم باوكرانيا وسيادتها ومستقبلها.. في عام 2014م تفجرت ثورة برتقالية قادها اليمين المتطرف او النازيون الجدد بدعم من اثرياء امريكا بدءا من جورج سورس الى بيل جيتس وبرعاية بايدن وكان الرئيس المستقبلي الفائز بالانتخابات بعد معارك دامية هو بيرينشيكو الذي لا يختلف عن بقية الترويكا السياسية الأوكرانية المغرمة بالقيم الغربية وسرعان ما تم إغراقه وتعميده في مستنقع الفساد ناهيكم ان الرجل قاد حربا إجرامية ضد مواطنيه في إقليم الدونباس والقرم فعملت روسيا على ظم جزيرة القرم للاتحاد الروسي بعد استفتاء شعبي وبطلب من سكانها خوفا من مصير يترقبهم كمصير اخوانهم في إقليم الدونباس..
وقد توقفت حرب الدونباس بعد إبرام اتفاق مينسك الذي ابرز نصوصه منح الاقليم حكما ذاتيا وان يكون تحت السيادة الاوكرانية وقد تعمد هذا الاتفاق داخل مجلس الامن الدولي ولكن سلطات كييف وبضغط امريكي _ بريطاني لم تلتزم بتنفيذ هذا الاتفاق طيلة سنوات..
خلال الفترة من 2014/إلى 2022م تغيرت الكثير من الاحداث على صعيد الخارطة الجيوسياسية والجيوبلوتيكية وما شهدته الخارطة الدولية من تداعيات واحداث اضف الى المكانة الدولية التي حققتها روسيا واضطراد حدة الصراع والتنافس بينها وبين واشنطن وحلف الناتو والحضور الروسي الفاعل في سورية وليبيا وافغانستان ودول البريكس وافريقيا الى جانب دورها فيما يتصل بالملف النووي الإيراني ومحادثات فيينا،  وكذا علاقتها الاستراتيجية مع الصين وما يتصل بالبيان المشارك الموقع بين الرئيسين الروسي والصيني على هامش افتتاح دورة العاب بكين وقضايا اخرى سرية وعلنية وكلها عوامل دفعت امريكا والغرب والناتو للقيام بحركة عسكرية سريعة تستهدف في آن إحكام السيطرة الاوكرانية على إقليم الدونباس وجزيرة القرم وكان هذا المخطط قابل للتنفيذ بحلول يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر فبرائر الماضي ولكن الامل الامريكي والغربي خاب لتحرك موسكو عسكريا في عملية عسكرية نوعية يمكن اعتبارها عملية قيصرية هدفها إسقاط النظام المتطرف في كييف واتاحة الفرصة للشعب الاوكراني للتنفس وانتخاب قيادة اوكرانية وطنية تفكر بمصالح ومستقبل الشعب الاوكراني ولا تخدم مصالح امريكا والغرب وقد سبق هذه الخطوة اعتراف موسكو بجمهوريتي دونسيك ولوغانسك في اقليم الدونباس والتاكيد على ان جزيرة القرم جزءا من السيادة الروسية وغير مقبول الجدل بشانها، على ضوء هذه الخطوة جاء رد الفعل الامريكي _ الغربي وجاءت الهيستيرية الغير مقبولة والغير مسبوقة بكل ظواهر هذه الردود المجردة حتى من المنطق،  على ضوء هذه التداعيات قررت واشنطن والمنظومة الغربية بفصل اوكرانيا وتحويل جزءا منها وعاصمته ( لفيف)  لتكون ندا وراس حربة في مواجهة روسيا الاتحادية اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع القوة النووية الروسية في حالة تاهب قتالي فزاد هذا الإعلان إرباكا لواشنطن والناتو والمنظومة الغربية.
وبحسب قناعتي فان الرئيس بوتين قد حقق كل اهدافه من العملية العسكرية واطبق على الجغرافية الاوكرانية بمعزل عن كل ما يقال حتى وبعيدا عن السيطرة على مدينة كييف فان ما يريده بوتين قد تحقق إما مل يتصل بكل هذا السعار الهيستيري للغرب وامريكا وحلفائهم زما جرى في مجلس الامن والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان فكل هذه الإجراءات الدعائية لا جدوى منها والحصار سيرتد على من فرضه وقد اضطؤ الرئيس الفرنسي للعودة والتواصل مع الرئيس بوتين في اليوم الرابع من العملية العسكرية ومستشار المانيا اعاد الاتصال بسيد الكرملين في اليوم السابع من بدء العملية فيما واشنطن تستقبل حتى اللحظة 750 الف برميل يوميا من النفط الروسي واوروبا لا تزل تدفئ نفسها بغاز روسيا وعبر اوكرانيا وبالتالي فان كل ما يسوقه الإعلام الأمريكي والمتأمرك وايا كانت هويته فيندرج في سياق العمل الدعائي الذي يحاول اصحابه الحفاظ على بقايا ماء وجه لامريكا والغرب والناتو وستثبت الأيام القادمة هزيمة هذه الجوقة الإمبريالية وسيتاكد العالم ان ألغرب فعلا ومعه امريكا هم إمبراطوريات الكذب والتظليل والخداع والزيف وانهم أعجز من ان يقفوا في وجه روسيا الاتحادية وقيصرها الرئيس فلاديمير بوتين فيما زيلينسكي ونظامه سيذهبان خارج المعادلة لأن دوره انتهى بماساة ستظل تلاحقه لبقية حياته واعتقد لن يجد له مكانة بعد هذا حتى على خشبة المسارح الشعبية المتجولة في شوارع امريكا والغرب والايام ستثبت ذلك فترقبوا.
انتهى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى